قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد فى خطبة الجمعة أمس: إن الله سبحانه وتعالى كرَّم الإنسان وفضله على كثير ممن خلق، خلقه فأحسن خلقه، وكرمه بالاستعدادات التي أودعها فطرته، هيئةٌ وفطرةٌ تجمع بين الطين والنفخة، هيأ له ما يقوم به في وظيفة الاستخلاف والتعمير، لافتًا إلى أن العقل في الإسلام مناط التكليف ومحل الابتلاء وبه استنباط الأحكام الشرعية، وبيان مراد الشارع، وبه حسن التصرف في أمور الدين والدنيا ذلك أن العقل مكلف تكليفًا صريحًا بالنظر في ملكوت السموات والأرض، وإدراكِ العلاقات أسبابًا ومسببات، واكتسابِ العلوم والنظرِ في المصالح، والمفاسد، والمنافع، والمضار، والعدل، والظلم، كل ذلك من أجل أن يستفيد من التسخير للقيام بمهمة التعمير وأنه من أجل ذلك كله فإن القرآن الكريم والسنة المطهرة مليئان بالدلائل البرهانية، والأقيسة العقلية، والجدال بالحسنى، حتى يتحرر العقل من تلبيسات الخرافة، وأساطير الأولين مؤكدًا أن بني آدم، بالعقل، والعلم، يرتقون إلى مصاف الملائكة الأطهار، وفي المدينةالمنورة حث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي المسلمين على التمسك بتقوى الله عزوجل وطاعته وخشيته في السر والعلن، مشيرًا أن من أسباب الصلاح والإصلاح والفلاح وتتابع الخيرات وصرف النوازل والعقوبات ورفع المصائب الواقعة والكروبات الدعاء بإخلاص وحضور قلب وإلحاح فالرب جلا وعلا يحب الدعاء ويأمر به، وأوضح الحذيفي أن الدعاء مرغب فيه في كل وقت فهو عبادة يثيب عليه الرب أعظم الثواب وهو محقق للمطالب كلها الخاصة والعامة الدينية والدنيوية في الحياة وبعد الممات، مبينًا أن لمنافع الدعاء العظيمة شرعه الله في العبادات المفروضة وجوبًا أو استحبابًا رحمة من ربنا سبحانه وتكرمًا وتفضلاً لنعمل بهذا السبب الذي علمنا الله إياه.