الصناعة والثروة المعدنية تعلن تخصيص مجمعين لخام الرمل والحصى في بيشة    «الداخلية»: القتل تعزيراً لنيجيري هرّب الكوكائين إلى السعودية    أرامكو تبدأ طرح 1.5 مليار سهم    470 ألف مستفيد من فعالية الإعلانات الرقمية    "مسبار" صيني يهبط على سطح "القمر"    الأهلي يلاقي الأهلي المصري في اعتزال خالد مسعد    توافد حجاج الأردن وفلسطين والعراق    تواصل تسهيل دخول الحجاج إلى المملكة من مطار أبيدجان الدولي    "الصحة العالمية " تمدد مفاوضات التوصل إلى اتفاقية بشأن الأوبئة    كارفخال يشدد على صعوبة تتويج الريال بدوري الأبطال    «الصهيونية المسيحية» و«الصهيونية اليهودية».. !    إرهاب «الترند» من الدين إلى الثقافة    البرلمان العربي يستنكر محاولة كيان الاحتلال تصنيف الأونروا "منظمة إرهابية"    السعودية تتوسع في تجربة تبريد الطرق بالمشاعر المقدسة لمعالجة "ظاهرة الجزيرة الحرارية"    ارتفاع ملموس في درجات الحرارة ب3 مناطق مع استمرار فرصة تكون السحب الممطرة على الجنوب ومرتفعات مكة    عدا مدارس مكة والمدينة.. اختبارات نهاية الفصل الثالث اليوم    جنون غاغا لا يتوقف.. بعد أزياء من اللحم والمعادن.. فستان ب «صدّام» !    توجيه الدمام ينفذ ورشة تدريبية في الإسعافات الأولية    أمير تبوك يهنئ نادي الهلال بمناسبة تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين    جامعة بيشة تحتفل بتخريج الدفعة العاشرة من طلابها    «الشؤون الإسلامية» بالمدينة تفعّل خدمة «فعيل» للاتصال المرئي للإفتاء بجامع الميقات    غرامات وسجن وترحيل.. بدء تطبيق عقوبة «الحج بلا تصريح»    الهلال.. ثلاثية تاريخية في موسم استثنائي    المملكة تستضيف بطولة العالم للراليات 2025    آرسنال يقطع الطريق على أندية روشن    الإسباني" هييرو" مديراً رياضياً للنصر    فرنسا تستعد لاحتفالات إنزال النورماندي    التصميم وتجربة المستخدم    مقاطع ريلز التجريبية أحدث ميزات «إنستغرام»    لهو الحيتان يهدد السفن في المحيط الأطلسي أرجعت دراسة ل "اللجنة الدولية لصيد الحيتان"، سبب    الدفاع المدني يواصل الإشراف الوقائي في المسجد النبوي    إحباط تهريب 6,5 ملايين حبة كبتاغون في إرسالية "إطارات كبيرة"    «المدينة المنورة» صديقة للتوحد    صندوق الاستثمارات يتصدر العلامات التجارية الأعلى قيمة    «تراث معماري»    تكريم «السعودي الأول» بجائزة «الممارسات البيئية والحوكمة»    بعضها أغلق أبوابه.. وأخرى تقاوم.. تكاليف التشغيل تشل حركة الصوالين الفنية    اطلاق النسخة الثالثة من برنامج "أيام الفيلم الوثائقي"    البرامج    قصة القرن 21 بلغات العالم    قيصرية الكتاب: قلب الرياض ينبض بالثقافة    تعزيز العلاقات الاقتصادية مع ايطاليا    روبوتات تلعب كرة القدم!    "أسبلة المؤسس" شهود عصر على إطفاء ظمأ قوافل الحجيج منذ 83 عاماً    توزيع 31 ألف كتيب لإرشاد الحجاج بمنفذ البطحاء    المملكة تدعم جهود الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار    تركيا: تكاثر ضحايا هجمات الكلاب الشاردة    إصدار 99 مليون وصفة طبية إلكترونية    ورشة عن سلامة المختبرات الطبية في الحج    توصيات شوريَّة للإعلان عن مجالات بحوث تعزيز الصحة النفسية    بلد آمن ورب كريم    ثروتنا الحيوانية والنباتية    وزير الداخلية يلتقي أهالي عسير وقيادات مكافحة المخدرات ويدشن مشروعات جديدة    مشروع الطاقة الشمسية في المركز الميداني التوعوي بالأبواء    ترحيل 13 ألف مخالف و37 ألفاً تحت "الإجراءات"    مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    وزير الداخلية للقيادات الأمنية بجازان: جهودكم عززت الأمن في المنطقة    الأمير فهد بن سلطان: حضوري حفل التخرُّج من أعظم اللحظات في حياتي العملية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدوادمي عالية نجد والجو العليل 2/6
وقائع تاريخية كانت الدوادمي مسرحاً لها في العصور الماضية قصر الملك عبدالعزيز معلم تاريخي أضرحة ومستوطنات تعود إلى ما قبل ألفي عام
نشر في الجزيرة يوم 17 - 11 - 2002


حلقات أعدها : محمد بن عبدالعزيز بن سبيل
في حلقة نتناول فيها بعض الوقائع التاريخية التي شهدتها أرض الدوادمي في عصور مختلفة تدل على التواجد البشري في هذه المنطقة منذ زمن بعيد.
