اراد الهلاليون بفعل الاتكالية وسوء تقدير اهمية المناسبة والغياب الاداري لأصحاب القرار لفريقهم ان يدخل لقاءي السوبر الآسيوي بوضعية ادارية وفنية لا توازي حجم الطموح لنيل اللقب والتفوق على سامسونج الكوري الجنوبي ولا تتواكب مع مطالب وأماني جماهيرهم وحجم وقيمة المسابقة التي من الممكن ان يتاح لبطلها المشاركة في مونديال الاندية في حالة اقرار اقامته فضلا عن كونها النسخة الاخيرة بعد دمج البطولات الاسيوية. والفوز بها سيعزز حظوظ الهلال في نيل لقب نادي القرن آسيوياً. ومن المؤسف ان تغادر البعثة الهلالية وزعيم آسيا يعيش وسط ظروف تدعو للشفقة وتثير التساؤل في الكيفية التي يدار من خلالها اشهر وأكبر مؤسسة كروية. والوضعية الحالية لقدم الازرق هي امتداد لحالة الفتور والفراغ وغياب اداري عادة ما يصاحب مراحل الاعداد والتجهيز للموسم الجديد، يمتد أثره وتأثيره احيانا لفترات طويلة خلال الموسم يفقد بفضله الازرق العديد من البطولات والانجازات التي هو اكثر المؤهلين لها. وتأتي الاوقات الحرجة لتتزامن مع جملة قرارات فردية الهدف منها علاج سلبيات الإعداد قد تساهم في علاج الخلل الناتج عن الفراغ الاداري الا انها تبقى مرحلية ليس من المفترض ان تحدث في كيان بحجم الهلال بل ربما تساهم في تكريس القناعة بالمقدرة على تجاوز الظروف والعقبات بإحداث تغييرات سريعة ليست في صالح المستقبل الهلالي بقدر ما هي غطاء لأخطاء عانى منها الهلال خلال السنوات الاخيرة. والمتتبع للكيفية التي استعد من خلالها الزعيم للتنافس للتتويج بسوبر آسيا وقصر فترة الإعداد على تمارين يومية من خلال معسكر مفتوح وبغياب العديد من العناصر المؤثرة وافتقار الفريق لميزة الاستفادة من تواجد ثلاثة عناصر اجنبية واقتصار ذلك على الكولمبي الكاتو وتأخر وصول المدرب ماتورانا رغم العلم المسبق بارتباطه بمتابعة وتحليل المونديال والاصرار على التعاقد معه لقيادة الازرق في لقاءي السوبر وكأنه الخيار الاوحد وعدم السعي لدعم صفوف الهلال بلاعبين محليين وتفويت الفرصة لجلب لاعبين اجانب ولو على سبيل الاعارة وعدم اجراء اي لقاء ودي بعد انقطاع دام اكثر من ثلاثة اشهر رغم توفر المدة الزمنية الكافية والمتابعة الادارية والشرفية الضعيفة تجعل المتابع يخيل له بأن الهلال على بعد اشهر عن اول ارتباطاته الرسمية وتنتابه الدهشة اذا ما تذكر لقاءي السوبر وأهميتهما وكون البطولة مطلبا جماهيريا وفرصة لإثبات قوة ومكانة الكرة السعودية ورد اعتبارها ولا سيما بعد ما حدث لمنتخبنا في اليابان. ولأن الهلاليين اعتادوا من نجومهم التغلب على العقبات وتحقيق آمال جماهيرهم وتخطي كل السلبيات والتفوق تحت كل الظروف فاحتمالية نجاح الهلال في مهمته وارده الا ان ذلك ان حدث بإذن الله ثم روح وعطاء ورغبة وتطلع نجوم الهلال يجب ألا يلغي ضرورة وقفة صادقة للوضع الهلالي بغياب التخطيط المسبق والمتابعة ولتواجد الرموز الهلالية والعمل للقضاء على عادة هلالية تستمد من منهجية الحلول الوقتية لجأت إليها بعض الادارات الهلالية السابقة والذاكرة تحتفظ بتجاوزات مورست بحق الهلال ونجومه وكم من المواقف التي جيرت تفوق الازرق لمنافسيه وأخرى عومل من خلالها الزعيم بعنفوانه وبطولاته وتاريخه كجدار قصير يمكن لكل من اراد النيل منه والاساءة لنجومه والعبث بتاريخه والتشكيك بأحقيته وجدارته وشحن الاخرين لاتخاذ مواقف سلبية مضادة له واثارة المشاكل والتركيز على كل ما يتعلق بالهلال وبفريقه الكروي بوجه خاص. ولأن الوقت ليس في صالح الهلاليين لممارسة عادتهم في الحلول الوقتية يبقى الامل قائماً بنجوم الهلال بتحمل كل تبعات سوء الاعداد والتجهيز واحراز نتيجة ايجابية على امل ان يحين الوقت الذي يدرك رجالات الهلال بأن يبادروا لإحداث تغيير جذري في الاسلوب الاداري واعتماد خطة عمل طويله تساهم في بقاء الهلال زعيماً وتدارك سلبيات الماضي من خلال المكاشفة والمصارحة.