سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجهات الرقابية المتمكنة قادرة على وضع النقاط على الحروف «الجزيرة».. تستطلع آراء المختصين والأكاديميين والخبراء حول دور المؤسسات الرقابية في التصدي للإساءة الإعلامية:(2/2)
* في حقبة العولمةوعصر الإنفتاح زادت أهمية وسائل الإعلام بمكوناتها ومنطلقاتها وقنواتها المختلفة..وأصبحت شريكاً فاعلاً في التنمية الوطنية الشاملة.. والإعلام الرياضي لا شك جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة الإعلامية بأهدافها وتوجهاتها.. يضطلع بدور بارز ومؤثر في تشكيل الرأي العام الرياضي المستنير وصياغة توجهاته والتأثير الإيجابي على وعي وثقافة الجماهير.. بمفهومه الشامل، غير أن ما نعيشه في الواقع الرياضي أصبح يحتاج لمراجعة شاملة بمشاركة كافة أطياف وشرائح المجتمع الرياضي والإعلامي.. لمناقشة وتشخيص وتحليل.. المكونات والأهداف والسياسات والمنطلقات بكل شفافية وموضوعية. * فهناك من الإعلاميين من ساهم في النهوض بالإعلام الرياضي والرقي برسالته السامية.. وهناك -بالمقابل- من تاهت الرسالة الإعلامية بأهدافها النبيلة.. بين من دخل الإعلام بحثاً عن الثروة والشهرة وما زالت تعمل وفق الأهواء والميول المتعصبة والإقليمية غير السوية.. وفئة أخرى كرست أقلامها في تنمية (التعصب) الممقوت ونشر ثقافة الإساءة وتجريح الآخرين والنيل منهم.. بصورة غير حضارية تتعارض مع كل المبادئ والقيم المهنية والأخلاقية.. ولا تتماشى مع متطلبات ومكونات الإعلام الرياضي المعاصر..! * «الجزيرة» استطلعت آراء الأكاديميين والإعلاميين والمتخصصين حول دور المؤسسات الرقابية في التصدي لهذه التجاوزات والإرهاصات والممارسات غير الصحية على ثقافة المجتمع.. وإرساء مناخ رياضي صحي وسليم بمصداقية وموضوعية.. يسهم في نشر الأخلاق والثقافة الرياضية المنشودة..واليوم وعبر الحلقة الثانية نسلط الضوء على آراء المختصين والأكاديميين و المشاركين في هذا الأستطلاع. إلى حصيلة الآراء. أهمية الدورات المتخصصة وينطلق الدكتور علي الجفري عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود والكاتب الرياضي من زاوية ثانية قائلاً: الإعلام الرياضي يُعد من أهم أوجه الإعلام الذي يخاطب أهم شريحة في المجتمع وهي فئة الشباب وبالطبع بقية فئات المجتمع.. الإعلام الرياضي بالمملكة أخذ منحنى بعيداً عن أهداف وقيم المجتمع ورسالة الرياضة السامية.. وفي اعتقادي أن بُعد الطرح الإعلامي الرياضي عن مساره يشترك في أكثر من جهة ومؤسسة من مؤسسات الدولة ومنها مؤسسات التعليم العالي بعدم المبادرة بطرح برامج ودرجات علمية للإعلام الرياضي ومؤسسات الإعلام بجميع أشكاله بتوظيف غير المهنيين.