كما نتطرق إلى بعض المواقع الأثرية المنتشرة في الدوادمي التي تعود لعصور تاريخية مختلفة
وقائع وأحداث حول الدوادمي
يوم غول الأول:
غول مجموعة هضاب تقع إلى الجنوب من طخفة تشاهد جنوب بلدة القرارة، وفيه حدث يوم غول الأول وذلك عندما غزا طريف بن تميم من بني العنبر وطوائف من بني عمرو بن تميم فأغاروا على بني بكر بن وائل بغول فاقتتلوا فانهزمت بكر وقتل طريف بن شراحيل أحد بني ربيعة وقتل عمرو بن مرثد، وفي ذلك يقول نضلة السلمي:
ألم تسل الفوارس يوم غول
بنضلة وهو موتور مشيح
رأوه فازدروه وهو حر
وينفع أهله الرجل القبيح
يوم معدن الصحراء «وقعة وضاخ»
وضاخ قرية صغيرة تقع جنوباً من بلدة الأثلة على بعد سبعة أكيال، وتبعد عن مدينة الدودامي شمالاً ما يقارب مائة كيل وهي واقعة في سهل مستوٍ من الأرض وحدثت فيها وقعة معدن الصحراء «معدن البرم» في العصر الجاهلي بين قبائل بني عقيل وقشير وجعدة بني كعب ونمير بن عامر بقيادة أبي سهل النميري من جهة، وبين قبيلة حنيفة من جهة أخرى، وقد كان النصر حليفاً لحلف القبائل، وفي وصف هذه الواقعة يقول الشاعر القحيف العقيلي:
فمن مبلغ عني قريشا رسالة
وأفناء قيس حيث سارت وحلت
بأنا تلافينا حنيفة بعدما
أغارت على أهل الحمى ثم ولت
لقد نزلت في معدن اليوم نزلة
فلايا بلأي من أضاخ استقلت
يوم النسار
النسار ثلاثة جبيلات صغار تقع إلى الشمال الغربي من بلدة البجادية الواقعة غرب مدينة الدوادمي، وفيها حدث يوم النسار بين قبائل من بني عامر وسعد بن عمرو بن تميم وبين أسد وطيء وغطفان ولحقت بهم ضبة وعدي وفي ذلك يقول عبيد بن الأبرص:
ولقد تطاول بالنسار لعامر
يوم تشيب له الرؤوس عصبصب
ولقد أتاني عن تميم أنهم
ذئروا لقتلى عامر وتغضبوا
يوم شعب جبلة
جبلة هضبة حمراء تتربع على ضفة وادي الرشا وتبعد عن مدينة الدوادمي شمالاً حوالي «58» كيلاً، وفي شعبها وقعت حرب بين قبيلة بني عامر وحلفائها من عبس بقيادة الأحوص العامري وبين قبيلة بني تميم وحلفائها من أسد وذبيان بقيادة سيد تميم لقيط بن زرارة، وكان ذلك قبل الإسلام بسنوات، ويعد يوم جبلة، من أعظم أيام العرب وأشدها إذ دخل بنو عامر شعب جبلة وحصنوا النساء والذراري والأموال في رأس الشعب إذ قال عمر بن عبدالله بن جعدة نرجع إلى شعب جبلة فنحرر النساء والضعفة والذراري والأموال في رأسه ونكون في وسطه ففيه شمل «خصب وماء» فإن أقام من جاء أسفل أقاموا على غير ماء ولا مقام لهم، وإن صعدوا عليك قاتلتهم فقال الأحوص اعقلوا الإبل وامنعوها عن الماء قلما أقبل بنو تميم وبنو ذبيان نحو جبلة وهم قوم كثر، قال الناس للقيط بن زرارة ما ترى فقال أرى أن تصعدوا إليهم وقال شاس بن أبي حلي لا تدخلوا على بني عامر فإني أعلم الناس بهم فقال لقيط لتدخلن إليهم فأتوهم، وقد أخذ بنو عامر وبنو عبس حذرهم وجعل الأحوص ابنه شريحاً على تعبئة الناس ثم قال حلوا عقل الإبل ثم اتبعوا آثارها وكانوا قد منعوا إبلهم الماء ففعلوا ثم صاحوا بها فخرجت تحطم كل شيء وتخبطت تميم ومن معها وانحطوا منهزمين من الجبل إلى السهل وقال رجل من بني عامر في ذلك
