انطلقت أمس الجمعة عمليات الاقتراع العام في إطار الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، حيث توجه التونسيون المقيمون في الدول العربية والأوروبية إلى مراكز الاقتراع لإختيار رئيسهم الجديد بعد أن كان باب التصويت قد فتح منذ الخميس أمام التونسيين المقيمين بأستراليا على خلفية فارق التوقيت بين تونس وأستراليا. وينتظر أن يقبل حوالي 5 ملايين ناخب تونسي الأحد على مراكز الاقتراع على أمل أن يستجيب الشباب التونسي الى الدعوات التي وجهت إليه بعدم مقاطعة العمليات الانتخابية مثلما فعل خلال الانتخابات التشريعية وخلال الدورة الأولى من الرئاسية، حيث لوحظ عزوف الفئة الشبابية عن المشاركة في عمليات التصويت. وكانت الحملة الدعائية للمرشحين للدور الثاني من الرئاسية الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس والمنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته قد انتهت رسمياً منذ منتصف الليلة الماضية، فيما يركن أنصار المرشحين إلى الراحة كامل اليوم السبت احتراماً لقانون الصمت الانتخابي الذي يسبق يوم الاقتراع العام. من الناحية اللوجستية، أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني المقدم بلحسن الوسلاتي بأن المؤسسة العسكرية خصصت حوالي 36 ألف عسكري لتأمين العملية الانتخابية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 21 ديسمبر الحالي، وأضاف بلحسن الوسلاتي أنه تم تخصيص حوالي 28 ألف عسكري لتأمين العملية الانتخابية بصفة مباشرة و8 آلاف عسكري للتدخل السريع، فضلاً عن استعداد التشكيلات الموجودة في الثكنات للتدخل سواء لفائدة منظومة حماية الانتخابات أو لمنظومة مقاومة الإرهاب أو لمنظومة حماية الحدود الجنوبية والغربية. وأعلن الوسلاتي أن المؤسسة العسكرية «ستعتمد على حوالي 1800 عربة نقل برية و6 طائرات نقل جوي و12 مروحية مسلحة و4 زوارق بحرية سريعة لنقل العسكريين والمعدات الانتخابية، إضافة إلى توفير سيارات إسعاف ومروحيتين للإخلاء الصحي. وعلى ضوء مستجدات الأوضاع المتدهورة في الجارة ليبيا، قرّرت خليّة الأزمة المكلفة بمتابعة الوضع الأمني بالبلاد بإشراف رئيس الحكومة مهدي جمعة غلق المعبرين الحدوديين الجنوبيين رأس جدير وذهيبة انطلاقاً من يوم أول أمس الخميس إلى غاية يوم الأربعاء 24 ديسمبر 2014 على الساعة الصفر، باستثناء الحالات الاستعجاليّة والإنسانيّة، وذلك حماية للعملية الانتخابية. كما استعرضت الخلية، بحسب ما جاء في بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة، الاستعدادات الماديّة واللوجستيّة لتأمين الدور الثاني من الانتخابات الرئاسيّة إداريّاً وأمنيّاً وعسكريّاً، كما تداولت التهديدات الأمنيّة الرّاهنة والتدابير الكفيلة بالتوقّي منها مؤكدة أنها تهديدات لن تثني الناخب التونسي عن الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع. ودعت خليّة الأزمة إلى احترام القانون وردع كل مخالف يمسّ من سلامة الأمن العام للبلاد ومن العمليّة الانتخابيّة. إما بخصوص حظوظ المرشحين السبسي والمرزوقي ونصيبهما من الأصوات المنتظر حصول كل واحد منهما عليها، فيشار إلى أن الجبهة الشعبية اليسارية حسمت أمس أمرها نهائياً، حيث أعلن الناطق باسمها حمة الهمامي بأن الجبهة قررت ترك حرية الاختيار لأنصارها للتصويت للمترشح الباجي قائد السبسي من عدمه مع عدم التصويت للمترشح المنصف المرزوقي.
