يثبت العقل الحي الأمير خالد الفيصل.. أينما حل وحيثما ارتحل.. أن الفعل رؤية واعية واستيعاب كامل.. للمعطيات التي يمر من حولها الكثير.. دون أن يدركوا حجم انعكاساتها الإيجابية.. حين نتعامل معها بحكمة.. ويبقى السر في هذه الحكمة التي من أوتي حظاً منها فقد أوتي الشيء الكثير. هذا ما حصل بالفعل مع أمير الفكر خالد الفيصل.. عندما أحال تلك السوق الملقاة على بعد 40 كلم من مدينة الورد الطائف.. من أطلال حزينة لا تزورها إلا ذاكرة الأدب الجاهلي.. إلى قطب مفصلي في تكوين البناء الذي تعاهد بذرته الأولى عبر «مؤسسة الفكر العربي».. وجملة من المبادرات الثقافية والمعرفية على امتداد سجله الحافل بالعطاء.. والتي لن يكون آخرها سوق عكاظ.. هذه المنارة الحضارية الفارهة.. القضية في تقديري هنا تتجاوز بعد المهرجاناتية المتعارف عليه.. لتصل كما أشرت إلى صميم الاستيعاب المنطلق من رؤية واعية ومرسومة لمشروع حضاري عربي كبير.. بدأه الفيصل بمؤسسة الفكر العربي التي أخذت على عاتقها دراسة واقع الحال في مضمون وشكل الخطاب الفكري العربي وآليات النهوض به.. حتى باتت هذه المؤسسة الواجهة.. محط أنظار الترقب والتأمل للوطن العربي الكبير.. لتكتمل عملية البناء العملاق بسوق عكاظ كبعد يمثل قطب الاتزان الذي أراده الفيصل في مشروعه الفكري الحضاري الضخم. إنها فلسفة التكامل العالية.. عندما تتشكل في أحد أطرافها من عناية حكيمة بالماضي العريق في رمزية سوق عكاظ.. إلى تلمس حال القائم وشكل القادم عبر مؤسسة الفكر العربي في الطرف الآخر. التقديم أعلاه مجتزأ من تقرير نشر قبل أعوام.. أستعيده اليوم لأجد كم من الإضافات المميزة التي يصنعها هذا المهرجان ويفاجئ بها زائريه ومراقبيه بل وحتى منتقديه.. وكأننا بالفعل أمام إرادة ثقافية عميقة وتحدٍّ وثّاب لعقل حي لا يعرف المستحيل. وهنا يستعرض هذا التقرير تفاصيل وحيثيات العمل المتصل بجوائز السوق وآليات إقرارها.. حيث أعلن الأسبوع المنصرم عن المتوجين بالجوائز في فروعها المختلفة.. حيث أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الفائز بجائزة شاعر سوق عكاظ، التي حصدها هذا العام محمد محمود العزام من الأردن، فيما حصل على جائزة شاعر شباب عكاظ الشاعر السعودي خليف بن غالب الشمري، ونال جائزة الرواية التي تم استحداثها في الدورة الحالية الروائي السعودي مقبول موسى العلوي عن رواية ( البدوي الصَّغير )، وحصل على جائزة لوحة وقصيدة عبدالرحمن خضر الغامدي ( المركز الأول )، ومحمد علي الشهري (المركز الثاني)، وسعيد الهلال الزهراني (المركز الثالث) وحصد المركز الأول في جائزة الخط العربي عبد الباقي أبو بكر من ماليزيا، ومحفوظ ذنون يوسف عراقي الجنسية ثانيًا، فيما حل ثالثاً يحيى محمد فلاته من نيجيريا، ونال جائزة التصوير الضوئي عبدالرحمن إبراهيم الماجد من البحرين، وظافر مشبب الشهري من السعودية، وقاسم محمد الفارسي سعودي الجنسية، وأخيرا حصل على جائزة رائد أعمال عكاظ المستحدثة لأول مرة في الدورة العاشرة لؤي محمد نسيب من السعودية، فيما حصد جائزة مبتكر عكاظ محمد باسلامة. جائزتا سوق عكاظ المعرفية هذا العام وفق ما بثت اللجنة الإعلامية النشطة بسوق عكاظ الذي تنطلق فعالياته في دورته العاشرة بمحافظة الطائف خلال الفترة من 6 - 16 ذو القعدة المقبل.. شهد