الحوار الإستراتيجي الثاني للتنمية والمساعدات الإنسانية بين المملكة وبريطانيا يختتم أعماله    «سلمان للإغاثة» يوزع 6.500 سلة غذائية للمتضررين في قطاع غزة    بوتين يؤدي اليمين الدستورية لقيادة روسيا لمدة خامسة في مراسم بموسكو    الخارجية: المملكة تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات متوجهة لغزة    ملك المغرب يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    الأول بارك يستقبل موقعة الأخضر والنشامى    29 ألف م3 مخلفات بناء برفحاء    600 متخصص و45 متحدثاً وخبيراً دوليّاً في المؤتمر الدولي للتدريب القضائي بالرياض    القبض على 3 أشخاص بعسير لترويجهم 86 كجم "حشيش"    اقتباس مسرحية وفيلم لخيوط المعازيب    الأمين العام للأمم المتحدة: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطأ استراتيجي    المملكة تشارك في "مؤتمر RSA السيبراني الدولي" بالولايات المتحدة الأمريكية    حنان بلخي تطالب بإنهاء العملية العسكرية للاحتلال في رفح فورا    تسرب موظفي ترشيد المياه.. وهيئة البحوث الاجتماعية بلا مبنى    مدرب الهلال: الجانب البدني حسم مواجهة الأهلي    بدء التسجيل في أكثر من 300 مقعد في الزمالة للأطباء السعوديين    «إثراء» يدعم 15 فيلماً سعودياً متأهلاً في الدورة العاشرة لمهرجان أفلام السعودية    إمهال المدن الترفيهية حتى 31 يوليو لتصحيح أوضاعها    الآسيوي يوقف لابورت ويحيى وكانتي وحمدالله    أمير تبوك يستقبل مدير الخدمات الصحية بوزارة الدفاع    ديميرال: لعبنا 60 دقيقة فقط أمام الهلال    انطلاق أعمال مؤتمر المنظمة الدولية للدفاع المدني 2024 بالرياض    اعتبارا من 2 يونيو.. تطبيق عقوبة مخالفة أنظمة وتعليمات الحج    إطلاق خدمة "أجير الحج" للعمل الموسمي    العُلا تنعش سوق السفر العربي بشراكات وإعلانات    الريال وبايرن ميونيخ.. صراع التأهل لنهائي الأبطال    أمير الرياض يقلد مدير جوازات المنطقة رتبته الجديدة    مطار الملك خالد الدولي يدشّن مسارا جويا مباشرا إلى بكين بواقع 3 رحلات أسبوعية    "ملتقى التشجير" يختتم فعالياته بتوقيع 10 مذكرات تفاهم وعقود استثمار في القطاع البيئي    الرحيل الثقيل لرائد الشعر الحداثي    4.7 ألف طالب ينضمون ل"فصول موهبة"    انخفاض مبيعات النفط يهبط بأرباح أرامكو 14%    أمير الشرقية يستقبل ضيوف الاثنينية و يدشن مقر الجمعية التعاونية الاستهلاكية    تطوير المدينة تستعرض مواقع التاريخ الإسلامي في معرض سوق السفر 2024    أمير تبوك يستقبل المواطنين في اللقآء الأسبوعي    الجبيل الصناعية تستضيف دوري FIRST2024 بمشاركة 260 طالب وطالبة    تعليم الطائف يحقق المركز الأول في دوري الفيرست ليغو 2024    اهتمام عالمي بصعود القادسية إلى دوري روشن السعودي    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المصلى المتنقل خلال مهرجان الحريد    مالكوم: حققنا فوزاً ثميناً.. وجمهور الهلال "مُلهم"    "آيفون 15 برو ماكس" يحتل صدارة الأكثر مبيعاً    ولي العهد يعزي رئيس الامارات بوفاة الشيخ طحنون    وزير الدفاع يرعى تخريج طلبة الدفاع الجوي    لصان يسرقان مجوهرات امرأة بالتنويم المغناطيسي    مؤتمر لمجمع الملك سلمان في كوريا حول «العربية وآدابها»    استقبل أمين عام مجلس جازان.. أمير تبوك: المرأة السعودية شاركت في دفع عجلة التنمية    عقوبات مالية على منشآت بقطاع المياه    هل تتلاشى فعالية لقاح الحصبة ؟    وزير الحرس الوطني يستقبل قائد القطاع الأوسط بالوزارة    اختتام "ميدياثون الحج والعمرة" وتكريم المشروعات الفائزة والجهات الشريكة    اكتشاف الرابط بين النظام الغذائي والسرطان    إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.. وصول التوأم السيامي الفلبيني «أكيزا وعائشة» إلى الرياض    بكتيريا التهابات الفم تنتقل عبر الدم .. إستشاري: أمراض اللثة بوابة للإصابة بالروماتويد    الحرب على غزة.. محدودية الاحتواء واحتمالات الاتساع    وحدة الأمن الفكري بالرئاسة العامة لهيئة "الأمر بالمعروف" تنفذ لقاءً علمياً    هيئة الأمر بالمعروف بنجران تفعّل حملة "الدين يسر" التوعوية    في نقد التدين والمتدين: التدين الحقيقي    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بندر السلمان.. وساعة الفراق

نعم إنّها ساعة الفراق التي تلقّاها الفقيد/ بندر بن صالح السلمان رئيس مجلس إدارة شركة السلمان مساء ليلة الجمعة الموافق الثلاثين من الشّهر الثَّالث سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة.إنّها ساعة فراق سيّلت محاجر دموعنا، وأحزنت سويداء قلوبنا، وفطّرت أحشاء أكبادنا؛ لأن الموت من أعظم المصائب، وأشدّها رهبةً، وأكثرها حُزناً في قُلوب الذين وجدوا فيه الإنسان الذي فارق حياتنا الفانية، وألسنتنا تتحدّث عن مآثره التي منها: طِيب القلب الذي لم يضمر أذى، أو حسد، أو حقد لأحد... خُلقه الرّحمة للأيتام، والعطف على الضُعفاء، والحب للمساكين، والعفو لمن أساء إليه، والستر على إساءته، ومُقابلته بعفوٍ، ورضا، وتسامح؛ لأنه يعلم أن الله ذمّ قاسي القلب الذي يضرب بعاطفة الرّحمة، ويحجّرها، ولا يُراعيها، ولا يعطيها حقها...!
