بعدما تأهل معظم المرشحين للفوز بلقب كأس آسيا 2019 في كرة القدم، سيشهد دور ال16 من البطولة المقامة في الإمارات خروج أحدهم في بداية الأدوار الإقصائية ويلتقي الأخضر ونظيره الياباني اليوم الاثنين على استاد الشارقة، في مباراة ستختلف حساباتها عن الدور الأول، حيث الخطأ ممنوع من قبل «الصقور الخضر» و»الساموراي الأزرق» لتفادي الخروج بشكل مبكر. ويجمع المنتخبان ما بينهما سبعة ألقاب في البطولة القارية (أربعة قياسية لليابان، وثلاثة للسعودية آخرها عام 1996) من أصل 16، ويعدان من أبرز منتخبات القارة حاليا، ما يزيد من ترقب المواجهة المقبلة بينهما. وحقق الأخضر بإشراف الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي بداية واعدة في البطولة الحالية، بتشكيلة لا تضم رأس حربة صريح. وعوّل مدربها الذي سبق له قيادة تشيلي للقب كوباأمريكا 2016، على ثلاثي الوسط الهجومي سالم الدوسري وفهد المولد وهتان باهبري، قبل تعثر في ختام الدور الأول (صفر-2) أمام قطر، وأتت الخسارة بعد فوزين على كوريا الشمالية 4-صفر ولبنان 2-صفر. في المقابل، حصدت اليابان العلامة الكاملة في المجموعة السادسة، وتصدرتها بعد انتصارات غير مقنعة ومحظوظة إلى حد ما على تركمانستان 3-2 وعمان 1-صفر وأوزبكستان 2-1. ويبقى العامل الإيجابي في تشكيلة هاجيمي مورياسو الذي يميل إلى الفكر الهجومي، توافر دكة احتياط قادرة على تعويض أي غياب في التشكيلة الأساسية، بدليل خوض اللقاء الأخير في دور المجموعات بتوليفة مختلفة تماما، الأمر الذي يدفع إلى الاعتقاد أن اليابان تسعى إلى ادخار جهودها للأدوار الاقصائية، وهو ما سيظهر بدءا من مباراة اليوم. سجل مواجهات المنتخبين وسيكون لقاء اليوم السادس بين المنتخبين في البطولة الآسيوية، إذ خسرالأخضر ثلاث مرات (صفر-1 في نهائي 1992، 1-4 في الدورة الأولى لنسخة 2000، وصفر-5 في الدور الأول لنسخة 2011) بينما فاز مرة في نصف نهائي 2007 بنتيجة 3-2. «مرحلة جديدة» ويحتاج بيتزي التركيز على خط الدفاع في مواجهة دور ال16 إذا ما أراد المضي قدما نحو ربع النهائي، وقال بعد مباراة قطر «أفكر الآن بالمواجهة أمام اليابان. في المباراة التالية، علينا البدء بمرحلة جديدة. نحن مستعدون مثل اليابان وأي فريق آخر تأهل إلى الدور الثاني»، مضيفا «لم يكن من المفترض أن يظهر خط الدفاع بهذا الشكل (أمام قطر). لكني أؤكد بأن الدفاع لم يكن المشكلة الوحيدة». وينتظر بيتزي، الذي خسر سلمان الفرج وعبدالله الخيبري قبل يوم على انطلاق البطولة بسبب الإصابة، عودة ياسر الشهراني الذي أصيب في المباراة أمام كوريا الشمالية فغاب في اللقاءين التاليين وعوضه حمدان الشمراني. ويتوقع أن يلعب بيتزي اليوم بواقعية، مع الاعتماد على الاستحواذ والتمرير العرضي والطولي للتحكم في إيقاع المباراة. من جهته، يعتمد منتخب اليابان على كوكبة من المواهب أمثال المخضرم يوغو ناغاتومو، هيروكي ساكاي، يويا اوساكو، ويوشينوري موتو. وستكون خبرة القائد مايا يوشيدا ضرورية في ظل اعتماد المنتخب على العنصر الشاب. ويعد يوشيدا لاعب ساوثمبتون الإنجليزي، من اللاعبين الثابتين في التشكيلة منذ 2010 ويتحمل مسؤولية كبيرة في تشكيلة المدرب مورياسو الذي لم تخسر اليابان في المباريات ال8 التي خاضتها بإشرافه. وحل مورياسو بدلا من أكيرا نيشينو بعد المونديال الروسي الذي كان المنتخب قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دوره الربع نهائي قبل الخسارة بهدف قاتل. كما يسعى المنتخب لتعويض خروجه من ربع نهائي النسخة السابقة من البطولة الآسيوية بركلات الترجيح أمام الإمارات. وشدد مورياسو على أن فريقه يأمل في إحراز اللقب، مقرا بأنه «يحتاج إلى أداء أفضل في الهجوم والدفاع على حد سواء». وقال مدرب اليابان الذي يحتل المركز الثالث آسيويا وفق تصنيف الاتحاد الدولي للعبة بعد إيران الأولى وأستراليا الثانية «لم أتابع مباريات منتخب السعودية عن كثب حتى الآن لكني سأقوم بذلك بالتأكيد قبل مواجهتنا معه. سأحلل أداءه ونقاط الضعف والقوة أيضا». وأضاف «آمل في تعافي اللاعبين بدنيا أولا لتنفيذ بعض التدريبات التكتيكية خلال التحضيرات والاستعداد بشكل جيد لمواجهة أفضل فريق في آسيا». وتابع «طالبت اللاعبين بضرورة تحقيق أفضل نتيجة خلال المباراة مع السعودية رغم الظروف التي وضعتنا في معركة قاسية من حيث الخبرة والقوة أمام هذا الفريق». يذكر أن الفائز من مباراة السعودية واليابان سيواجه الفائز من مباراة الأردن وفيتنام المقررة الأحد، وذلك في ربع النهائي الخميس المقبل.