جاءت ثمرة الندوة التكريمية للدكتور عبد الله الغذامي بملتقى قراءة النص السادس عشر الذي عُقد مطلع العام الحالي 2020 في إصدار قدمه النادي حمل عنوان (الغذامي بين مجايليه وتلاميذه) جمع وإعداد الدكتور صالح الحجوري وإشراف ومتابعة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة، والذي أكد أن النادي الأدبي الثقافي بجدة دأب على تكريم الشخصيات الأدبية والثقافية التي أثرت الساحة الأدبية أو الثقافية عطاءً وفكراً ونقداً والاحتفاء بها، فمنذ أكثر من عقدين ونيف يختط النادي هذا النهج، ويرسم ملامح التكريم لمن يستحقه. وقال السلمي في ملتقى قراءة النص السادس في عام (2006م) كُرّم الشاعر الراحل الأستاذ حمزة شحاتة - رحمه الله - كما كرّم في الملتقى السابع عام (2007م) الشاعر الراحل الأستاذ محمد حسن عواد - رحمه الله - وفي الملتقى التاسع عام (2009م) كُرّم الأديب الراحل الأستاذ عزيز ضياء - رحمه الله - وفي الملتقى العاشر عام (2010م) كُرّم كل من الشاعرين الكبيرين الأستاذ حسن عبدالله القرشي، والأستاذ محمد عواض الثبيتي - رحمهما الله - وفي الملتقى الثاني عشر عام (2013م) احتُفي بالأديب الكبير عبدالله عبدالجبار - رحمه الله - وفي الملتقى الثالث عشر عام (2015م) عُقدت ندوة تكريمية عن المرحوم عابد خزندار - رحمه الله - وفي الملتقى الرابع عشر عام (2016م) كُرّم الأديب عبدالفتاح أبومدين - رحمه الله - وفي الملتقى الخامس عشر عام (2019م) أقيمت ندوة تكريمية عن الأديب عبدالفتاح أبو مدين بمناسبة حصوله على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى من قبل خادم الحرمين الشريفين في مهرجان الجنادرية (1440ه)، وفي الملتقى السادس عشر عام (2020م) أقام النادي ندوة تكريمية للناقد الكبير الأستاذ الدكتور/ عبدالله الغذامي. وبيَّن السلمي بأن هذا الكتاب الذي بين أيدينا يمثل ثمرة لأوراق علمية قدمت في الندوة التكريمية للغذامي، وشهادات لمن جايلوه أو نهلوا من معين معارفه عن قرب من الأساتيذ والتلاميذ، وقال السلمي ارتأينا في النادي أن يضم الكتاب كل المداخلات والتعقيبات التي قدمها الأدباء والمثقفون والمهتمون الذين حضروا التكريم وشاركوا؛ إدراكاً من النادي بأن الغذامي- يستحق التكريم؛ لأنه أمضى أكثر من اثني عشر عامًا يتردد صهيل طروحاته بين جنبات هذا الصرح (نادي جدة الأدبي) مؤججًا لحراك نقدي وحضاري؛ إذ قاد - مع المرحوم الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين- مرحلة إيقاظ الحركة الثقافية التطلعيّة والطليعية في بلادنا من رقادها، ونضخُّ جفنها الوسنان بأنداء الطروحات الجريئة فانتعشت في غصون الأدب والنقد الذابلة أوراق الإبداع الغضة. فالاحتفاء به وفاءٌ وبرٌّ به وهو يزور بيته الأول ويحصد ما بذره فيه من الحب والوعي والجمال.
