السفير الإيراني يزور «الرياض»    خادم الحرمين الشريفين يصدر عددا من الأوامر الملكية    الجدعان: الرؤية السعودية تحقق الاستدامة    الابتكار ركيزة التحول الصناعي في المملكة    شتلات شارع الفن    خارطة طريق سعودية - أميركية للتعاون في مجال الطاقة    السعودية مثال يُقتدى    أمير الشرقية يدشّن أعمال جمعية "طويق" للموارد البشرية    السلطات الفرنسية تطارد «الذبابة»    بوتين يصل إلى الصين في زيارة «دولة» تستمر يومين    إبادة.. بعد 17 عاماً من الخنق والعزلة    في نصف نهائي المربع الذهبي لكرة السلة .. الهلال يواجه الأهلي والنصر يلاقي الاتحاد    مانشستر يونايتد يكسب نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    الهلال بطلاً لدوري روشن.. باقي كلمتان    توثيق من نوع آخر    شاهد | مانشستر سيتي يجتاز توتنهام ويزحف نحو اللقب    وزير العدل يبحث مع رئيس المحكمة العليا في أستراليا سُبل تعزيز التعاون    ورشة "الأسرة في ميزان النيابة العامة" تتناول مكانة الأسرة في أنظمة الدولة ومخاطر المخدرات    "وزارة الموارد البشرية" تمكن نحو 22 ألف مستفيد ضماني بسوق العمل    "الدرعية" تُعزز شراكاتها الاقتصادية والسياحية    إنتاج الصقور في الحدود الشمالية    رحالة فرنسي يقطع ثمانية آلاف كلم مشياً على الأقدام لأداء مناسك الحج    السديس يؤكد جاهزية الرئاسة لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام    « سعود الطبية»: زراعة PEEK لمريض عانى من كسور الجبهة    لقاح جديد ضد حمى الضنك    "الصحة" تدعو الراغبين في الحج إلى أخذ واستكمال جرعات التطعيمات    «الداخلية» تطلق ختماً خاصاً للمستفيدين من مبادرة «طريق مكة»    «نافس».. منافع لا تحصى لقياس الأداء التعليمي    "تاسي" أحمر والراجحي وأكوا باور يرتفعان    الشيخ خالد بن حميد يشكر القيادة الرشيدة بمناسبة ترقيته للمرتبة الخامسة عشرة    واتساب يختبر ميزة تلوين فقاعات الدردشة    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة في سباق للمجد.. الجمعة    المزروع يشكر القيادة بمناسبة ترقيته للمرتبة 14    لقاح جديد لحمى الضنك    نائب أمير الشرقية يستقبل منتسبي "طويق"    أمير الرياض يطلع على تقرير السجون    قمة البحرين ظروف استثنائية لحلحلة الأزمات    القوات الأوكرانية تنسحب من بعض مناطق الهجوم الروسي    بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل يختتم دورة "تدقيق سلامة الطرق    انطلاق الملتقى العربي لهيئات مكافحة الفساد    أمير منطقة تبوك يتفقد مبنى مجلس المنطقة وقاعة المؤتمرات    حالة رئيس وزراء سلوفاكيا حرجة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال    القبض على مقيم لارتكابه أفعال خادشة للحياء    افتتاح منتدى كايسيد للحوار العالمي في لشبونة    جامعة الأميرة نورة تُنظِّم مؤتمر لترجمة الهُوية السعودية عبر اللُّغات والثقافات الأخرى    البدر الذي رحل    رئيس جمهورية المالديف يُغادر جدة    أمير تبوك يثمن للبروفيسور " العطوي " إهدائه لجامعة تبوك مكتبته الخاصة    نيمار يبدأ الجري حول الملعب    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج 2374 طالباً وطالبة من «كاساو»    أفضل الإجراءات وأجود الخدمات    الاتحاد السعودي لكرة القدم يحتفي بيوم كرة القدم للواعدين    انطلاق برنامج الرعاية الأكاديمية ودورة البحث العلمي في تعليم الطائف    في ختام الجولة 32 من دوري" يلو".. الصفا يستقبل الجبلين.. والعدالة في مواجهة العين    أمير تبوك ينوه بالخدمات الراقية لضيوف الرحمن    المجون في دعم كيان صهيون    اطلع على تقرير« مطارات الدمام» واعتمد تشكيل «قياس».. أمير الشرقية يؤكد على تجويد الخدمات ورضا المستفيدين    ( قلبي ) تشارك الهلال الأحمر الاحتفاء باليوم العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التربية والتعليم في مواجهة المخدرات

مازال تعاطي المخدرات والإتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة. وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار سيئة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطرا يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها، ويجب التعاون مع الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الاخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان، فهي تفسد التفكير في الفرد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع، فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله، وتعد من أشد الخبائث التي تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف.
ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق ان المتعاطي للمخدرات ينتهي غالبا بالإدمان عليها، وإذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلا بائسا مصابا بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الأعصاب.. كما ان المدمن من الناحية الاجتماعية يعيش بكل تأكيد حياة نفسية مهزوزة، ينتابه القلق والاضطراب ويهمل شؤون أسرته وواجباته حيالها، ويفقد توازنه العقلي والحسي فيصبح فردا لا هدف له ولا اهتمام سوى إشباع شهواته.. ورُبّ جريمة مخدرات شيطانية أدت إلى الاعتداء والقتل والتمثيل حتى بأقرب الناس إليه كالزوجة والوالدين والأولاد والأطفال.. ومدمن المخدرات يغدو قدوة سيئة لأفراد أسرته وتصرفاتهم السلوكية سيما الأحداث، وربما طال البلاء والتأثير السيئ غيرهم من أفراد الأسرة وأصبحوا طعما سائغا لأصحاب النوايا السيئة.
وتؤدي المخدرات إلى أضرار جسيمة في اقتصاديات الأفراد والناتج الوطني العام.. فتعاطي المخدرات نتيجة حتمية للخمول وترك الواجبات وأداء الحقوق وكراهية العمل، مما يؤدي إلى فقد المدمن لمصدر رزقه بسبب عدم التزامه وتدني مستوى كفايته الإنتاجية والعقلية والجسمية حتى يكون عبئا ثقيلا وعالة مرضية على الأسرة والمجتمع.. وقد أظهرت دلائل كثيرة على وجود تلازم وثيق بين الإدمان وجرائم الاعتداء على النفس والمال وجرائم الاعتداء على العرض والأخلاق.. وما يزيد الأسى والحزن ان هذا الخطر الفادح يستهدف فئات الشباب فلذات الأكباد وقوام نهضة البلاد. وإزاء زحف هذه المخاطر الفتاكة تعمل الحكومة الرشيدة - أيدها الله - بتوجيهات مباشرة وحريصة من ولاة الأمر - أعزهم الله - على بذل الجهود والطاقات والإمكانات المتاحة في مكافحة المخدرات ومواجهتها وقائياً ببرامج التوعية والإرشاد عن الأضرار والآثار المترتبة والتحصين ضد شرورها عبر الوسائل الإعلامية المتعددة والمؤسسات التعليمية والمساجد ودور الأئمة والخطباء في تكريس الوازع الديني في التحذير منها والتعاون في مواجهتها.. هذا عدا المكافحة والمتابعة والقبض وايقاع العقاب ومحاولة الاستصلاح لمن وقعوا فريسة هذه الآفة واتاحة الفرصة للتائبين ممن تورطوا في الوقوع في شبائك المخدرات للعودة عناصر فاعلين في المجتمع ومساعدتهم في تحقيق الشفاء لهم من الادمان وتقديم الرعاية والعلاج المجاني بإنشاء مستشفيات الأمل في مدن الرياض وجدة والدمام مع مراعاة السرية التامة لأمرهم. وانطلاقا من نهج الشريعة الإسلامية وإدراكا من ولاة الأمر - أعزهم الله - لخطورة اعتداء المخدرات على العقيدة والاعراض والأنفس والأموال ومقومات الحياة الكريمة وثوابت الإنسان الدينية والقيم الفاضلة وتطبيق المملكة لأحكام الله على المفسدين في الأرض بما يكفي شرهم من المجتمع ولو كان بالقتل وفقاً للأمر السامي الكريم باعتماد فتوى هيئة كبار العلماء بخصوص عقوبتي الترويج للمرة الثانية والتهريب مما كان لهذا التشريع القضائي الأثر الكبير في مواجهة خطورة المخدرات ومكافحتها والحيلولة دون انتشارها، وكذلك تنفيذ الأحكام القضائية والقرارات الشرعية الصادرة تجاه أرباب هذه القضايا.. ورغم هذه الإمكانات وبذل الجهود والأموال الطائلة في سبيل مكافحة المخدرات وجهود المخلصين فإن ذلك غير كاف وحده، بل لابد من وجوب بذل التعاون على البر والتقوى في تحقيق الواجب الوطني والحس الاجتماعي لأبنائنا واخواننا وجميع أفراد مجتمعنا في مكافحة المخدرات ابتداء من الأسرة الحصن المنيع في الوقاية من المخدرات إذا قام الوالدان بما أوجب الله عليهما تجاه وقاية أبنائهما من الشر من خلال تحقيق التلاحم الأسري والدفء العائلي والحنان الأبوي والقدوة الحسنة والبُعد عن التفكك الأسري والمشاكل الزوجية والعنف العائلي والإهمال للأبناء لما لهذه المشاكل العائلية من انعكاسات سلبية على نفسيات الأبناء ومشاعرهم مما يجعلهم مرتعا وصيدا سهلا لسموم المخدرات.. وكذلك يتعين على الوالدين وأولياء الأيتام تقوى الله في تحقيق القدوة الحسنة لمن هم تحت أيديهم وتربيتهم التربية الحسنة وتجنيبهم جلساء السوء.