منافسة شرسة فيما بين 70 مرشحاً ومرشحة على جائزتي سوق عكاظ المعرفية البالغة قيمتيهما 300 ألف ريال بواقع 200 ألف ريال لجائزة رائد أعمال عكاظ و100 ألف ريال لجائزة مبتكر عكاظ، حيث تعد المسابقة إحدى مرتكزات مشروع «عكاظ المستقبل».. أمين سوق عكاظ رئيس اللجنة الثقافية الدكتور جريدي المنصوري بيّن في تصريحات إعلامية أن المشروعات المقدمة للمسابقة جاءت من 50 مرشحاً و20 مرشحة تعد مشروعات واعدة تخدم قطاع ريادة الأعمال والابتكار بالمملكة وتحقق أهداف الجائزة.. مضيفاً أن جائزة رائد أعمال عكاظ تهدف إلى تكريم رواد الأعمال المبتكرين الذين بادروا بتأسيس شركات ناشئة وساهموا في إيجاد حلول إبداعية للمشكلات التي يواجهها المجتمع.. أو أوجدوا حاجةً وأسواقاً جديدة لمنتجات وخدمات ابتكارية.. وذلك بعد أن بدؤوا بفكرة وتحولت الفكرة إلى مشروع ناشئ.. ثم نجحوا في تقديم منتجات وخدمات مبتكرة واستمروا في تنمية واستدامة شركاتهم الريادية المبنية على الابتكار. وأوضح المنصوري أنه تم وضع شروط عامة خصوصاً للجائزتين بهدف الارتقاء النوعي بالمشاركات ورفع مستوى التنافس، حيث يشترط أن يكون المشارك سعودياً أو من مواليد المملكة ولديه إقامة نظامية، وأن تكون الفكرة تطبيقية وتحل مشكلة أو تلبي حاجة على أرض الواقع، وأن لا يزيد عدد المشتركين في عمل واحد على 4 أشخاص، وأن يتعهد المشارك بأن الفكرة ملك له وأنه قد راعى حقوق الملكية الفكرية للآخرين، مع تعهده بتقديم كافة الإثباتات التي تؤكد أحقية ترشحه للجائزة، وأعطيت الصلاحية للجنة التحكيم دون سابق إنذار استبعاد المشاركات التي لا تعكس أهداف الجائزة ولا تستوفي الشروط. أما بشأن المشاركة في جائزة «رائد أعمال عكاظ»؛ فقد اشترطت اللجنة المختصة أن يكون صدرت له براءة اختراع في مجاله أو استحدث سوقاً جديداً لتقنية حديثة، وأن تكون شركته قد حققت نمواً تجارياً ملحوظاً على مدى السنوات الأربع السابقة مع تقديمه لخطة مستقبلية واعدة لاستدامة نمو الشركة. كما يُشترط لجائزة «مبتكر عكاظ» أن يكون المشارك مسجلاً أو صدرت له براءة اختراع في مجاله، وأن يكون قد حصل على استثمار ما لا يقل عن 100 ألف ريال من صناديق أو جهات استثمارية في المملكة من أجل التحول التجاري للابتكار، وأن يكون له مبيعات في السوق لهذا الابتكار بقيمة لا تقل عن 300 ألف ريال مع تقديمه لخطة تجارية مستقبلية واعدة لنمو المشروع. وفيما يتعلق بلجنة التحكيم للجائزتين.. فهي تضم (12) خبيراً من القطاعين العام والخاص وهم كل من: الدكتورة نجاح عشري نائب رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والمهندس سامي الخرساني المدير التنفيذي لمركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال (واع)، والمهندس راكان العيدي شريك الاستثمار سترتبز 500، والمهندس مازن الداوود رئيس الهيئة العامة للمنشآت الصَّغيرة والمتوسطة المكلف، والدكتور فهد الشريهي مدير عام مراكز سابك العالمية للتقنية، وفارس بن إبراهيم الراشد رئيس مجلس الأمناء بمجموعة عقال للمستثمرين الأفراد، وسامي السديس المشرف العام على مكتب البراءات السعودي بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والمهندس جمال الدبل رئيس مجلس الإدارة لشركة داعم الابتكارات للاستشارات، والدكتور أسامة العمري الرئيس التنفيذي