يعد الثالث والعشرون من أبريل تاريخًا رمزيًا للاحتفال بيوم الكتاب العالمي من كل عام، حيث تشهد مختلف عواصم العالم ومدنه احتفالات مخصصة لترويح الكتاب، ولقد تم اختيار هذا التاريخ في مؤتمر اليونسكو العام الذي عقد في باريس عام 1995 للتعبير عن تقدير المنظمة والعالم أجمع للكتاب والمؤلفين. وذلك لتشجيع القراءة بين الجميع وبشكل خاص بين فئة الأطفال والشباب وتشجيع استكشاف متعة القراءة وتجديد الاحترام لإسهامات الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء. فللكتب قدرة فريدة على تعزيز الإبداع والارتقاء بالحوار بين الناس كافة على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم، وهذه هي الرسالة التي تسعى اليونسكو إلى تبليغها إذ تحتفل باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف بالشراكة مع رابطة الناشرين الدولية والاتحاد الدولي لباعة الكتب والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات في كل أنحاء العالم. وبالشراكة أيضا مع العاصمة العالمية للكتاب لهذا العام2017 م، وهي مدينة كوناكري في نيجيريا. إن القراءة وارتياد المكتبات من أهم الوسائل التي تثري ثقافة المجتمع، والتي يحظى مجال المكتبات وخاصة مكتبات الأطفال والعامة في الوقت الحاضر بمزيد من الاهتمام العام علي جميع الأصعدة الاجتماعية والعلمية والثقافية بوصفه قضية من أهم القضايا التي تعالج مشكلات التنمية البشرية. فالمملكة العربية السعودية مثلا كانت على موعد مع نهضة علمية شاملة، وتفتحا ثقافيا واسعا، وازدهارا معرفيا عاما، في انتشار التعليم، وإنشاء المدارس والجامعات، وبناء المكتبات وإنشاء المطابع، حتى أصبح الحصول على الكتاب أمرًا ميسورًا، فتكونت بذلك مكتبات عامة وخاصة شملت البلاد بطولها وعرضها، وكان لهذه المكتبات دور حضاري في نشر المعرفة وتطور المجتمع، عبر إمداد أفراده بأنوار العلم وقبسات اليقين. وفي السنوات الأخيرة، قادت وزارة التربية والتعليم برنامج القراءة للجميع ونفذته المناطق التعليمية. كما بادرت أرامكو السعودية على تسيير خدمة المكتبة المتنقلة للمدارس الابتدائية في ثلاث مناطق هي: الشرقية والوسطى، والغربية. كما بدأت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، مشروع المكتبات المتنقلة، حيث يسعى هذا المشروع إلى إنشاء عدد من المكتبات المتنقلة. وإيمانًا بأهمية القراءة ودورها في صنع الأجيال باعتبارها وسيلة لتكوين شخصية الفرد وبناء كيانه الفكري والروحي، إذ أن بناء المستقبل رهين ببناء الإنسان الذي هو حجر الأساس في التنمية وأهم العوامل المؤثرة في تقدم الدول وتطورها، لذلك كان ضروريا: - أن تبذل الجهود ليعي المجتمع أهمية القراءة ولتصبح عادة من عادته فمهما تعددت الوسائط أو تطورت سبل الوصول لمصادر المعرفة يبقى الكتاب هو الوسيلة الأقرب لوجدان الإنسان وستظل القراءة هي السبيل لإشباع شغفه وتطلعه للمعرفة.. وليصبح مشروع القراءة مشروعًا وطنيًا لتطوير الكتاب وصناعة النشر. - توصيل الخدمات الثقافية، من خلال القافلة الثقافية المتنقلة والمكتبات المحمولة والمتنقلة بالمستشفيات والحدائق العامة والشواطئ وأماكن التجمعات الشعبية. وإذا كان من اللازم قبل كل شيء أن تكون هذه المناسبة جهدًا وطنيًا يبذل داخل كل دولة بهدف تعبئة الطاقات والموارد وإطلاق الجهود الحقيقية، فإنه من الضروري أيضًا أن تكون هذه المناسبة حلقة من حلقات التعاون الدولي لنشر القراءة.