وأضاف: إذا كنا قد فشلنا في تحديد رسالة الإعلام الرياضي وأهدافه وفشلنا أيضاً في بلورتها بما يتفق مع القيم الدينية والمجتمعية ولم نوفر الدرجات العلمية أو البرامج التأهيلية للعاملين وللراغبين في العمل فيه فنتوقع أن يكون هناك طرح إعلامي رياضي غير واعٍ وغير حضاري.. ولا أعتقد أننا سوف نكون بحاجة إلى جهة رقابية في حالة أننا تمتعنا بالمهنية المطلوبة. وأكد أن شريحة الشباب هي الأكثر في المجتمع السعودي وهي بالتالي الشريحة التي تقرأ وتشاهد وسائل الإعلام الرياضي بإيجابياته وبسلبياته لذلك فإن الطرح الإعلامي الرياضي من أخطر وسائل الإعلام التي تفرز الكثير من السلوكيات المقيتة والممارسات الخطيرة التي شاهدنا أنواعاً منها في بعض المباريات التنافسية بل إن هذه الإفرازات قد تعدت المدرجات إلى الملعب وأصبحت بين اللاعبين. وعن الحلول المناسبة لإيقاف هذه التجاوزات والممارسات السلبية بالإعلام الرياضي قال إن الحلول لرفع مستوى الطرح الإعلامي الرياضي تكون في الوعي المهني والمجتمعي بمعنى أننا نحتاج إلى أن توفر جامعاتنا الموقرة برامج تأهيلية ودرجات علمية مشتركة بين كليات وأقسام التربية البدنية والرياضية وكليات وأقسام الإعلام وتحتاج إلى أن تقف المؤسسات الصحفية بشدة في وجه الممارسات والسلوكيات غير الصحية من تجريح وإساءة وألا تقايض الرسالة والمصداقية بالسبق والإثارة الصحفية. إجهاض الوهج الإعلامي الدكتور فهد العليان عضو مجلس إدارة نادي الشباب وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود أشار في هذا السياق إلى أن للإعلام الرياضي دوراً مهماً ورئيساً في تشكيل ثقافة المتلقين من الجمهور الرياضي بمختلف ميوله ومن هنا فإنه يفترض أن يحرص المشتغلون بالإعلام الرياضي على خدمة الرياضة والرياضيين وفق المبادئ والأهداف العامة التي تحافظ على المكتسبات الوطنية وتدفع بالعمل الرياضي إلى النجاح والتفوق بعيداً عن التعصب ومصادرة آراء الآخرين. وعن دور الجهاز الرقابي في احتواء ما يكتب وينشر من ثقافة الإساءة والتجريح والنيل من الآخرين بصورة غير حضارية قال: أتصور أن ثقافة المشتغلين بالإعلام الرياضي لها دور كبير في هذا الجانب ومن هنا فإن التجريح والدخول في مهاترات - غالباً - ينطلق من أناس ثقافتهم عادية.. وسعياً في التقليل من هذه الممارسات فإنه لا بد من الوقوف بقوة من الجهات الرقابية في وجه كل من يتهجم ويجرح الآخرين وبالتالي لا بد من تفعيل الأنظمة التي تمنع من هذه الإساءات وتطبيقها بقوة على الجميع دون استثناء.وحول تأثير هذه الممارسات والإفرازات غير الصحية على ثقافة المجتمع بشكل عام قال: لا شك أن لها دوراً سلبياً في نشر ثقافة الإساءة وعدم احترام الآخر في المجتمع بل إن الناشئة من الرياضيين والجمهور يتأثرون سلبياً بهذه الممارسات غير اللائقة. وأكد أن انتشار ثقافة الهجوم على الآخر سيكون لها آثار غير في المستقبل ذلك أنها ستكون مألوفة بين أفراد المجتمع من الصغار. وأضاف أننا بحاجة إلى نشر ثقافة الحوار بين المختلفين في الوسط الرياضي وكذلك تفعيل اتفاقية الشراكة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني سعياً في تقريب وجهات النظر بين المختلفين في قضية ما وصولاً إلى تعزيز ثقافة الحوار دون الإساءة وتسفيه الرأي الآخر. وعن الحلول والأساليب الناجعة لصياغة وصناعة إعلام رياضي يرتقي