كان والده -رحمه الله- مثلهُ الأعلى في صلة الرّحم؛ لأنه يعلم أن الصلة من ظواهر ديننا الإسلامي الذي حثّ عليها، وأثاب فاعلها في الدُّنيا والآخرة، وأنه نهى عن قطعها؛ لأنها وحدة الجسد، والأقربون أولى بصلتهم، وإِكرامهم، ورِعايتهم، ومُشاركتهم في السّراء، ومواساتهم في الضّراء، وإنَّ وصلهم من مُوجبات دخول الجنة التي أعدّها الله لواصل الرّحم، وأنَّ قطعها من كبائر الذنوب، وعقابها عند الله عظيم.
ومن ظواهر خُلقه إِكرام اليتامى؛ لإظهار الرّحمة لهم، والإحسان إليهم؛ لأنهم من الضُعفاء، وأحوجهم إليها لفقد عائلهم الذين اعتادوا على عاطفتهِ، واحتضانهِ، وتقبيلهِ؛ لأنهم ضعفاء، والضعفاء أحوج إلى الرّحمة.
ومن ظواهر خُلقه إكرام جيرانه، والإِحسان إليهم، وعيادتهم، ومُواساتهم، وهذه من صفات الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى.لقد عاش فقيدنا/ بندر السلمان آلام أعراض المرض الذي أصابه، وألزمه الفِراش بِضع سنين، صابراً؛ لأنه يعلم أن الصبر من أفضل صفات المؤمنين، حيث لم يسأم، أو يجزع، أو يضجر... فالله أنعم عليه بصبرٍ، وطمأنينة، وثبات. وهذا من يقين المؤمن. أن الصبر امتحان في هذه الحياة الفانية، وثمرة من ثمرات الرضا، وسلاح من أسلحة التحمّل: صبر على أعراض المرض؛ لأن الصبر من أعظم الأخلاق التي يتحلّى بها المؤمن رضاءً بقضاء الله وقدره، وأنَّه وعد الصَّابرين الأجر العظيم في الآخرة الذي لا يماثله أجرٌ في الدّنيا.لذا صبر بندر، ورضي بقدر الله الذي قدّره له ابتغاء مرضاته، ونيل أجرهِ، وثوابه، فالصّابرون عليهم صلوات من ربهم ورحمة.. تحمّل -رحمه الله- أعراض المرض الذي أُصيب به، وصبر على زيادة أعراضه، وشدّة آلامها، وهذا ضاعف من صبرهِ؛ لأجل تكفير خطاياه، ومغفرة ذنوبه، ونيل الأجر؛ لأنه لم يسأم، ولم يضجر، ولم يضمر من الحياة عندما عَلِم عن أعراض مرضه المزمن، بل تقبّلها بقلبٍ مؤمن، ونفسه راضية بقضاء الله وقدره، ونفس مطمئنة، وقلب راضٍ، ولسانٌ شاكر، وهذه من أعظم صفات المؤمنين.
هذا، ولا زلنا نذكر حُسن صوته، وتلألأ ثغره، ونور جبينه... لضيوفه الذي لا يخلو مجلسه من الذين حضروا من داخل المنطقة، وخارجها، يأخذ بأيديهم، وإخوته مرحباً بهم؛ ليصلوا إلى موائد كرمهم التي اعتادوا عليها من والدهم للعُلماء، والوُجهاء، والمسؤولين. والأقرباء، والجيران، والأصدقاء... وتشريعه لأبواب قصرهم في شهر رمضان الكريم؛ لاستضافة، وإكرام اليتامى، والفقراء، والمساكين، وهذه سنّة حسنة، حافظوا عليهم من والدهم بعد وفاته.
هذا، وحظيت عائلة الفقيد بحضور، ومواساة، وتعزية سمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور/ فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وسأل الله الرحمة، والرضوان لفقيدهم، وشكرت عائلة السلمان سموّه الكريم على مشاعرهِ الصَّادقة، ومواساته الطيّبة، ووقفته النبيلة في وفاة فقيدهم. وهذه من روابط اللُحمة الوطنيَّة التي جسَّدها سموّه لأبنائه المواطنين في السّراء، والضّراء، ومُشاركتهم أفراحهم، وأحزانهم.
هذا، وتعازينا للأستاذ/ سليمان السلمان، وإخوته، وأخواته، ووالدتهم، وزوجة الفقيد، وأبنائه، وبناته.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.