الثقافية - محمد هليل الرويلي / تصوير - نادر الشملاني: ينأون بأنفسهم عن المجالس لم يكن هاجسهم يومًا الدخول للمجلس فأفسحوا وأفسح الله لهم.. المجلس آخر مايفكرون به, ومنهم من لايفكر به أصلًا, غير أنهم في الوقت نفسه هم من يعتلي منصات ومنابر الأنشطة في الأندية الأدبية يقولون شعرًا ويقصون قصة ويروون رواية ويفعلون مالا يفعله الحكاؤون على كراسي الإدارة وأعضاء المجالس تلك, اعتزلوا التكتلات والحشد الثقافي ونأوا بأنفسهم عن التحزب والشلليات رؤيتهم الثقافة صنع منتجا ثقافيا عالي الجودة فقط أولئك هم المضيئون حقًا ينثرون وينشرون الضوء بين الفضاء والفضاء ويلونون سلم السماء بأطياف إبداعهم «المجلة الثقافية» كان لها هذا الاستطلاع مع بعض الممانعين عن دخول دائرة مجالس الأندية الأدبية, وانصرافهم عن كل مامن شأنه إفساد صفو الكتابة وتمسكهم بمعول مستجدات العصر الثقافية بعيدًا عن كل شيء. أحمد إسماعيل زين صاحب القصص القصيرة «زامر الحي» لعله كان يدرك أن المثقف الحقيقي في هذا المجلس لايطرب وقال لقد استبشرنا خيراً بالتغيير التام المواكب لجميع مستجدات العصر الثقافية في أول دورة انتخابية لمجالس إدارات الأندية الأدبية ، وباللائحة الجديدة المنظمة خصيصاً لها، بعد مرور مجالس الإدارة بفترة احتكار على أسماء وفئة مُعيّنة من الأدباء، واحتقار هذه الفئة للتجديد والمستجدات وأصحابه، وكذلك بعد سلسلة تجارب فاشلة قام بها المسؤول عن مجالس إدارات الأندية الأدبية من أجل قبول التغيير والمواكبة للمستجدات الثقافية العصرية المتسارعة، فقمنا وذهبنا بكل آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا للمشاركة في الدورة الانتخابية الأولى، ولكن سرعان ما اكتشفنا أنها مجرد خدعة الانتخابات ولائحتها لا تحترم عقلية المثقف الحقيقي بالحياة . وذكر أن الشواهد على ذلك كثيرة وكان أبرزها : غموض اللائحة التنظيمية المخصصة لها ، ودخول من ليس له علاقة بالثقافة والأدب الخُلق والفكر لمجالس إدارات الأندية، وتقديم أكثر من مثقف حقيقي للاستقالة منها، ومن إدارتها العامة. المجلس ليس طموحي كذلك أعلنها صريحة الروائي والمسرحي ماجد سليمان «المناصب الإدارية في المؤسسات الثقافية ليست مطلبي، وليست طموحي» وأضاف في كل فن هناك رعاية ومنهجية يضعها المبدع لمشروعه الإبداعي، ويصرف عنه كل ما يُفسد صفو الكتابة ويغلق ساعة القراءة، وبالتأكيد كل مبدع عليه أن يُطالب نفسه بالاستمرار، ورسم خطط التحديات، بعيداً عن كل شيء. شخصياً المناصب الإدارية في المؤسسات الثقافية ليست مطلبي، وليست طموحي، وتابع سليمان أنا كمبدع مهمتي واحدة فقط هي أن أنسج بياني في خيوط تتلاقى على رأس هرم شامخ من شوامخ الأدب، المبدع الحقيقي مشغول بمشروعه الشخصي (الأدبي)، أدرك أهمية المؤسسات الثقافية وأثق أنها تحتاج إدارة مثقف وأديب عارف وعالم بتفاصيل المشهد الثقافي، وكنت وما زلت أؤيد هذا. وتعزز نفس النظرية القاصة فاطمة سعد الغامدي التي قالت نعم الانتخابات الثقافية هاجس لايشغلني فالإبداع والعطاء لايتم من خلال الشللية والتكتل حيث يعرف الأدباء بعضهم بعضا فوق الموائد وفي المحافل بينما لا يعرف أحدهم ماذا كتب الآخر، ولا أعرف ماسر السعار المحموم على الانتخابات