وانطلاقا من اداء الواجب والتعاون على البر والتقوى يجب ان تتضافر جهودنا جميعا كل حسب استطاعته واختصاصه في مواجهة المخدرات.. وعليه فإن كل مواطن أو مقيم عندما يلاحظ أمراً مريبا في هذا الشأن أو يسمع عن شخص يقوم بترويج وإشاعة أي نوع من المخدرات سيما من يتورط أحد من ذويه أو أصدقائه في تعاطي شيء من المخدرات عليه أولا الأخذ بيد المتعاطي الضحية إلى الخير واصطحابه للعلاج في مستشفى الأمل، حيث يحظى المريض المبتلى بالعناية والعلاج بكل سرية واحترام ولا يتردد في الكشف أو أحد من ذويه عن مصدر المخدرات والتعاون مع ضمان السرية في ذلك.. كما ان التعاون الهاتفي مع إدارة مكافحة المخدرات متاح ومهيأ بكل ضمان وسرية شريطة ان تكون المعلومة واضحة.. والله لا يضيع اجر من أحسن عملا، وهذا من جميل الواجب والتعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به. وفي إطار التعاون بين أفراد المجتمع الواحد والمسؤولية المشتركة لابد من توثيق الاتصال والتنسيق والتعاون بين الجهات المهنية وفقا لتوجيهات ولاة الأمر - أعزهم الله - وكذلك بين كل أفراد المجتمع الواحد على اختلاف شرائحه ومسؤولية أفراده مع إدارة مكافحة المخدرات ورجالها العاملين بما يحقق الاسهام في برامج التوعية والوقاية من اضرار المخدرات وتقليص انتشار تعاطي المخدرات في المجتمع والقضاء على مصادرها وتوظيف المجالات المتاحة والإمكانات في منظومة الهدف الواحد (لا للمخدرات) بين أركان المجتمع: الأفراد والأسرة، والجهات الأمنية والمؤسسات التعليمية والوسائل الإعلامية وأئمة المساجد.
ولعل ما قامت به الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة تبوك بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات بتبوك من خلال فعاليات الدورة التدريبية الثالثة للتوعية بأضرار المخدرات والتي يحاضر فيها نخبة من أساتذة علم العقاقير الطبية وعلم النفس وعلم الاجتماع والطب والشريعة والقانون والإعلام والأمن والموجهة لشريحة كبيرة من المعلمين والمرشدين الطلابيين ومديري المدارس خير دليل على تفعيل دور المؤسسات التربوية، حيث استمرت هذه الدورة لأكثر من أسبوع تخللها إقامة عدد من المحاضرات والندوات وورش العمل والتي نأمل ان تخرج بنتائج ودراسات علمية وأبحاث يكون لها الأثر الفاعل في الميدان وتساهم في تحريك المياه الراكدة والأدوار المعطلة في المؤسسات التربوية والاجتماعية والأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام.
تحية مخلصة لأجهزة الأمن.. وللإدارة العامة لمكافحة المخدرات التي تواصل جهودها لمحاصرة هذا الداء اللعين.. وتحية للقائمين على هذه الدورة الهادفة إلى زيادة الوعي لدى المجتمع التربوي بأخطار الآفة اللعينة.
ونصيحة لكل من ابتلي بهذا الوباء العضال أن يسارع إلى مراجعة أحد المستشفيات المتخصصة ويطلب العلاج من رغبة وقناعة بإقلاعه عن هذه الآفة المضرة ليصبح بمشيئة الله عضوا صالحا وفعالا بمجتمعه متدبرا قوله عز وجل ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا)
* مساعد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة تبوك
رئيس اللجنة الإشرافية للدورة الثالثة للتوعية بأضرار المخدرات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.