بين المزارع والحدائق الغناء، تقوم كلية الزراعة، حيث تشغل قصرا جميلا في «ضاحية عليشة» بالرياض، تحيط به الخضرة من كل مكان. وتشترك معها في هذا القصر كلية التجارة. إن كلية الزراعة التي جاء إنشاؤها ضرورة حتمية للنهضة الزراعية في بلادنا هي واحدة من سبع كليات تتألف منها جامعة الرياض، وقبل 4 سنوات، وحينما كانت الجامعة في ذروة نموها واستكمال كلياتها التي تدعو حاجة البلاد إلى وجودها أدرك المسؤولون في حكومة جلالة الفيصل أن البلاد مقبلة على نهضة زراعية شاملة، تحتاج معها إلى الخبراء والفنيين الزراعيين، وأنه لا يمكن استمرار الاعتماد على هؤلاء من الخارج، وإنما لابد من أن تهيئ من يحل بدلا عنهم من أبناء البلاد، لذلك رأى المسؤولون وعلى رأسهم جلالة الملك المعظم ضرورة قيام كلية للزراعة لتوفر للبلاد الأيدي الوطنية ذات الخبرة العالية، وتسد الفراغ الذي تشعر به في عدد الخبراء والفنيين الزراعيين، وبالتالي تكون دعامة من دعائم النهضة الزراعية فيها. تأسيس الكلية وقد افتتحت الكلية للدراسة مع بداية العام الدراسي 1385ه واستقبلت في عامها الأول ثمانية وخمسين طالباً، وكانت بداية طيبة لإقبال الطلاب على الكلية. ثم ارتفع العدد في عامها الثاني عام 1386ه فاستقبلت ثمانية وسبعين طالباً، وعاد فارتفع عدد الطلاب في عامها الثالث إذ بلغ ثلاثة وثمانين طالباً. أما في هذا العام 88 1389ه وهو العام الرابع من عمرها فقد وصل عدد طلابها إلى خمسة وتسعين طالباً، وهي تستعد الآن لتخريج أول دفعة من حملة شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية. البعثات ومن المتوقع ابتعاث خمسة خريجين علما بأن مجموع عدد هذه الدفعة التي ستتقدم للامتحان النهائي بالكلية هذا العام 1389ه ثمانية عشر طالباً. أقسام الكلية قسم التربة واستصلاح الأراضي ويشمل: علم التربة، كيمياء التربة، كيمياء الأسمدة وتغذية النبات، المساحة، المباني، الري والصرف والآلات الزراعية، استصلاح الأراضي، الجيولوجيا، الكيمياء، الكيمياء الحيوية. قسم الاقتصاد الزراعي والاجتماع الريفي، ويشمل الاقتصاد الزراعي والتخطيط الزراعي، والإرشاد الزراعي، التعاون والتسويق والتسليف، المحاسبة الزراعية، علم الاجتماع الريفي، إدارة المزارع، المشاكل الزراعية في المملكة، إحصاء وتصميم التجارب الزراعية، مبادئ علم الاقتصاد مبادئ علم المحاسبة. قسم الإنتاج النباتي، ويشمل: النبات الزراعي، المحاصيل، الغابات، البساتين، المراعي، المحاصيل الزراعية في المملكة، فسيولوجيا النبات الزراعي، النبات، البيئة النباتية، الوراثة. قسم وقاية النبات، ويشمل: الحشرات، الأمراض النباتية والآفات الزراعية ومقاومتها، الميكروبيولوجيا الزراعية، المبيدات ووقاية النبات، والحشرات الاقتصادية: القحل ودودة القز. قسم الإنتاج الحيواني، ويشمل: فسيولوجيا الحيوان الزراعي، تربية الحيوان والدواجن، الحيوان الزراعي، صحة الحيوان، تغذية الحيوان، أمراض الحيوان، علم الحيوان. قسم الصناعات الزراعية، ويشمل: حفظ الأغذية، الألبان ومشتقاتها، التغذية، كما يشتمل المنهج على الرياضيات، الفيزياء والأرصاد، الثقافة