أهديها إلى كل من فقدت حبيباً أو أوشكت على متن العبارة سلام مع خالص العزاء.. لمن فقد حبيباً إلى الأبد هي طفلة بدأت تخطو في دروب الصبا كتبت في دفترها أمنيات.. بألوان زرقاء بعد أن استرخت على أريكة حمراء 1378ه أريد طفلاً ألاعبه.. وينام بحضني بعد عناء أريد أن ألعب معه تحت مطر السماء أريد طفلاً صغيراً يتتبعني ويصرخ ماما.. انفخي بالوناتي بالهواء أريده بعينين صغيرتين وفم مدور وشعر خفيف يتعلق بي فأحمله كعصفور لم يتعلم الطيران.. ويجهل اتساع الفضاء أريد أن أنام بجانبه وأشم في جسده رائحة البراءة والطفولة والنقاء أريد أن أضمه عندما أحزن.. وأحس أن الكون ضاق وتوقف الهواء فأستعيد عافيتي.. وأرى الدنيا بوجوده فيها جمال وفيها ما يبهج القلب.. لأن فيها البراء.. نعم أريد.. ولداً.. وسيكون اسمه البراء.. *** 1399ه كلما أتذكر ولدي أحس أني في نعمة خصني الله بها تستحق الثناء أحمله بين يدي كالورود البيضاء أحس عندما أراه أنه... عنقود من الضياء *** 1426ه بدأ يكبر أمام عيني حتى صار كامل النماء أفرح عندما أراه رجلاً ناضجاً يغمرني بحنانه وكلماته التي كالياسمين تنتثر في كل الأرجاء وتنتثر في قلبي ومشاعري.. كغيوم بيضاء واحتفظ بها في صندوق ذكرياتنا.. كورود حمراء وسأكتب على أوراقها لقد كبر البراء.. وتزوج وأصبح عنده أطفال.. وبيت جميل به حديقة غناء وسأكتب على أوراقها.. بالدموع.. إنه قال تعالي معي.. يا حبيبتي.. فقلت: لا أترك بيتاً ضمني بحبيبي البراء أنظر في أنحائه!! هنا أتذكر أيام الصبا.. وهناك في تلك الزاوية أتذكر ما جمعته لك من البالونات في يوم نجاحك.. وكيف كنا سعداء وفي هذه الحديقة.. أتيتني باكياً.. تقول أمي لا أريد أن تغيبي خلف الغيوم كقمر المساء.. لا أدري ما الذي جعلك تقول هذا.. ولكن حينها ضحكت منك وقلت: حماك الله يا ولدي لتبقى ما حييت عالياً كقمر السماء دائما أقرن اسمك بطيور الفضاء كنت أضحك من نفسي وأقول بسخرية كم أنا بلهاء وها أنا اليوم أبكي لأن عصفوري نبت له جناحان وتعلم الطيران.. وأصبح يعرف اتساع الفضاء لم يعد يقول لي.. أمي أريد أن تنفخي بالوناتي بالهواء لم يعد يقول لي لا أريدك أن تغيبي كقمر المساء لأنه عرف أن القمر لو غاب خلف الغيوم يبقى منه شعاع خافت لا ينطفئ حتى ينطفئ الوفاء كم أحبك يا براء.. 1427ه أيها البراء وداعاً.. من قلب أخلص لك العطاء وداعاً.. أيها النقاء وداعاً يا طائراً عرف اتساع الفضاء يا طائراً أخذ قلبي وحلق بعيداً أبعد من نجمة المساء وداعاً يا بني يا شبيه قمر السماء أنت من تواريت خلف الغيوم وتركت قلبي مقتولاً وعينيي تتخضبان بالدماء آه يا براء كيف غرقت أمنياتي وأحلامي في ليلة سوداء كيف غاصت في بطن البحر أجمل حكاية للحب والوفاء لو علم البحر أنك حبيبي لأمر الموج أن يحملك للميناء البحر لا يعلم من غاص في أعماقه ولا يعلم وزن ذلك الطهر والنقاء لقد ابتلع البحر قلباً تحلق فيه طيور الحب والوفاء أيها البحر مهلا على ولدي إنه رقيق الجسم كطيور السماء مهلاً أيها البحر لا تغرق صغيري فإن له أحلاماً لم تتحقق كان يرسمها في الخفاء مهلاً أيها البحر لا تغرقه قبل أن تسمعني بإصغاء هذا وحيدي ونور قلبي.. أتريد أن تبتلع الضياء؟؟!! هو ضياء عمري ومن بعده سأكون تائهة لا ينقطع لي بكاء مهلاً أيها البحر.. إن كنت عازماً على ما تريد.. ولن ترحم الضعفاء؟! سأظل هنا منتظرة على رصيف الميناء قدوم ولدي مسرعاً يحتضنني ومعه الورود الصفراء *** نداء لكل فرق الإنقاذ.. لا تستغربوا إذا وجدتم على سطح البحر ورودا صفراء فلقد وعدني أن يحملها لي ذلك المساء وأذكر أني قلت له: أنت يا بني بستان حياتي وإني أراك أجمل من الورود الحمراء والصفراء ضحك بسرور وقال: أتعلمين لماذا؟ لأن من تسقيها تضيف لها من الماء الحب والوفاء ثم قبلني وغادر بل حلق في الفضاء أراه كطائر ابتعد حتى صار نجمة في السماء فأحسست أن ذلك آخر لقاء.. لن أنساك ما حييت يا ولدي ولن أنسى الورود الصفراء وقمر السماء.. *** حوار مع رئيس فرقة الإنقاذ.. هل وجدتم ورودا صفراء؟؟ وعليها بقع حمراء؟! تلك من قلب البراء.. كتب بدمه اسمي وتحته معنى الوفاء!! رد عليها بتفاؤل لا يا أختاه.. لم نجد ورودا صفراء.. بل وجدنا فوق خشبة في عرض البحر شاباً قد تعلق بإصرار وإباء.. سألته عن اسمه.. قال أنا البراء.. أخبر أمي أني عدت إليها كما تعود إلى أعشاشها طيور السماء.. صرخت مهلاً.. أوجدتم البراء؟؟ أعاد لي قمر المساء؟! الآن لا يهمني.. مصير الورود الصفراء.. *** دموع الأمل.. ***