لم أر يوما مثل يوم جبلة
لما أتتنا أسد وحنظلة
وغطفان والملوك أرفلة
نضربهم بقضب منتحلة
يوم دارة ماسل
دارة ماسل ماء لعقيل موجودة الآن تقع جنوب مدينة الدوادمي على بعد خمسة وأربعين كيلاً، وهي كانت لضبة على بني عامر وسبب وقوع هذه الحادثة هو ان عتبة بن شتير الكلابي غزا بني ضبة فاستاق نعمهم وقتل زيد الفوارس حصن بن ضرار الضبي وزيد الفوارس شاعر جاهلي وفارس رئيس قومه يقاتل معه ثمانية عشر من ولده فجمع ضرار قومه وخرج ثائراً على بني عامر بن كلاب فأفلت منه عتبة بن شتير وأسر أباه شتير بن خالد وكان شيخاً كبيراً، وأتى به قومه وقال ياشتير اختر واحداً من ثلاث إما أن ترد ابني حصيناً قال إني لا أنشر الموتى قال، وإما أن تدفع لي ابنك عتبة أقتله به قال لا ترضى بذلك بنو عامر أن يدفعوا فارسهم شاباً مقتبلاً بشيخ أعور هامة اليوم أو غد، قال، وإما أن أقتلك قال، أما هذا فنعم فأمر ضرار ابنه أدهم أن يقتله فلما قدمه ليضرب عنقه نادى شتيرا يا آل عامر صبرا بصبي كأنه أنف أن يقتل بصبي وفي ذلك يقول عمرو بن لجاء.
لا تهج ضبة يا جرير فإنهم
قتلوا من الرؤساء مالم يقتل
قتلوا شتيرا بابن غول وابنه
وابني هشيم يوم دارة ما سل
يوم النشاش
النشاش آبار قديمة تقع في واد تحف به من الغرب سلسلة قمم تكوين جبلي غير مرتفع تبعد عن مدينة الدوادمي ما يقرب «35» كيلاً من جهة الشمال الغربي وقد وقع فيه يوم النشاش بين بني حنيفة بقيادة عمر بن بوازع الحنفي، وبين بني عامر، وذلك عندما مضى ابن بوازع الحنفي يريد «وضاخا فلما كان بأرض الشريف بث خيله فأغارت وأغار فكسب الكثير من الغنائم وأقبل معه قومه حتى نزلوا النشاش وتواجهوا مع بني عامر وانتصرت عليهم بنو عامر، وفي هذا اليوم يقول القحيف العقيلي من بني عامر:
وبالنشاش يوم طار فيه
لنا ذكر وعد لنا فعال
وقال أيضاً:
تركنا على النشاش بكر بن وائل
وقد نهلت منها السيوف وعلّّت
وقال آخر:
وبالنشاش مقتلة ستبقى
على النشاش ما بقت الليالي
آثار الدوادمي
قصر الملك عبدالعزيز:
كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يخرج كل عام من الرياض قبيل الحج متوجهاً إلى مكة المكرمة مارا بعدد من المدن والقرى والهجر التي في طريقه، ثم يعود هو ومن معه من مكة المكرمة بعد انتهاء موسم الحج ورجوع الحجاج إلى ديارهم، وكان ربما جلس في بعض هذه المدن والهجر التي في طريقه ذهاباً وإياباً بعض الوقت للاستراحة من عناء الطريق، ولتفقد أحوال رعيته فيها كان من تلك المدن التي يمر بها مدينة الدوادمي، فكان يمكث فيها اليوم واليومين، في بعض الأحيان أكثر من ذلك وكانت القافلة التي ترافق جلالته - رحمه الله - كثيرة بعدد كثير العدة مما تحتاجه الدولة أثناء تواجدها في الحجاز من دواوين وأسلحة وعتاد ومؤونة وغيرها.
