بناء على توجيه ومتابعة مستمرة من سمو وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، تسعى منظومة الشراكة الوطنية (مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، وزارة التربية والتعليم والمركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي «قياس») لاكتشاف ورعاية وتمكين الموهوبين والمبدعين في ربوع الوطن، لتسهم بذلك في دعم وتعزيز الابتكارات والبحوث العلمية، وتعزيز رصيد الوطن من رأس المال البشري المؤهل والقادر على الإسهام في تكريس حضور المملكة العربية السعودية على خارطة العالم المعرفية، معتمدة في ذلك على الكثير من الأنشطة والفعاليات والمبادرات والمشروعات التي تقربها من تحقيق رسالتها والوصول إلى رؤيتها. فكرة المشروع: نبعت فكرة «المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين» من اهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» - يحفظه الله - بالموهوبين وضرورة اكتشافهم في وقت مبكر ورعايتهم، وتوحيد وتطوير الجهود المبذولة للتعرف عليهم. وعكف خبراء «موهبة» على الفكرة وقتاً طويلاً حتى تبلورت ملامحها في مبادرة وطنية، تشارك في تنفيذها أهم الجهات الوطنية ذات الخبرة الطويلة والكوادر المؤهلة في مجال رعاية الموهبة والإبداع، وبعد اكتمال التصور تحول إلى واقع وكان ثمرته «المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين». ويدعم هذا المشروع الوطني تحول المملكة إلى مجتمع المعرفة، من خلال العمل كحلقة وصل بين الطلبة الواعدين بالموهبة وبين الجهات المهتمة برعايتهم، سواءً كانت هذه الجهات مبادرات «موهبة» المختلفة، أو جهات خارجية. أهداف المشروع: يهدف المشروع إلى التعرف على الطلاب الموهوبين والطالبات الموهوبات بالمملكة في مجالات العلوم والتقنية، ومن ثم بناء قاعدة بيانات شاملة ومفصلة لموهوبي الوطن، وتطوير نظام متكامل ومنهجية شاملة للتعرف على الموهوبين، إلى جانب الإسهام في توعية المجتمع بخصائص الموهوبين وأهمية اكتشافهم، وتحقيق العدالة والإنصاف في اختيار الطالب الموهوب وتوجيهه لبرنامج الرعاية الملائم له، وأخيراً الإسهام في إثراء مصادر البحث العلمي والمكتبة العربية فيما يتعلق بمجال التعرف على الموهوبين. شركاء ومستفيدون: تشترك كل من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، وزارة التربية والتعليم والمركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي «قياس» كمنظومة وطنية، تسهم مع غيرها من مؤسسات الوطن في تعزيز توجه المملكة إلى مجتمع واقتصاد المعرفة، وتحقيق رؤى القيادة في مجتمع سعودي مبدع ومتكامل. وتضم قائمة المستفيدين والمستهدفين من المشروع، طلبة التعليم العام الموهوبين من مواطنين ومقيمين في مدارس المملكة بمختلف أنواعها، في الصفوف الثالث الابتدائي والسادس الابتدائي والثالث المتوسط. كما تشمل قائمة المستفيدين أسر الطلبة الموهوبين، من خلال تزويدهم بمعلومات شاملة عن: خصائص الطالب الموهوب، ومستوى تقدمه، وجوانب تميزه، وقدراته وإمكاناته، مما يساعد الأسر على اكتشاف الموهوبين من أبنائهم ورعايتهم على أسس علمية ومنهجية سليمة. أيضاً يستهدف المشروع المدرسة، من خلال توعية منسوبيها بالموهبة وتفعيل دورهم في التعرف على الطلاب الموهوبين. آلية الترشيح والقبول: تم تطوير نظام تقني متكامل للترشيح يتيح للمدارس وإدارات الموهوبين، ترشيح طلابهم على صفحة المشروع في بوابة موهبة: