في أمريكا يضحكون علينا (كعرب) ويتندرون من خلال (ستاند آب أمريكان كوميدي)، بأن (صوتنا) مرتفع، وحاد عند النقاش، حتى أن أحدهم قال ضاحكاً لا تستغرب أن يصرخ في وجهك عربي بصوت مرتفع، وأنت لا تفهم أنه يقول (كم أحبك يا رجل)، فيما أنت تعتقد أنه يُهاجمك، أو يسبك ؟ فالأولى أن تقول له (أرجو أن تُحبني بالطريقة الصحيحة) لتنفجر القاعة بالضحك والتصفيق !. (إن العرب - والمقولة لصاحبنا - يتوجب عليهم معرفة الطريقة الصحيحة للتعبير)!. هل هذا الانتقاد في محله أم لا؟ هذه مسألة نسبية، فبرأيي أن عرب الخليج والصحراء الجافة، تخلصوا من هذه الخصلة في أجيالهم الأخيرة - على الأقل - فيما بقي عرب المغرب العربي، مُحتفظين (بوتيرة، ونبرة عالية) عند الحديث والحوار، ولا يمكن التخلص من هذا الأمر بمنح مزيد من (حريات التعبير) للمواطن، فالمسألة لا علاقة لها بالديموقراطية البتة !. في أول زيارة لي (للصين)، اعتقدت أن بيني وبين البائعين هناك (وقفة نفس)، فالبعض كان يتحدث، بطريقة غريبة عبر إخراج بعض الحروف من داخل جوفه - كأنه يتعصّر وهو يخرج الحرف - يغمض عينيه أولاً، ثم ترتجف (شفتاه) لينطق ( نيخا)، ويصرخ بطريقة (العواء) ليقول (نيآآ تي، فن، كو، سن) لتكتشف أنه سيمنحك خصماً جيداً بقوله (أنت ضيف على بلادنا)!. من أكبر الأخطاء التي يتربى عليها أطفالنا هي استخدام النبرة المُرتفعة - لإسكاتهم - بينما الصحيح أن تطلب من الصغير أن يسكت، أو يجلس في مكانه، ب - نبرة منخفضة - حتى لا يتعود على (الزعيق، والصراخ) لتنفيذ الأوامر، وبالتالي يكون الحديث (الهادئ) بالصوت المنخفض - بلا أهمية بالنسبة له - لأن الأمر المهم سيرتبط بالصوت المُرتفع!. يمكنك معرفة النموذج الذي يتحدث عنه (الأمريكان)، عندما يقدم لك أحدهم (الدعوة) لتجمع أصدقاء أو مناسبة عشاء عبر رسالة مكتوبة وتجد من بين عباراتها (أرجو الرد، يجب عدم إهمال هذه الرسالة، أرسل لي في حال وصلتك الرسالة ...) الخ من عبارات الاستفزاز والصراخ المكتوبة!. وأفضل ما يمكن أن تُرسل له بكل بساطة (أرجو قطع العلاقة)!. وعلى دروب الخير نلتقي.
