علم اللندنيون مذعورين أن المحطة التلفزيونية ومحطة الراديو الشهيرة بي بي سي تستخدم احد محلليها الاخباريين وهو سارق مدان بعدة جرائم. وتفاصيل ذلك ان رافاييل رو اجرى العديد من البرامج الاذاعية وأطل على مسامع البريطانيين كل صباح لفترة يسيرة وذلك ببرنامج بثته المحطة الرابعة بالبي بي سي، وهو برنامج حول التحقيق في مرافعات العدالة ونظامها. وقد علم المستمعون لهذا البرنامج ان رافاييل البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما كان ضحية خطأ في نظام العدالة قضى بموجبه اثني عشر عاما في السجن بجرائم لم يرتكبها. لكن ما لم يخبر به هؤلاء المستمعون ان رافاييل متهم ايضا بمجموعة من جرائم السرقة والسرقة تحت التهديد، ومنها جريمة نجم عنها الاصابة بجرح عميق. ولم تعرف تفاصيل المحاكمة التي جرت بحقه او كيف اطلق القاضي سراحه، وبقيت هذه التفاصيل ومجموعة من الجرائم التي ارتكبها طي الكتمان.ويعلق احد المسؤولين بمؤسسة ضحايا الجريمة قائلا : ان توظيف رافاييل بهذه المؤسسة الحساسة التي تطل على العامة كل يوم لهو امر مريع ويبث رسالة مغلوطة للعامة، ولا اكاد اصدق ان البي بي سي قد اقدمت على مثل هذا العمل بتوظيفه؟ ولا اكاد اصدق انه الشخص المناسب ليبث للعامة نصائح حول الصواب والخطأ في الامور وما يتعلق بمبدأ العدالة المجتمعية؟ وكونه قد تمت ادانته في مجموعة لا يستهان بها من الجرائم، فماذا عسى الضحايا الذين قام بالاعتداء عليهم وسرقتهم التفكير والاعتقاد في مبدأ العدالة المجتمعية؟ ومن الصواب القول ان حياة رافاييل قد قلبت رأسا على عقب من جراء الاستئناف بالقضايا التي حكم بها. وقد تم حبسه في العام 1990 مع آخرين، وهو من سكان جنوبلندن احدى المناطق التي يقطن بها الخطرون، وقد تم حبسه بجريمة قتل احد الحلاقين ويبلغ من العمر 57 عاما وذلك في العام 1988، ومجموعة جرائم باستخدام العنف، بالاضافة الى اعترافه بجريمة اغتصاب احدى الامهات اثناء سطوه على منزلها فيما كان ابنها البالغ من العمر 15 شهرا نائما في الفراش الذي اجرى فيه جريمة الاغتصاب. وفي العام 2000 تم اعفاؤه من جرائم السرقات التي قام بها، ولكن ليس جريمة الاغتصاب التي يدعي القاضي والشرطة انه ليست لديهم ادلة كافية لادانته بها؟؟ او من هم الذين كانوا معه حين وقوع الجريمة. وبالرغم من اطلاق سراحه، الا ان المرافعين كانوا مقتنعين ان هناك ادلة دامغة تكفي لادانته. ولكن نظرا لمرور عشر سنين على المحاكمة الاولى فإنه ليس من المناسب اقامة محاكمة اخرى. ويرى رافاييل الذي كان ينفي جميع التهم المنسوبة اليه ان ملاحظات القاضي غير دقيقة وغير صحيحة.وتشير المصادر المختلفة إلى ان رافاييل قد درس الصحافة بالمراسلة وتتلمذ على نفسه بقراءة ما يتعلق بالجريمة ونظام العدالة. وبعد ان تدرب ضمن برنامج لتأهيله للانضمام للبي بي سي بعد خروجه من السجن، اطل على المستمعين ضمن برنامج (اليوم) وتم تصنيفه كمراسل اخباري بالمحطة. واجرى العديد من المقابلات مع المجرمين الذين يعتقد انهم ينوون الانضمام للطريق الصحيح. كذلك اوضح وجهة نظره في المصاعب التي واجهها خلال فترة السجن والصعوبات في الانضمام للمجتمع بعد خروجه من السجن. ويرى المعلقون في المحطة الاذاعية ان لديه خبرة ووجهات نظر بحكم سوابقه تجعله يرى الأمور بمنظار مختلف عن بقية المستخدمين الذين نشأوا ضمن الطبقة المتوسطة من المجتمع البريطاني. ويرى المسؤولون بالمحطة ان رافاييل وسوابقه لم يلتفت اليها بعد مرور هذه السنوات. بينما بقيت الجريمة التي وقعت فيها الاصابة بالجرح بملفه، ويضيف المسؤول معلقا: نحن سعداء به ان ينضم للمحطة، وعمله معنا يمتاز بالكفاءة والدقة .