لشركة وادي مكة للتقنية، وخالد الصقر مدير إدارة الشراكات والتحالفات بشركة الاتصالات السعودية، والدكتور رامي نيازي مشرف معهد الابتكار والتطوير الصناعي بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والدكتور محمد فتيحي مدير عام شركة تجارة السلع الكمالية. المنافسة الكلية على جوائز السوق رئيس اللجنة الإعلامية لسوق عكاظ الإعلامي الاستاذ عبد الله الحسني.. بين سابقاً أن عدد المتقدمين للمنافسة على جوائز السوق بصورة كلية تجاوز 500 مرشّحاً ومرشّحة من السعودية وخارجها، فيما تم في هذه الدورة إدراج 3 جوائز جديدة لتضاف إلى 7 جوائز سابقة تغطي عدة مجالات يهدف السوق إلى تعزيزها بما ينسجم مع رسالته الفكرية والاقتصادية والاجتماعية.. والجوائز التي تُقدم لأول مرة في هذه الدورة شملت: «جائزة الرواية» البالغ قيمتها 100 ألف ريال، و»جائزتي سوق عكاظ المعرفية « وقيمتها 300 ألف ريال بواقع 200 ألف ريال «لجائزة رائد أعمال عكاظ» و100 ألف ريال «لجائزة مبتكر عكاظ». كما بين المنصور أعلاه.. أما الجوائز السبع الأخرى فهي: «جائزة شاعر شباب عكاظ» المخصصة للشعراء الشباب، وتهدف إلى تشجيع الشعراء الشباب بالمملكة، وقيمتها 100 ألف ريال، وجائزة «لوحة وقصيدة» التي تهدف إلى تشجيع الفنون عامَّة وما يرتبط منها بفن العرب الأول «الشعر» وذلك بإيضاح العلاقة الوثيقة بين الشعر والرسم، وقيمتها 100 ألف ريال على 3 مراكز. و»جائزة التصوير الضوئي» للمصورين من داخل المملكة وخارجها، وجائزتها 100 ألف ريال على 3 مراكز. و»جائزة الخط العربي» للخطاطين من داخل المملكة وخارجها، وقيمتها 100 ألف ريال على 3 مراكز. و»جائزة الفلكلور الشعبي» المخصصة لمحافظات منطقة مكةالمكرمة وقيمتها 100 ألف ريال على 3 مراكز. وجائزة الحرف اليدوية وقيمتها 500 ألف ريال. وأخيرا «جائزة شاعر عكاظ» التي تعد من أعرق الجوائز وتستهدف الاعتناء بالشعر العربي الفصيح وتقدير الشاعر العربي المتميّز، من خلال منحه وسام الشعر العربي ممثلاً في لقب «شاعر عكاظ»، وهي حق لكل شاعر من شعراء العربيَّة له إنتاج منشور، ومقدار الجائزة 300 ألف ريال. خط سير الجوائز جوائز سوق عكاظ باتت موضع عناية ومتابعة من مثقفي الوطن العربي نظراً لقيمتها المادية والمعنوية.. اللجنة الثقافية للسوق استقبلت مشاركات المتنافسين على مدى 75 يوماً بدأت مطلع شهر جمادى الآخرة الماضي وانتهت منتصف شهر شعبان.. حيث تولى أكثر من 40 محكماً متخصصاً تحكيم الأعمال المشاركة التي شهدت تنافساً بين أكثر من 500 مشارك من مختلف الدول العربية، فيما بلغ مجموع قيمة الجوائز مليون وسبعمائة ألف ريال. «شاعر عكاظ» جائزة شاعر عكاظ التي تعد الجائزة الأشهر البالغ قيمتها (300 ألف ريال) مرت بعدة مراحل، بدأت باستلام الأعمال ثم فرز المشاركات واختيار الأعمال التي انطبقت عليها الشروط من قبل اللجنة العلمية، قبل أن يَتمَّ إرسالها إلى ستة محكمين من السعودية، ومصر، والسودان، والأردن، وسوريا (ثلاثة محكمين للقصائد، وثلاثة محكمين للدواوين) حيث يقوم المحكمون بإعداد تقاريرهم الخاصة وإرسالها للجنة العلمية التي تقوم بمراجعتها واختيار المرشح الحاصل على أعلى درجة من بين المتقدمين. «شاعر شباب عكاظ» جائزة شاعر شباب عكاظ البالغ قيمتها (100 ألف ريال) تمر بنفس الآلية التي تتم لجائزة