وبسبب هذا كله توجه تفكير هذا القائد الفذ إلى بناء قصر له كي يتخذه مكاناً لإقامته ومن معه من الأمراء والخوياء والعاملين والخدم ومقراً لاستقبال أمراء ومشايخ القبائل والوفود الكثيرة التي تأتي للسلام على جلالته عند وصوله وليكون مقراً لاستراحة الأفراد الذين يعملون في نقليات البريد الحكومي بين الرياض والحجاز.
ولم يكد الملك عبدالعزيز يصل الرياض من حج عام 1348ه إلا وأرسل خطابه المؤرخ في العاشر من صفر عام 1349ه. إلى الشيخ عبدالرحمن ابن إبراهيم أبو بكر من آل غيهب من بني زيد يخبره فيه بعزمه على بناء القصر ويأمره بالبدء في شراء، ما يستطيعه من الخشب لأنه هو الذي يحتاج إلى شراء، أما الطين والماء فإنهما متوفران، وعند عودة الملك عبدالعزيز من حج عام 1349ه وصل إلى الدوادمي وأمر ببناء القصر وكان الشيخ عبدالرحمن أبو بكر قد توفي في منى أثناء حج عام 1349ه، وعندما سأل الملك عبدالعزيز عن المكان المناسب لبناء القصر اقترح عليه الشيخ إبراهيم بن عبدالرحمن أبو بكر - الذي وليّ امارة حاضرة الدوادمي شفوياً من قبل الملك عبدالعزيز أثناء الزيارة اقترح على الملك عبدالعزيز أرضاً تقع غرب البلدة به بئر ومزرعة يملكها آل أبو بكر وبعد أن رأى الملك عبدالعزيز الأرض تأكد أنها مناسبة فبدأ - رحمه الله - تخطيط القصر برحيله محدداً البوابة الرسمية والأبراج الأربعة «المقاصير» التي في زواياه، وأمر أن يكون أساس السور متراً تحت الأرض.
هذا وقد بدأ العمل في شهر ربيع الأول من عام 1350ه وقد استمر بناء القصر حتى شهر ربيع الآخر من عام 1351ه أي أن العمل استغرق حوالي «13» شهراً، أما أقسام القصر فهي تتكون من عدد من المباني منها ما كان بناؤه قديماً ومنها ما أحدث بناؤه بعد حين، وذلك للحاجة إليه والأقسام هي:
1- المجلس الملكي أو ما يسمى «الروشن» وهو المكان الذي يجلس فيه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وذلك للاستقبال وتصريف الأمور ويقال: ان هذا المجلس حدده الملك بنفسه عند التخطيط الأولي للقصر، ويقع فوق البوابة الرئيسية التي من الجهة الشمالية.
2- المسجد: وهو على يمين الداخل مع البوابة الرئيسية وأنجز في ذي القعدة عام 1350ه وصلى فيه الملك عبدالعزيز وهو في طريقه للحج.
3- المستودعات: وهي على يسار الداخل مع البوابة الرئيسية الشمالية وهي مستودعات للمؤن والأطعمة وما يحتاجه الملك عبدالعزيز وأهل القصر من المعيشة.
4- ديوانية القهوة: وتقع على يمين الداخل من الباب الرئيسي وهي مكان إعداد القهوة للملك وضيوفه ومرافقيه.
5- الورش: وتقع في غربي المسجد وليست ببناء وإنما هي ساحة.
6- السجن: وكان في بداية بناء القصر عبارة عن حجرة تقع على يسار الداخل من البوابة الشمالية ثم أحدث بعد ذلك بسنوات مبنى آخر للسجن، ويتكون من عدد من الغرف ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية بجوار المدخل الشرقي وبجانبه غرفة لحارس السجن.
7- سكن الخويا وموظفي البرقية: ويحتل الجهة الجنوبية من القصر، ويتكون من عدد من الغرف وهو ملتصق بالسور الجنوبي وهو من المباني التي أحدثت.
8- البئر: وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية غربي السجن الجديد.
