طالعت في صحيفة الجزيرة مقالاً بعنوان: (حيوية اللغة العربية وثبات جذورها) بتاريخ 7 جمادى الثانية 1437ه، واللغة العربية لغتنا الأصيلة التي نعتز بها ونفخر، لغة القرآن المعجز الذي تحدى الله بها فصاحة العرب آنذاك. اللغة العربية بلاغة وفصاحة وحكمة تسمو حد السماء، تطمئن القلوب بها وتخشع، وتسر لها النفوس وتهدأ وتؤنب ضمائر الخلق وتجزع. لغة حباها الله بنوره وعزها بنعيمه ورسوله، يا لغة الضاد الجميلة، يا لغة نزل الوحي بها على محمد صلى الله عليه وسلم، ما أجمل ما سطرته وما أطيب ما جسدته، وما أندى جمالك حين أسرت القلوب بسحرك الفتان وشنجت الأذان بصفوك الهتان، وشحنت الهمم بمعاني إلى القمم، وداعبت العواطف قوافيك، وتراقصت الطيور بمعانيك، لغة آباء وأجداد، لغة حضارة وأمجاد، لغة همم وقمم لغة إبداع وإعجاز وبيان. إن أردت عذوبة الكلم، وجمع المعاني، وسلس العيارات وسهولتها ونظم الكلمات ومعانيها وجدتها حاضرة متألقة برونقها وكأنها عروس في ليلة البدر تزهو بجمال سندسها الخضر. وريحانها العطر، ما أجملها حين تغنى بها الشعراء وما أجملها حين أبحر العلماء بمعانيها وما أجمل البيان في معاني الكلم وسلس العبارات الرنانة، ما أجملك أيتها اللغة حين قرعت الأبواب وعبرت القارات وآمن بك الكون أجمع. ما أجمل الشافعي حين قال: وله في الحكم صدق بيان، وابن خلدون حين قال: (أعلم أن الدنيا كلها وأحوالها مطية للآخرة، ومن فقد المطية فقد الوصول)، وغيرهما كثير. غير أن اللغة العربية زاد الله جمالها وشرفها بالنبي الأكرم محمد بن عبدالله صلى عليه وسلم حين قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أنا أفصح العرب بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد). وكان ذلك تقرير منه صلى الله عليه وسلم وأتاه الله جوامع الكلم لغة حباها الله وشرفها بعقيدة الصفاء وعز وعطاء، لغتي هويتي سكنت وعانقت أحشائي وكياني، دمت لغتي خالدة متألقة للأبد.