من بين أهم المواضيع التي سيناقشها قادة دول الخليج العربية جعل منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل. هذه الدعوة التي كثيراً ما طلب بها أهل الخليج بشقيهم العربي والفارسي.. وقبل ذلك كل مواطني منطقة الشرق الأوسط، بعد تمادي المجتمع الدولي وخصوصا الدول الغربية في السكوت عن امتلاك الكيان الإسرائيلي لأسلحة الدمار الشامل، والتلويح بها لتهديد الدول العربية، وفرض خياراتها السياسية بقوة هذه الأسلحة المدمرة التي لم تحظ بالسكوت والصمت على تصنيعها واقتنائها من قبل الإسرائيليين بل وحتى مساعدة الدول الغربية والاسهام في البرامج النووية الإسرائيلية، بدءاً بالدعم الفرنسي الذي تمثل في تقديم أول مفاعل نووي، ومروراً بالدعم المستمر والمتواصل من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تشاهد وتتابع قيام العلماء اليهود من حملة الجنسية الأمريكية في مد إسرائيل بآخر المعلومات والابتكارات والأبحاث النووية الأمريكية التي تجد طريقها للتنفيذ في الأسلحة النووية الإسرائيلية، ولا تعفى من ذلك الدول الغربية الأخرى، فألمانيا الاتحادية منحت وبأسعار شبه مجانية غواصات نووية، والدنمارك سمحت بتهريب وقود نووي لإسرائيل، والله وحده يعلم إسهامات الدول الغربية الأخرى. هذا النشاط النووي الإسرائيلي المرعب، وتكديس الأسلحة النووية جواً وبراً وبحراً، من صواريخ وطائرات عملاقة قادرة على حمل الصواريخ النووية، ودبابات قادرة على حمل وتوجيه القذائف النووية هذه الترسانة النووية التي لا تحتاجها إسرائيل في ظل تفوقها العسكري على كل الدول العربية، جعل دول الشرق الأوسط الأخرى تشعر بالتهديد مما دفعها إلى الحذو حذو إسرائيل، العراق في زمن صدام حسين سعى بجد لامتلاك سلاح نووي، وحاول استغلال مفاعل تموز، إلا أن الطيران الإسرائيلي دمر ذلك المفاعل. إيران اليوم تقوم بنفس المسعى، ولكن بجهود مضاعفة وقدرات متعددة من خلال أكثر من مفاعل نووي، وبالتعاون مع قوى نووية متعددة، ومهما تقول إيران بأن هدفها هو استغلال القوى النووية للبرامج السلمية، فإن هدفها النهائي هو امتلاك سلاح نووي ليكون رادعا موازيا للقوة النووية الإسرائيلية، أو حتى لتوظيفه لتحقيق الأهداف الإقليمية والسياسية الإيرانية، وسواء نفذت إسرائيل تهديداتها ودمرت المفاعل النووي الإيراني وقضت على آمال وطموحات إيران بامتلاك هذه الأسلحة، أو قدرت إيران على تحقيق هدفها، فإن دول الخليج العربية أكثر الدول خسارة وأكثرها تعرضا للتهديد، وأهلها أكثر مدعاة للقلق والخوف سواء من اندلاع مواجهة نووية بين إسرائيل وإيران، أو جراء تلوث نووي يصيب القاطنين على ضفتي الخليج من عرب وفرس كالذي أصاب شعب أوكرانيا وما زالوا يعانون منه. وهكذا فأهل الخليج بين قطبي رحى.. رحى تهديد وقلق وخوف بين ترسانة إسرائيل النووية، وبين عزم وسعي إيران لتصنيع الأسلحة النووية الذي لا يوقفه ولا ينهيه إلا تنظيف منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي من أسلحة الدمار الشامل، وحسناً فعل قادة الخليج بإعطاء هذا الموضوع الأهمية التي يستحقها.