9- محطة الوقود وتقع في الجهة الجنوبية الغربية ولم تكن مع بناء القصر وإنما أحدثت عام 1363ه وعند احداثها فتح للقصر بوابتان متقابلتان احداهما من الجهة الغربية والأخرى من الجهة الشرقية وذلك تسهيلاً لدخول السيارات وخروجها.
10- مكتب المحطة: وهو مكان موظفي محطة الوقود ويقع على يسار الداخل من البوابة الغربية.
11- مكتب تسجيل السيارات: ومهمة هذا المكتب تسجيل السيارات التي تدخل القصر لتعبئة الوقود ويقع على يمين الداخل مع البوابة الغربية.
12- سكن الشرطة: ويقع فوق مستودعات الأطعمة على يسار الداخل من البوابة الرئيسية الشمالية.
13- أعمدة البرقية اللاسلكية وإن لم تكن من المباني ولكن نذكرهما لأهميتهما، وهما عبارة عن عمودين يقعان غرب البئر.
14- المقاصير: وهي أبراج أربعة في زوايا القصر الأربعة، وقد كان بناؤها مع بناء القصر الأولي، كما يوجد في القصر عدد من الغرف الحديثة وقد تم ترميم القصر في الفترة القريبة الماضية للحفاظ عليه لأنه يعتبر معلماً تاريخياً مهماً.
وبما أن للقصر مكانة كبيرة عند أهل الدوادمي، وما جاورها من القرى والهجر خاصة أنه يحمل اسم موحد البلاد جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فقد ذكره الشعراء في قصائدهم وتغنوا به ومدحوا جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فقد قال الشاعر محمد بن سعود الرويس من أهالي مصدة:
قصر يشد انتباه اللي يشوفونه
في وسط داورد فوقه خضر الأعلامي
مبناه من طين والقلعات بركونه
أشهر من أيفل وباريسه والأهرامي
شوفه يخلي المشاهد يبدي شجونه
ويعود بالذاكرة للخلف كم عامي
قصر لعبدالعزيز اللي تعرفونه
اللي جمعها عقب ما كانت أقسامي
وقد جاراه الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله أبو بكر من أهالي الدوادمي فقال:
قصر على عصر أخو نورة يزورونه
أحد على الجيش وأحد مشى الأقدامي
قصر على حكم أبو تركي يرودونه
من كل فج ورود الناس بازحامي
من عام خمسين والعالم يعودونه
هذا يسلم وهذا بالهدو حامي
مرحوم ياللي بعث عمال يبنونه
خطه وعلم مرابيعه بمرسامي
وقال الشاعر مهنا بن عبدالعزيز المهنا من أهالي الدوادمي عندما وقف على القصر بعد غيبة عنه:
ألا يا قصر وين اللي غدا يستاهل التمجيد
حمى الديرة ذي الريمات ترتع في مفاليها
وقال على لسان القصر:
توفي في ربيع أول عسى عمره يصير شهيد
عسى مأواه للجنة وطوبى مسكنه فيها
الآثار
1- في السدرية شمال مدينة الدوادمي بينها وبين عرجا توجد منطقة أثرية تحوي مسجداً جهة قبلته نحو بيت المقدس بني من الحجر ولم يبق منه إلا آثار البناء، وبالقرب منه آثار للفخار الملون وأثر حفريات لاستخلاص المعادن بطرق بدائية وقد قامت إدارة الآثار والمتاحف بحماية المنطقة والمحافظة عليها.
2- في جنوب الدوادمي وعلى بعد حوالي خمسين كيلاً توجد آثار قديمة يرجع عهدها إلى السبئيين قبل الميلاد وذلك في جبل ماسل الجمح، ولقد ورد ذكر ماسل الجمح في شعر امرئ القيس حيث يقول:
كدأبك من أم الحويرث قبلها
وجارتها أم الرباب بماسل
ويقول حمد الجاسر - رحمه الله - «أما النقوش فكانت على طرف صخرة من الحجر الناري الأسود وعلى الضفة اليمنى من الكهف».
3- البجادية وتقع على مسافة 68كم غربي الدوادمي عثر بها على أطلال قديمة متهدمة وعدد من النقوش الثمودية وبعض المخلفات الفخارية وبعض خامات الحديد.
4- جبل براقة يبعد حوالي 70 كيلو متراً شمال غرب الدوادمي وشمال البجادية وجدت أضرحة ومستوطنات قديمة تعود إلى ما قبل ألفي عام وتظهر حوله بقايا أبنية على شكل دوائر لا يعرف أصلها حتى الآن.