بالطرح البناء قال: هناك حلول عدة منها إقامة دورات تدريبية للمشتغلين بالإعلام الرياضي من أجل تثقيفهم وتوعيتهم بأخطار بعض الممارسات التي تتم أحياناً وكذلك إقامة دورات في آداب وسلوكيات الحوار وكيفية التحاور بعيداً عن مصادرة آراء الآخرين. أخلاقيات العمل الصحفي! * الدكتور محمد العويضي أستاذ التاريخ والحضارة بالمعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية وعضو الشرف بنادي الوحدة أوضح أن وسائل الإعلام تقوم بوظيفة نقل أنواع المعرفة في المجتمع.. وهي تقوم بهذه الوظيفة بالإنابة عن غيرها من المؤسسات الاجتماعية.. ومن المفترض أن تكون بين المرسل والمتلقي علاقة تتصف بالتوازن والمساواة.. والإعلام الرياضي جزء من الإعلام بوسائله المختلفة، ومن وظائفه الرئيسية تثقيف المجتمع رياضياً ونشر الوعي المعرفي في هذا الوسط الرياضي.. ولكن ومع الأسف نجد أن الإعلام الرياضي على المستوى الداخلي انحصر دوره في متابعة الأحداث دون أن يشارك بفاعلية في رسم السياسات التي تسهم في تطور الحركة الرياضية، بل يلاحظ انقسامه الحاد في الانتصار لهذا النادي أو ذاك وسنجر في بعض الأحيان للانتصار لتلك الشخصية أو تجريح تلك وعلى الرغم من ذلك هناك بعض الكتّاب يتميزيون في كتاباتهم بخدمة الأهداف الإستراتيجية التي تضعها (رعاية الشباب) ويساهمون في تقييمها والتنويه بأوجه القصور فيها، ويتحلون بالموضوعية والمصداقية والأمانة العلمية، ونرجو أن نضع الإعلام الرياضي لتقنية إستراتيجيات تخدم الأهداف العليا للدولة والابتعاد عن العشوائية أو الارتجالية في الطرح التي لا تتماشى مع مكونات ومعطيات الإعلام المعاصر. * وعن دور الجهاز الرقابي في التصدي لمثل هذه الممارسات المرفوضة متهيئاً قال إن الجهاز الرقابي الأول هو التزام المؤسسات الصحفية بأهداف المؤسسة الصحفية التي حددتها أنظمة المطبوعات والنشر بالمملكة في الباب الأول من اللائحة التنظيمية لنظام المؤسسات الصحفية وقد احتوت المادة الثانية في هذا الباب عن أهم إخلاقيات المهنة الصحفية. ثم يأتي دور رئيس التحرير لمراقبة الالتزام بأهداف المؤسسة الصحفية ثم دور وزارة الثقافة والإعلام الرقابي، وهذه الجهات الثلاث المشار إليها آنفاً يمكنها أن تتقاضى في الحد من التجاوزات والممارسات غير المقبولة.. وأكد أن الإعلان عن العقوبات المعنوية والمادية في حق ذلك الصحفي المخالف رادع قوي يحسب له وأن لا يتهاون في تطبيق النظام. * وعن تأثير هذه الممارسة والإفرازات غير الصحية على ثقافة المجتمع قال: إن هذه السلوكيات والممارسات الخاطئة واستخدام وسائل الإعلام للترويج لها على أنها حقائق تؤثر في ثقافة المجتمع فإذا ما سعى أحدهم في بث روح التعصب فهذا يعني أنه يعمل على هدم أهم روابط الحب والوئام بين أفراد المجتمع وهدم الجوانب التربوية الصالحة التي تعمل الرياضة على (تجذيرها) بين الأفراد.. فالإعلام رسالة تربوية مثل أن تصير إدارة تنويرية. وشدد أن من أهم الأساليب لصناعة إعلام راقٍ وضع معايير صارمة لممارسة المهنية في وسائل