الثقافية وماذا ستقدم للأديب فهي ستشغله بشكل أو بآخر عن الإنتاج و القراءة والكتابة ،ثم لماذا لايتم تنظيم عملية الانتخابات بحيث يختارون من لديه رؤية ومنهجية سيقدمها خلال فترة انتخابه وترسل لجان للتحقق من مدى تنفيذه لرؤيته وتطبيقها وصداها وهكذا تتاح الفرص لجميع اللاهثين دون ظلم أو إقصاء أوتحزب أدبي. أندية معلمي اللغة العربية ووصف علي موسى العبدلي مايحصل في أروقة الأندية الأدبية بالموت البطيء التي من المفترض أن يكون مشروعها تبني المثقف الحقيقي ودعمه وذلك لكون القرارات اليوم قد أخرجت الأندية الأدبية عن أهدافها الحقيقية التي لن يلمسها إلا الأديب وابتعدت عن حاجة المجتمع، وجعلت المثقف يقف ما بين المطرقة والسندان وآخرها شرط الانتساب للأندية واشتراط مؤهل اللغة العربية، وهذا ما يعني اقتصارها على معلمي اللغة بغض النظر عن خلفيته الثقافية والأدبية ، ولذا مات حلم المثقف وكفن إبداعاته ، وانتحر الأمل في نفوس المثقفين، وفردت هيمنة اللغويين أجنحتها، وهذا ما يؤكد أننا لن نتقدم شبرا ما دام عنصر التنوع الثقافي مفقودا والمبدع تترصده الشروط الإدارية التي قد لا تعنيه كأديب مبدع، وتابع العبدلي ما دمنا نبحث عن إداري ونتغاضى عن أديب حتماً سيجعل الأندية الأدبية تفقد دورها كمؤسسة تحتضن الأدباء ممن يعرفون مجاراة بعضهم، لكننا ما زلنا نحمل عقدة تقديس الأكاديمي الذي يرى أنه هو الجدير بقامة شهادته، رافضا الفكر الذي ينتجه الأديب، بقدرة وهبها الله له، لن تنجح الأندية الأدبية إلا حين يقف عليها الأدباء الذين بفعل الشروط المجحفة جعلتهم اليوم متفرجين فقط. حدود الأخلاق أما الأديب صالح عبد العزيز العديلي صاحب المشوار الإبداعي الطويل فقال عملت في التعليم لسنوات عديدة، وكان عملي يتطلب تركيزا وجهدا ذهنيا مضاعفا، وفي كل مرة أجدني أخجل من نفسي عندما أتجاوز حدود أخلاقياتي، وأسرق من وقت الوظيفة التربوية والتعليمية، والتدريبية والميدانية، وأقوده عنوة الى طاولة الأدب، حتى مفردات التعليم كنت أطوعها، وأخضعها لخدمة توجهي الأدبي، وأنأى بها بعيدا عن أصحاب التخصص الذين تجبرهم تخصصاتهم على أن يكونوا واقعيين، وبعيدين كل البعد عن الخيال وأهله !! وأضاف العديلي أنا لم أكن في أحد الأيام ضد أي عمل إداري في الأندية الأدبية، ولكني من ناحية شخصية بحتة، كنت بعد التقاعد المبكر، أبحث عن كل مايربطني بالقراءة والكتابة الأدبية فقط، وآليت على نفسي أن أكون بعيدًا عن كل مايشغلني عنهما وكما هو معروف ومعاش، فالعمل في أي عمل إداري في مجلس إدارة النادي الأدبي لن يمكنني مطلقا من تحقيق هذا الهدف، وسوف يشغلني بأمور جانبية وبعيدة عن العمل الأدبي الذي لم أتفرغ له أيام العمل المضني في التعليم في الهيئة الملكية بمدينة الجبيل الصناعية . وكشف العديلي أنه سوف يتقدم لعضوية الجمعية العمومية في نادي حائل الأدبي وهذا بالنسبة له،،مناسب، ومعقول ويكفيه على حد قوله وقال بقية التإخوان فيهم الخير والبركة، أتمنى أن يختاروا الرجل الذي يحقق أهداف النادي، ويكون له أهداف واضحة وطموحة، وتحقق لنا التقارب مع فئات المجتمع الأدبي الحائلي، وإبعاد المنتفعين الذين يمتطون مركبة النادي للبحث عن المصلحة والمجد والسمعة والإثراء على حساب النادي!