5- جبل خنوقة ويقع على بعد 70 كم شمال غرب الدوادمي به كهف أثرى تظهر على واجهته بعض الرسوم والنقوش الثمودية وعلى مقربة منه توجد أبنية دائرية كما في جبل براقة.
6- معدن البرم وهو موقع بين الأثلة ووضاخ يوجد بها آثار قديمة وقطع أثرية وفخارية وقد قامت إدارة الآثار بحمايتها والمحافظة عليها ويقول الشاعر القحيف العقيلي:
لقد نزلت في معدن البرم نزلة
فلاياً بلأي من أضاخ استقلت
وهناك آثار قديمة في عدد من النواحي التابعة للمحافظة يصعب حصرها وإيرادها.
نشاط السكان
يمتهن سكان المحافظة العديد من الحرف والأعمال، ومن أهم هذه الحرف الزراعة والتجارة والصناعة، والزراعة هي أهم الحرف والنشاطات التي يحرص عليها السكان منذ القدم حيث الآبار السطحية، وكانت أدواتهم الزراعية بسيطة وبدائية مثل الدلو والقِربْ والرشا والسريح والدراج والقامة والمحالة، وكانوا يزرعون المحاصيل المهمة كالبر والذرة والشعير والبرسيم وبعض الخضراوات وسنورد لكم بعض الأبيات التي تذكر تلك الأدوات منها قول عبدالله بن سبيل رحمه الله:
يا تل قلبي تلة القرب لرشاه
على زعاع حايل صدرت به
لين انمزع غربه علي حد عرقاه
وجيلان بيره بالمسوح لعبت به
ويقول حمد بن ناجي المطيري:
يا تل قلبي تل غرب نثر ماه
على ز عاع تلته من ركيه
ظلت تتله تل لين أمرج رشاه
أمرود ما في الحال وهيه قويه
ويقول عبدالله بن دويرج:
يا تل قلبي من هوى الخلاني
تلت غروب من جبا المطويه
وعن الدلو يقول عبدالله بن نايف بن عون:
كما أفدع مع قوظر به شطاره
يفجا نحرها فجوة الدلو في البير
وعن الرشا يقول عبدالله بن دويرج:
قلبي طواه الهوى يا شعيل
طي الرشا من على القامه
طوية رشا من عداه السيل
بالقيظ والبير دهدامه
ويقول سليمان بن شريم:
قاطع ساقة الود طاو رشاي
مهزل مجزل معجل بانهزام
ويقول هويشل بن عبدالله الهويشل:
متعلق بين جذاب ومياحي
كني رشا البير من شاف الظما تله
أما عن الدراج فيقول مرضي المطيري:
يا مل قلب بين الأضلاع ساجي
كما يسوج الحبل من فوق دراج
وعن المحالة يقول محمد المنبهي:
يا سعد قلبي على صاحبي لج
لجة محاحيل وبيرة طويلة
ويقول سليمان بن شريم:
يا لجتي لجة محال النواعير
غادي لهن فوق المحاور جضيري
ويقول فهيد المجماج:
وأنا أتلي معاويد لمحالهن ضبيح
حداني عليهن عو أنا ويش أسوي به
وعن البئر والدلو والسانية يقول سليمان بن شريم:
يا لجتي لجة حمام على بير
فرق لهن غنوي وفرق يطيري
أو لجتي لجة ثلاث على ضير
متفاختات بين ورد وصديري
ويقول امرؤ القيس:
كالدلو ثبت عراها وهي مثقلة
إذ خانها وذم منها وتكريب
وتقول عليا الدلبحية:
وأوحيت صوت السانية قبل الاصباح
اللي تفيض غربها فوق عود
ويقول محسن الهزاني:
حولت مع غرب وثيق الحبالا
ورقيت مع غرب تناعي بي الورق
ويقول عبيد بن هويدي:
يا لجتي لجة محايل عباب
سقايهن بأصواتهن معجباته
ويقول عبدالله بن عويويد:
يا مضيحي علام الدم مني هميل
مثل غرب على المطوي إلى هل ماه
تجذ به فاطر حمرا شحمها حويل
ضامها الغرب يوم اللي سيوقه حداه
والشواهد الشعرية لأسماء الأدوات الزراعية القديمة كثيرة جداً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.