الإعلام وتفعيل دور المؤسسات الإعلامية المرئية والمقروءة وتطبيق معايير دقيقة على من يريد الانخراط في العمل الإعلامي الرياضي وألا تقبل إلا من هو جدير بممارسة المهنة وأخلاقياتها. قوة الإعلام الرياضي توارت * أما الأستاذ مساعد العصيمي مدير تحرير مجلة المجلة فقد أدلى بدلوه في هذا الموضوع وقال إنه أصبح بمقدورنا أن نترحم على هذا النوع من الإعلام الرياضي لأنه ليس هناك من هو فخور من بين هذا الإعلام بكلمته معتزاً بمهنيته إلا من رحم ربي.. كان الإعلامي الرياضي لا يباع ولا يشترى جريء الطرح قوي الحضور عنوانه التفاعل مع كل ما يخص عصره وقضاياه الرياضية نافراً من أي وضع لا يتناسب مع الطموح والارتقاء الذي ينشده.. بل إن كثيراً من النماذج الحالية التي يطلق عليها مجازاً محررون رياضيون أو مراسلون أو المنتمون للعمل الإعلامي الرياضي لم يعد بتلك القيمة التي يطمح لها المجتمع الرياضي لا سيما وأنهم انصرفوا إلى قضايا تخصهم وحدهم وتحقيق أهدافهم الشخصية مستسلمين لرغبات زائلة وأطماع شخصية رخيصة دون أن يكون لواقعهم ومجتمعهم دور فيها. * وأضاف أن استمرار السلبية في الوسط الإعلامي الرياضي تعود إلى أن الرقيب ما زال يغط في سبات عميق فلم يعد يعنيه أن تتحول العناوين وما تحتها من كلمات إلى سيل من الشتائم والألفاظ النابية، الأمر خبط عشواء عنوانه التعصب للأندية والشعار، وفحواه التكسب لمن تحت الطاولات، حقيقة إن ما يحدث الآن أصبح يحتاج إلى عمل رقابي حقوقي على مستوى عالٍ من التنظيم والقدرة، ويكفيناً تضعضعاً أن الآخرين سواء قنوات تلفزيونية رسمية أو غير رسمية وحتى صحف وافدة، قد استغلت هذا الشيء لهدف الكسب والترويج ولا عليها من ذلك ما دام الرقيب ما زال يغط في سباته والمكتسبون سائرون في طريقهم دون رقيب. * وعن الحلول المناسبة لصيانة وصناعة إعلام يرتقي بالرياضة السعودية فكراً وطرحاً قال: الرياضة السعودية لا تستحق إعلاماً رياضياً متخلفاً يتلخص في مقالات وتقارير هزيلة ومقالات يتلخص مضامينها في تصفية الحسابات لا تستحق أن يكون هناك من هدف أصحابها تطبيق قاعدة (اكذبوا اكذبوا لعل شيئاً يعلق بأذهان الناس، سئم المجتمع الرياضي من تلك التي استقطت الإعلام الرياضي وما زالت تخنقه لدينا هامات وقامات إعلامية رياضية سامقة ومثمرة، لكن يقابلها أسماء لوثت هذا هذا الميدان (المحترم) واستغلت وجود أبواب الإعلام الرياضي مفتوحة (على مصراعيها) لتنفث سمومها ملحقة الكثير من الضرر والتشوهات بهذا القطاع الجميل الذي كان نقياً.. والحل النهائي هو بيد مسؤولي الصحف من حيث حسن الاختيار والمسؤولية أمام الرب، وكذلك وجود هيئة صحفية قادرة على كشف المتلاعبين والمشاغبين والمتكسبين لكشفهم والعمل على إبعادهم وبما يمهد لمجتمع إعلامي رياضي. لا للأقلام المأجورة * كما تحدث الكاتب الرياضي والناقد المعروف الأستاذ محمد الشنيفي عن الإعلام الرياضي ودوره في خدمة الواقع الرياضي قائلاً: الإعلام الرياضي المقروء تحديداً غثه أكثر من سمينه بسبب دخول أقلام مأجورة همها خدمة