لم يكن الحكم الدولي ظافر أبو زندة بحاجة إلى تأييد خبراء التحكيم على القرارات التي اتخذها في نزال القادسية والهلال في ربع نهائي التي حسمها الأخير لمصلحته بهدفين نظيفين وتأهل إلى ملاقاة الوحدة في نصف النهائي في طريقه للمحافظة على لقبه. لم يكن الحكم الظافر بحاجة إلى تأييد الخبراء أمس، بقدّر حاجته الماسة إلى شهادات اعتذار وأسف ممهورة بالندم من جانب القدساويين الذين نهشوا أمانته وقذفوه بأبشع عبارات الانحياز لا لشيء ولكن لتطبيقه نص القانون كما ينبغي دون تردد ودون أن ترتعش صافرته بين شفتيه. لماذا؟ أما لماذا.. يحتاج الحكم (الظافر) أبوزندة اعتذار القدساويين ولماذا لا يحتاج شهادة التأييد من خبراء التحكيم.. فلان الحكم الدولي ظافر أبو زندة كان واثقا وصارما وجريئا في اتخاذ قراراته وطبق نص القانون الواضح والصريح في مواده دون اختراع ولأنه أدار مباريات أصعب وأقوى وأصاب النجاح فيها فهو لم يكن برأي لشهادة الخبراء رغم أن (جميعهم) أيدوا قراراته بدءاً برئيس لجنة الحكام مثيب الجعيد ومروراً بالزيد والمهنا وثنائي التحليل محمد فوده وجاسم مندي. ولكن هذا التأييد كان مطلوبا ليس لأبي زندة بل للمتلقي الرياضي كي يكشف مدى الضعف والتدني في مسألة الفهم التحكيمي لدى مسؤولي ولاعبي القادسية بدءاً بالرئيس جاسم ياقوت ونائبه عماد المحيسن ومروراً باللاعبين الرويعي والعويض والمطيري والشهري وغيرهم ممن شحنت الإدارة معنوياتهم سلبا فحصدت التوتر والانفعال وفقدان المباراة والوقوع في شراك الأساليب البالية التي عفي عليها الزمن الرياضي المتمدن..!. فهل بعد توضيح الخبراء مندي وفودة والمهنا، وإشادة الجعيد والزيد لقرارات الحكم الواثق من صافرته أبوزندة من يشكك في البلنتي والطرد؟!. والا توافقوني الرأي معشر القراء بأن الاعتذار يلزم القدساويين الذين علقوا له المشانق وقذفوه بالتحيز واتهموه بالميول، استثني الثنائي المتعقل بتصريحاته وليد الناجم وخالد الذوادي، بل أصبح واجباً عليهم يمليه (حق العرب) المشهود لهم بالفروسية والأخلاق الرياضية. فهل يمتلك ياقوت، محيسن، عويض، رويعي، مطيري وغيرهم الشجاعة الكافية ليخرجوا على الملأ الرياضي ويقولوا بصوت رجل واحد مسموع لا (بحة) فيه: آسف أيها الحكم الظافر...! تناقض ولان الخبراء جميعهم أثنوا على قرارات الحكم ظافر أبوزندة في المباراة خاصة الحساسة منها وحتى قرار الطرد السليم الذي جاء من حالة اللاعبين ياسر القحطاني وهاني العويض لو بني على حالة تسلل مشكوك فيها فإن الخطأ لا يطال حكم الساحة فليس من صميم واجبه رصد حالات التسلل. المثير للتساؤل حالة التناقض التي كان عليها المحلل والخبير التحكيمي في (أوربيت الرياضية) البحريني جاسم مندي الذي منح الحكم الدولي علي المطلق، على إدارته مباراة الأهلي والاتحاد، ثماني درجات وما يزيد عنها قليلاً في التقييم رغم إغفاله كما يزعم احتساب ركلة جزاء لمصلحة الكابتن الاتحادي محمد نور، في حين منح الحكم الدولي ظافر أبو زندة سبع درجات وما يزيد عنها قليلاً في تقييمه لإدارته مباراة القادسية والهلال رغم صحة جميع القرارات التي كانت مثار جدل وتساؤل وتشكيك من القدساويين...!. فهل يعقل أن تزيد درجة التقييم والنجاح لحكم أخفق في تقدير ركلة جزاء قد تغير مجرى ونتيجة مباراة بالكامل، عن درجة التقييم والنجاح لحكم أصاب في تقدير أخطاء صعبة بما فيها احتساب ركلة جزاء صحيحة في مباراة تعد أكثر صعوبة..؟!. الإجابة لدى خبراء التحكيم أنفسهم وللمنصفين من الفاهمين والضالعين في الشأن التحكيمي، لكن الأكيد أن البحريني الخبير جاسم مندي كشف عن حالة تناقض واضحة في التقييم..!