الإسلامية، اللغة الإنجليزية، وتدرس هذه المواد بصفة عامة حيث يكون المتخرج من الكلية ملما إلماما كليا بهذه العلوم. وتجرى الآن دراسات لعمل مناهج للتخصص في الكلية وإدخالها في الوقت المناسب، ومدة الدراسة في الكلية أربع سنوات، يتخرج الطالب بعدها بشهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية. والدراسة في الكلية تتم نظرياً وعملياً، وتعتمد الدراسة النظرية على المحاضرات، حيث يتلقى الطلبة 4 محاضرات يومياً، ينتقل الطلبة بعدها للدراسة العملية، وهذه تتم في المعامل والمختبرات والحقول وحظائر الحيوانات بالكلية، وتمتد الدراسة العملية حتى المغرب في معظم أيام الأسبوع، حيث يواصل الطلبة أبحاثهم وتجاربهم، وتقع بجانب الكلية مزرعة واسعة، تبلغ مساحتها 102400 متر مربع، وتضم تسعمائة نخلة، وحولها أراض بيضاء تابعة لها، تبلغ مساحتها 345000 متر مربع، وقد قسمت إلى حقول مختلفة، ويجري زراعتها بمختلف أنواع الخضار والمحاصيل والفواكه، لإجراء التجارب الزراعية عليها، كما خصص حوالي أربعة أفدنة منها لزراعة الزهور وأشجار الزينة، وفي المزرعة آبار ارتوازية لتؤمن حاجاتها من المياه للري والزراعة، كما زودت المزرعة بمختلف الآلات الزراعية. وفي جهة من المزرعة، حظائر للأبقار والأغنام والدواجن، لإجراء الدراسات والأبحاث عليها، كما تضم عددا كبيرا من هذه الحيوانات من الأنواع المحلية والأجنبية، ويقضي الطلبة معظم أوقات دراستهم في هذه الحقول. وللكلية مجلس يخطط برامجها، ويبحث مختلف المواضيع التي تتعلق بها، وهو برئاسة عميد الكلية، وعضوية رؤساء الأقسام فيها، ويجتمع مرة في الشهر على الأقل، كما أن هناك مجلسا لكل قسم من أقسام الكلية، برئاسة رئيس القسم وعضوية الهيئة التدريسية، ومهمة هذا المجلس مناقشة ما يتعلق بالقسم من النواحي الفنية والتدريسية، ويعرض توصياته لمجلس الكلية، ليتخذ القرارات اللازمة بشأنها. الهيئة التدريسية وتتكون الهيئة التدريسية من أربعة وثلاثين عضوا منهم اثنا عشر يحملون شهادة الدكتوراه، في مختلف العلوم الزراعية، من بينهم اثنان من الدكاترة السعوديين، والباقي ما بين ماجستير، ومعيد، وفني. إن هذه الهيئة تقوم بعمل كبير، وتقوم بمسؤولية كبيرة هما إعداد جيل زراعي فني تقوم عليه نهضة بلاده الزراعية. وتضم الكلية خمسة وتسعين طالباً، يتوزعون على السنوات الدراسية الأربع كما يلي: أربعة وعشرون طالباً بالسنة الأولى، والسنة الثانية تسعة وعشرون طالباً، والسنة الثالثة أربعة وعشرون طالباً، وأما السنة الرابعة فثمانية عشر طالبا. ومن مجموع هؤلاء الطلاب ثلاثة عشر طالبا من البلاد العربية الشقيقة وهم يعاملون كما يعامل الطالب السعودي في الكلية. وتمنح الكلية طلابها مكافأة شهرية قدرها ثلاثمائة ريال لكل طالب، وتؤمن لهم المواصلات على سياراتها من منازلهم إلى الكلية ذهاباً وعودة، كما تؤمن لهم جميع الاحتياجات العلمية. أما شروط القبول في الكلية فهي أن يكون الطالب حاصلاً على الشهادة الثانوية القسم العلمي وألا يقل مجموع درجاته عن 50%، هذا بالإضافة إلى الشروط المعروفة الأخرى. وتعتمد الكلية على المكتبة