أسماء مريضة جاء بها (البنكنوت) بحثاً عن الشهرة حتى وإن كان ثمنها إفساد النجاح وطمس الحقائق والتلويح بالتدمير لذا تظل شراكة الإعلام الرياضي بالتنمية الوطنية الشاملة منقوصة.. وأضاف: لينتابنا الخجل حين نقرأ إعلامنا الرياضي ونطالع إعلام الآخرين لقد سبقونا في الموضوعية وتفوقوا علينا باختيار الكلمة النقية والعبارة الراقية فما أجمل أن يكون الرقيب ضمير الكاتب بدلاً من عين رضاء الجهاز الرقابي ومزاجيته. - وأكد الشنيفي أن ثقافة الإساءة التي يقوم بها البعض في الإعلام الرياضي لها تأثير كبير على المجتمع خاصة وأن مجتمعنا شبابه يشكلون (63%) من تكوينه ويعيش بين مطرقة النادي وأقلامه المتعصبة وسندان القبيلة وشعرائها الجهلة..!. - وشدد أن من الحلول الملائمة لصناعة إعلام رياضي يرتقي بالطرح الهادف والبناء تقع مسؤولية صناعته أولاً على رؤساء تحرير الصحف والمشرفين على الصفحات الرياضية.. وثانياً جدية الرقيب في قطع دابر من يحملون معاول الهدم!! ثقافة الإساءة * الزميل عبدالمحسن الجحلان الكاتب المعروف في صحيفة الرياضية أشار إلى أن الإعلام الرياضي بالمملكة شهد نهضة نوعية سواء على مستوى التقنية أو الطرح من لدن رجال الإعلام وأن هناك إعلاميين كثراً قدموا إضافات في سبيل النهوض بالإعلام الرياضي بل إن آراء وأفكار البعض أخذ بها وتم تفعيلها على أرض الواقع في بوتقة العمل الإعلامي الرياضي.. وأضاف: إن هناك في الوقت ذاته فئة اتخذت طريق التعصب ونشر ثقافة الإساءة للهدف الذي ينشده في سبيل تحقيق جوانب لا تخدم المصلحة العامة، وهذا بالتالي ساهم في وجود ثقوب في الآلة الرياضية الإعلامية بل إن هذه الثقوب اتسعت في أوقات أصبحت من الصعب سدها. * وأوضح أن الأجهزة الرقابية يفترض أن تكون حاضرة في مثل هذا الوقت الذي يتعين إيقاف نزيف الإساءة للآخرين وتحديداً المجال الإعلامي الذي يتأثر بوجود مثل تلك الممارسات المرفوضة التي بلاشك تنعكس طردياً على ثقافة المتلقي وأقصد النشء الصغير الذي يرى عين العافية في رجال الإعلام ويعتقد أن ما يكتبونه هو الصحيح وبالتالي يؤثر ذلك في شخصيته وفكره الرياضي الأمر الذي يجعله دائماً ما يتخذ من الآراء المتعصبة دليلاً لمعرفة الحقيقة وهي في حقيقتها ليست صادقة. * وعن أبرز الحلول لصياغة وصناعة إعلامي يتماشى مع مكونات العصر الإعلامي.. وضع آلية واضحة في الطرح وزيادة الجهاز الرقابي المتمكن القادر على فك كل الأشياء في سبيل وضع النقاط على الحروف سواء من المؤسسات الصحفية ذاتها أو وزارة الثقافة والإعلام كجهة مسؤولة مباشرة عن كل ما ينشر من ممارسات وسلوكيات خاطئة تهدف للهدم لا البناء. اللجنة المشتركة ستعالج القضية * الأستاذ صالح الورثان المستشار الإعلامي بالقناة الرياضية السعودية والكاتب الرياضي بالشرق الأوسط.. أوضح أنه يجب أن تتوافق عملية الطرح الإعلامي نقداً أو تحليلاً مع المنطلقات المؤصلة لعمل إعلامي قيم ونبيل ومع الأسف الشديد يوجد خلط بين أصول بناء العملية الإعلامية وبين واقع التطبيق.. ومن هنا تاهت الرسالة