صباح يوم الأربعاء 27 جمادى الأولى 1440ه طلب مني عمدة الحي الذي أسكنه الأستاذ عثمان يحيى البكري أن أرافقه في زيارة رسمية لمركز الرعاية المتطورة لتأهيل ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة. وهنا يحضرني أن أذكر باختصار عن من هم هؤلاء «ذوو الهمم». في المصطلح العام يلقى عليهم مسمى «ذوي الاحتياجات الخاصة» ولكن في الحقل الثقافي العالمي الإنساني يفضل مسمى «ذوي الهمم العالية». كيف ولماذا؟. وفقاً للسياسة الوطنية لتمكين ذوي الإعاقة، قررت المنظمات العالمية إعادة تسمية هذه الفئة بأصحاب الهمم، وذلك اعترافاً بجهودها الملحوظة في تحقيق الإنجازات، والتغلب على جميع التحديات في مختلف الميادين الحيوية. في تصريح صحفي سابق عام 1431ه عقب رعاية سموه ومعالي وزير العدل سابقاً الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى للحفل الختامي لمسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان إن هذه البلاد لم يتحقق بها الأمن والاستقرار وهذه التنمية والخيرات الكثيرة إلا لهذا السبب، وأكد سموه أهمية هذه المناسبة للمعوقين وقال نحن اليوم مع ختم كتاب الله سبحانه يجب علينا أن نتجاوز محنة الإعاقة مثبتين اليوم أنهم ذوو قدرات خاصة وليسوا ذوي حاجات خاصة. وطالب سموه بإلغاء مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال أريد اليوم أن نلغي جميعاً ما يسمى ذوي الاحتياجات الخاصة لأن كل إنسان يتجاوز هذا الألم وهذه الإعاقة سواء عقلية أو حركية أو ذهنية أو أي نوع من أنواع الإعاقة ويحقق شيئاً في حياته سواء كان نجاحاً كبيراً أو صغيراً ويكون عضواً عاملاً في المجتمع يعتبر من ذوي الهمم. أما ذوو الحاجات الخاصة فهم الذين أعطاهم الله سبحانه وتعالى الصحة والأموال ويجلسون في بيوتهم لا يريدون أن يساهموا في الحياة ولا يريدون أن يبنوا ولا يريدون أن ينجحوا وكل يوم لهم عذر. أعود للزيارة، وصلنا إلى المركز، كان في استقبالنا مدير عام المركز الأستاذ محمد شاكر الشريف الذي قدَّم لنا شرحاً قال فيه: إن مركز الرعاية المتطورة لرعاية وتأهيل ذوي الهمم العالية لمن هم فوق 12 سنة يقدم خدمات تعليمية وترفيهية ورحلات ودمجاً بالمجتمع مع الخدمات الإضافية مثل العلاج الطبيعي والتخاطب والنطق والعلاج الوظيفي ويقبل جميع الإعاقات ما عدا الصم والبكم والإعاقات البصرية.. وأضاف الأستاذ محمد الشريف أن المركز مجاني على حساب الدولة -أعزها الله- وعمر المركز 17 سنة، ويأمل الأستاذ محمد أن يحصل على منحة أرض لا تقل عن 5000 م2 داخل النطاق العمراني بمدينة جدة ليستطيع التوسع والتطور في خدمة هؤلاء ذوي الهمم العالية. وباسمي وباسم ذوي الهمم ومدير عام المركز نقدم الشكر والتقدير إلى مقام قيادتنا الرشيدة ممثلة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة المالية.. والله الموفق.