اعتماداً كبيراً، وهي حافلة بالكتب والمراجع والموسوعات العلمية الزراعية، وتحتوي منها على خمسة آلاف مجلد، منها خمسمائة مجلد باللغة العربية، والباقي باللغة الإنجليزية، وتضم المكتبة أيضاً عددا كبيرا من المجلات والنشرات الزراعية، التي تصدر عن وزارة الزراعة والمياه والهيئات العلمية الزراعية، وتقدم المكتبة لأساتذة وطلاب الكلية جميع ما يطلبونه من الكتب، كما تضم المكتبة صالتين للمطالعة، وقد نسقت المكتبة تنسيقاً حديثاً، بحيث تتيح تناول الكتب منها بسهولة وفي أقصر وقت، وللمكتبة أمين يقوم بالأعمال المكتبية المطلوبة منها، وترتبط المكتبة بمكتبة الجامعة العامة، حيث تقوم الأخيرة بتزويدها بالكتب بين حين وآخر. هذا ولا ريب أن عصب الحياة العلمية في الكلية، والإدارة التي لا تستغني عنها بأي حال من الأحوال ويوجد في الكلية المختبرات والمعامل التالية: مختبر الإنتاج النباتي، ويحتوي على أربعة معامل. مختبر الإنتاج الحيواني ويحتوي على معلمين. معمل الكيمياء. مختبر التربية ويحتوي على معملين، وغرفة تحضير وغرفة موازين. مختبر الصناعات الغذائية النباتية والحيوانية. مختبر الحشرات، ويحتوي على معملين وغرفة تحضير، وقد جهزت هذه المعامل والمختبرات بأحدث الأجهزة والمعدات، ويقضي الطلبة في هذه المعامل والمختبرات الجزء الأكبر من دراستهم حيث يقومون بتطبيق الكثير من الدراسات والتجارب فيها. برامج التدريب ويعتبر برنامج التدريب الصيفي مكملاً للتدريب التدريسي بالكلية، ويجب على طلاب السنة الثانية والثالثة الاشتراك فيه، حيث يستمر ستة أسابيع أثناء العطلة الصيفية، ليحدد لكل طالب تجربة أو بحث معين، في كافة مجالات الزراعة، فهو إما أن يشترك في فرق الإرشاد الزراعي، أو فرق مكافحة الآفات الزراعية بوزارة الزراعة، أو أن يذهب لمشاهدة المشاريع الزراعية كمشروع الري والصرف، أو تحدد له تجربة معينة في محطات الأبحاث التابعة لوزارة الزراعة والمياه، أو في الكلية، وبموجب هذا البرنامج يقوم الطلاب بإنجاز هذه التجارب خلال الأسابيع الستة، ثم كتابة تقرير عنها، لإلقاء هذا التقرير في بداية العام المقبل على هيئة مكونة من الأساتذة وعلى مسمع من زملائهم الطلاب، ثم يعطى لكل طالب درجة على التقرير، ويلزم على طالب البكالوريوس أن يحصل على درجة النجاح في هذا التقرير. ومما تجدر الإشارة إليه أن هذا البرنامج قد بدأت الكلية بتطبيقه منذ سنتين. وبالإضافة إلى تسلم الطلاب لرواتب العطلة مقدما، فإن الطلاب الذين يشتركون في برنامج التدريب الصيفي يحصلون على رواتب أخرى من وزارة الزراعة زيادة على رواتب العطلة. وفي الكلية ثلاث لجان تعنى بالنشاطات المختلفة بالكلية، خاصة فيما يتعلق بأمراضها العلمية، وهذه اللجان هي اللجنة الاجتماعية واللجنة الثقافية، واللجنة الرياضية. وفي بداية كل عام دراسي، تنظم الجمعية حفلة كبرى للتعارف بين الأساتذة والطلبة الجدد، لعقد روابط متينة بين الأساتذة والطلبة وبين الكلية. وهكذا تعمل كلية الزراعة في الرياض في هدوء وفعالية لخدمة المجتمع السعودي المتطلع إلى مستقبل زراعي يحيل جزيرة العرب إلى مروج وأنهار وظلال وأشجار.