بين مجتهد صادق في أداء رسالته وبين دخيل دلف الإعلام بحثاً عن الثراء والشهرة وهو لا يملك مرتكزات النجاح الحقيقي ومن أهمها الموهبة والفكر. * وعن دور الجهاز الرقابي في درع وإيقاف مثل هذه السلوكيات المرفوضة التي تنشر في بعض الصحف من إساءات وتجريح والنيل من الآخرين قال: أي جهاز رقابي تتحدث والكلام للمحرر هنا أيضاً حالة من ضياع مفهوم الرقابة نصاً وتطبيقاً بين وزارة الثقافة والإعلام وبين إدارة الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعلى ذلك الأساس اقترح تشكيل لجنة مشتركة للبت في القضايا الرقابية التي تأرجحت بين مطرقة الوزارة وسندان الرئاسة.. وأكد أن هذه الإفرازات غير الصحية لها تأثير بالغ على ثقافة المجتمع، مشيراً إلى أن كل ما ينشر من غث وسمين من المسلمات التوعوية أنها نشر لثقافة من نوع آخر اسم ثقافة الانتقاص وتبادل الشتائم حتى بين حملة الشهادات العليا، مشدداً أنه يجب قبل التحاور أن تعي أهمية أدب الحوار وقبل أن نختلف يلزمنا الوعي بمفهوم الاختلاف من أجل البناء والتطوير لا من أجل التراشق بالعبارات البذيئة التي تنم عن جهل فاضح وأحقاد متراكمة. * وعن الحلول والأساليب الناجعة لصناعة إعلام رياضي راقٍ قال: الحل يبدأ من المؤسسات الصحيفة التي تقبل من هب ودب دون تمحيص في المؤهلات العلمية والثقافية والفكرية، وهذا لا يعني عدم وجود متميزين ومؤهلين ومبدعين لكن خلط الحابل بالنابل من شأنه إضعاف مستوى الإعلام وحملة رسالته.. وأضاف لا يمكن أن نصنع إعلاماً ناجحاً دون وجود عملية تثقيفية تنطلق من دورات متخصصة وتنتهي بعلاقة رائعة بين المؤسسات الصحفية ومؤسسات الدولة ومن دون الوعي والعلم والثقافة لا يمكن أن ينجح أي حل آخر. إيقاف التجاوزات مطلب! * ويرى الأستاذ عوض الرقعان مدير تحرير الشؤون الرياضية بملحق نجوم الملاعب.. أن الإعلام الرياضي في الفترة الأخيرة تراجع من حيث الواقع والمضمون والنقد بل لم يواكب التطور من حيث لغة الأرقام في الصحافة الرياضية العالمية التي تركض بالرياضة نحو الأفضل فبات طرح العديد من الصحفيين في الصحافة الرياضية السعودية أم مرتبط من حيث النقد بنادي معين أو برئيس نادٍ معين أو العمل من قبل أولئك الصحفيين أو بعض الصحف على مهاجمة الآخرين بأسلوب سطحي لا يؤكد بأننا نمارس الرياضة لعباً ونقداً ومنافسة مستغلين ضعف المراقبة أو التشريع الإعلامي وكذلك غياب ما يحفظ للآخرين حقوقهم في المحاكم المدنية. - وأضاف إن هناك جيلاً من القراء تربى على ما يكتب من الإسفاف وممن تعودوا على الشتيمة وبات هؤلاء الصغار من شبابنا يفرحون بما يكتب في بعض الصحف من هذا الإسفاف ويعيدون طرح بعض تلك البذاءات في بعض منتديات الأندية أو المنتديات الخاصة.. مشيراً إلى أنه من الممكن إيقاف مثل هذه البذاءات من خلال غرامات مالية كبيرة على الصحف أو الكتّاب أنفسهم من قبل وزارة الإعلام في ظل عدم الاعتماد على المحاكم في حفظ حقوق الآخرين على عكس ما يصير في بعض الدول المتقدمة رياضياً. - وشدد الرقعان على أن الوضع بلغ الزبى وبات الكل يتجر وينال من الآخرين بصفة شخصية دون أدنى دليل في الوقت أن هناك ممن يخدمون الرياضة السعودية هم من المتطوعين والمحبين للرياضة ينالهم شيء من هذه الإساءات من قبل بعض الصحفيين. وأكد أن من ضمن الحلول الناجعة لإيقاف هذه التجاوزات السلبية أن تقدم الجهة الرقابية بوزارة الإعلام محاذير للمسؤولين والمشرفين على الصفحات الرياضية وخطوطاً حمراء يجب الابتعاد عنها أو يحول الأمر للمحاكم كما أن من الحلول المثالية هو العمل على صناعة صحفية شبان جدد من خلال عدم اعتماد أي صحفي سعودي إلا من خلال شهادة جامعية تحمل التخصص في مجال الإعلام أو الحصول على دبلوم يختص بالصحافة بشكل عام وعدم منح أي قلم يكتب في الصحافة الرياضية من قبل القائمين على تلك الصحف.. لا يكتب بأسلوب راقٍ ويعتمد في طرحه بأدب الحوار ومكوناته السلوكية ككاتب رياضي، وفي النهاية هي رياضة ترفع مستوى الثقافة في المجتمع المحلي وخارجه وليست مجالاً للردع والانتقام والشتيمة. الإعلام عملية تربوية * ويشير حارس الشباب الدولي سابقاً عبدالله آل الشيخ أن الإعلام الرياضي.. ونحن في حقبة العولمة.. يفترض أن يكرس أهدافه وتوجيهاته ومنطلقاته.. لتنوير المجتمع وتثقيفه رياضياً والسعي في نشر الوعي المعرفي في الحقل الرياضي.. وأضاف: إن الإعلام هو عملية تربوية ومهنة أخلاقية قبل أن تصير أداة أو وسيلة تثقيفية لكافة أطياف ومكونات المجتمع غير أن ما تقرؤه وتشاهده من ممارسات وتجاوزات تكرسها فئة هدفها الكسب المادي.. بعيداً عن الإعلام الملتزم بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف أولاً ثم بالأخلاق الرياضية والفروسية العربية والمبادئ المهنية تجعلنا نتألم لواقعنا الرياضي الإعلامي. - وشدد آل الشيخ أن من واجب المؤسسات الرقابية سواء من قبل القائمين على الصحف أو الجهة الرسمية وزارة الإعلام أن تفعّل دورها وتتصدى لهذا الخلل الواضح والفاضح حتى لا يسقط الإعلام الرياضي تحت إطارات الإفساد أو يصبح مركزاً للفساد مؤكداً أنه ينبغي على العقلاء من الصحفيين الرياضيين أن يضعوا حداً لهذه التجاوزات غير الصحية على ثقافة المجتمع والتي بلغت من الخطورة حداً يهدد الوحدة الوطنية الرياضية، مشيراً إلى أن الرياضة هي تهذيب وتربية وأخلاق وفروسية.. قبل أن تكون ساحة لنشر غسيل القذر والتباري بالفضائح. - وعن الحلول المناسبة لإيجاد إعلام رياضي يرتقي بالطرح المتزن والموضوعي قال: أول الحلول الاعتراف بهذه الممارسات والسلوكيات غير الصحية في الوسط الإعلامي الرياضي وهذا نصف الحل.. ثم تأتي الحلول الأخرى ومنها تفعيل الدور الرقابي من المؤسسات الصحفية.. والإعلان كذلك عن العقوبات المادية لمن ينشر ثقافة الإساءة.. هذا بالإضافة إلى تكثيف الدورات المهنية المتخصصة للإعلاميين خاصة وأن أغلب هؤلاء الصحفيين لا يحملون الشهادة الجامعية وبالتالي يفترض أن يكرس العمل المهني على صناعة إعلام عصري يرتكز على العلم والفكر والثقافة لتعزيز المسيرة الإعلامية الرياضية بكل مكوناتها وأهدافها النبيلة.