في مثل هذا اليوم من عام 1977 فاز تكتل الليكود الإسرائيلي في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية وتولى مناحم بيجن رئاسة الحكومة. ولد مناحم بيجن في بريست ليتفوسك في روسيا في 16 أغسطس 1913. درس الحقوق وتخرج في جامعة وارسو، في بولندا. كان عضوا نشطاً في الحركة الصهيونية، وأصبح رئيساً لحركة (بيتار) الصهيونية، عام 1939، التي كانت تسعى لإقامة دولة يهودية على ضفاف نهر الأردن. عندما قام الألمان بغزو وارسو عام 1939، فر من بولندا، ومات والداه وأخوه في معسكرات الاعتقال. اعتقلته السلطات السوفيتية وأرسلت به إلى سيبيريا، عام 1940. وفي عام 1941، أُطلق سراحه، وانضم إلى الجيش البولندي في المنفى، ثم رحل إلى فلسطين عام 1942. انضم إلى منظمة (إرجون تسافي ليؤمي) المتطرفة، وما لبث أن أصبح زعيمها، في الفترة من 1943 1948. ومنظمة إرجون، منظمة إرهابية، مارست القتل ضد الفلسطينيين والبريطانيين في فلسطين، كما قامت بنسف فندق الملك داود، مقر حكومة الانتداب، ونفذت مجزرتي دير ياسين وبئر السبع، اللتين ذهب ضحيتهما الأطفال والنساء والشيوخ. ومع قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، أسس بيجن حزب (حيروت) (الحرية)، وأصبح عضواً في الكنيست، وتزعم المعارضة فيه حتى عام 1967، حين انضم إلى حكومة الوحدة الوطنية، وشغل منصب وزير بدون حقيبة، وذلك حتى عام 1970، حين انسحب وحزبه من الوزارة، نتيجة قبول حكومة جولدا مائير لمشروع روجرز، للانسحاب من الأراضي المحتلة، عام 1967. وفي عام 1970، انضم بيجن إلى ائتلاف الليكود. وفي 17 مايو 1977، فاز حزب الليكود بزعامة مناحم بيجن في الانتخابات، وفي 21 يونيه، شكل بيجن الحكومة. وقد عُرفَ عنه، كرئيس للوزراء، بأنه لا يقبل المساومات، خاصة فيما يتعلق بقضية الأراضي التي تحتلها إسرائيل، إلاّ أنَّه أجرى مباحثات سلام مع الرئيس محمد أنور السادات، أدت بعد مشوار طويل، إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد، برعاية جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي. والاتفاقية تضمنت خططاً للانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء المصرية، على مراحل، كما نصت الاتفاقية، كذلك، على منح الفلسطينيين حق الحكم الذاتي للضفة الغربية وقطاع غزة. وفي أثناء توليه رئاسة الوزراء، أعطى الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي بغزو لبنان، في يونيه 1982، للقضاء على المقاومة الفلسطينية في لبنان. وقام الجيش الإسرائيلي بمجزرة بشعة في مخيمات الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا، هزت الضمير العالمي، وفضحت الممارسات اللا إنسانية للإسرائيليين ضد العرب. وكان لتلك المجزرة صدى عالمي، إذ دانتها جميع دول العالم، وكان من تداعيات الغزو الإسرائيلي للبنان، أن استقال مناحم بيجن من منصبه عام 1983، واعتزل الحياة السياسية. وتوفي في تل أبيب في 9 مارس 1992 .