شاعر عكاظ بيد أن ثلاثة محكمين هم من يقيّمون الأعمال ويضعون درجات لكل عمل ثم تبعث للجنة العلمية التي تختار المشاركة التي حازت على أعلى درجة. «لوحة وقصيدة» جائزة لوحة وقصيدة التي تبلغ قيمتها (100 ألف ريال) هي جائزة ذات مراكز، حيث يحصل صاحب المركز الأول على (50 ألف ريال)، والثاني على (30 ألف ريال) والثالث على ( 20 ألف ريال)، مشيراً إلى أن عملية التحكيم تتم وفق الخطوات التالية: الإعلان في وسائل الإعلام، ثم استقبال صور الأعمال من المتسابقين في المرحلة الأولى، ثم تعرض الصور على لجنة الفرز المكونة من ثلاثة محكمين من الداخل مع رئيس لجنة مسابقة لوحة وقصيدة، وبعدها يتم إشعار أصحاب الأعمال المختارة لمرحلة الفرز بإرسال أصول الأعمال إلى مقر جمعية الثقافة والفنون بالطائف، وهي الخطوة التي تسبق ترشيح لجنة التحكيم النهائي.. ويتم عرض الأعمال على لجنة التحكيم عبر استعراض اللجنة لكامل الأعمال لوحات وقصائد، ثم يقوم كل محكم باختيار أفضل عشرين لوحة، ثم يقوم كل محكم باختيار أفضل 10 من اللوحات المختارة في المرحلة السابقة، ثم يقوم جميع المحكمين باختيار أفضل 10 أعمال، على أن يَتمَّ ترتيب الأعمال العشرة من الأول إلى العاشر، بعدها يتم الاقتصار على الأعمال الستة الأولى للتنافس على المراكز الاُوَل حسب الترتيب. «جائزة الرواية» الجائزة الجديدة لهذا العام وهي جائزة الرواية البالغ قيمتها (100 ألف ريال) خضعت لمعايير مهنية دقيقة من خلال ثلاثة محكمين، حيث يقومون بوضع الدرجات لكل عمل ثم تبعث للجنة العلمية التي ترشح صاحب أعلى درجات. «الخط « و»التصوير» أما عن جائزتي الخط العربي والتصوير الضوئي البالغ قيمة كل واحدة منها (100 ألف ريال) توزع كل جائزة على 3 مراكز؛ فعملية الاختيار تمر بعدة مراحل قبل أن تقوم لجنة مشكلة من قبل وزارة التعليم بعقد اجتماعات لجان التحكيم بالطائف بحضور أمين سوق عكاظ ومدير عام تعليم الطائف لفرز المشاركات وترشيح الفائزين. «رائد الأعمال» و»المبتكر» جائزتا رائد أعمال عكاظ ومبتكر عكاظ البالغ قيمتيهما (300 ألف ريال) بواقع (200 ألف ريال) للفائز بالجائزة الأولى و(100 ألف ريال) للفائز في الجائزة الثانية شارك فيها 70 مرشحاً ومرشحة، وقد جرى تحكيم الأعمال من قبل 12 خبيراً من القطاعين العام والخاص. «الحرف اليدوية» و«الفلكور الشعبي» جوائز الحرف اليدوية والبالغ قيمتها (500 ألف ريال).. فتتم عملية اختيار الأعمال الفائزة والتحكيم فيها تتم وفق 10 معايير فنية تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار، أما جائزة الفلكور الشعبي؛ فهي خاصة بمحافظات منطقة مكَّة المكرَّمة، ويتم الترشيح للمشاركة عبر المحافظات بالتنسيق مع أمين سوق عكاظ ورئيس لجنة الفنون الشعبيَّة حسب الشروط المبلغة لهم في هذا الشأن، حيث تتنافس الفرق الشعبيَّة المقدِّمة للعروض على الفوز بجائزة سوق عكاظ للفلكلور الشعبي مع ملاحظة ألا يكون اللون أو العرض المقدَّم للمسابقة قد فاز بجائزة سوق عكاظ في الأعوام الثلاثة الماضية، وتتكون لجنة التحكيم من ثلاثة أعضاء من أصحاب المعرفة والخبرة في هذا المجال، ويتم اختيارها من قبل رئيس لجنة الفنون الشعبيَّة وتتم الموافقة عليها من أمانة سوق عكاظ، مبيناً أن هاتين الجائزين يتم الإعلان عن الفائزين بهما خلال فعاليات السوق.