http://www.mawhiba.org، كما يتضمن خيار الترشيح من قبل ولي الأمر في حال عدم ترشيح الطالب أو الطالبة من قبل المدرسة، والترشيح الذاتي لطلبة الصف الثالث المتوسط. كذلك قامت اللجنة التنفيذية بإعداد دليل تنظيمي للمشروع، يشرح إجراءات الترشيح خطوة بخطوة، وهو ما سهل آليات الترشيح والتسجيل. بعد تطبيق المقياس واستلام نتائج الطلبة، يتم اختيار الطلبة الحاصلين على أعلى 5% من شريحة الطلبة المستهدفين، ومن ثم يتم توزيعهم على البرامج المتاحة، حسب معايير البرنامج ومتطلباته والسعات المتوافرة. مراحل المشروع: يتضمن المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين أربع مراحل، تبدأ بمرحلة الترشيح، مروراً بمرحلة تطبيق المقاييس، ثم مرحلة الاختيار والتوزيع، وأخيراً مرحلة إعلان النتائج. وبالنسبة لعام 1436 ه، بدأ الترشيح في 25 ذو الحجة 1435 ه، وسيستمر حتى 11 ربيع الثاني 1436 ه، تليه مرحلة تطبيق المقاييس، وتتضمن التسجيل في مقياس موهبة، خلال الفترة من 22 صفر 1436 ه وحتى 12 ربيع الثاني 1436 ه، ثم تطبيق مقياس موهبة للقدرات العقلية المتعددة يومي 24 و25 ربيع الثاني 1436 ه، تليه مرحلة التوزيع، ثم إعلان النتائج في منتصف جمادى الأخرة 1436 ه -بمشيئة الله تعالى. توسع جغرافي: بدأ المشروع في العام الدراسي 1431-1432ه، ومر بثلاث مراحل، انتهت باكتمال المشروع وتغطية مناطق ومدن المملكة كافة، حيث غطى في مرحلته الأولى 16 إدارة تعليمية؛ هي: الرياض، والقصيم، وحائل، والمنطقة الشرقية، وتبوك، والأحساء، والجوف، والحدود الشمالية، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، وجدة، والطائف، وعسير، والباحة، ونجران، وجازان. ثم جاءت المرحلة الثانية في العام الدراسي التالي، وشملت 29 إدارة تعليمية، بإضافة إدارات: حفر الباطن، والقريات، والخرج، وعنيزة، والرس، وينبع، والدوادمي، ووادي الدواسر، وصبيا، والليث، وبيشة، والقنفذة، ومحايل. وفي عام 1433- 1434ه، كانت المرحلة الثالثة، حيث غطى المشروع -بحمد الله- جميع إدارات التعليم الخمس والأربعين في المملكة. خدمات داخلية وخارجية: يقدم المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين الكثير من الخدمات التي تلبي طموحات عناصر الموهبة والإبداع كافة، داخل وخارج موهبة. فعلى الصعيد الداخلي لموهبة، يقدم المشروع الكثير من الخدمات لبرامج وفعاليات وأنشطة «موهبة»، مثل برامج موهبة المحلية الصيفية، وبرامج موهبة الدولية، ومنح دراسية في مدارس الشراكة، إضافةً إلى ترشيح المقبولين للمشاركة في الأولمبياد الدولي بفروعه الثلاثة، الرياضيات والكيمياء والفيزياء، وكذلك ترشيح الموهوبين والموهوبات للمشاركة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع»، الذي تنظمه موهبة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. وعلى المستوى الخارجي -خارج موهبة- تتعدد أيضاً الجهات التي تستفيد من المشروع، حيث تقوم موهبة بترشيح المقبولين للمشاركة في برامج الموهوبين التابعة لوزارة التربية والتعليم، وترشيحهم لبرنامج التسريع المنفذ من قبل الوزارة، وأيضاً ترشيح المقبولين في المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين لمنح جامعية، كمنح البكالوريوس المقدمة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومنح لجامعات محلية أخرى مرموقة، إلى جانب ترشيحهم لبرنامج المعهد السعودي للعلوم البحثية SRSI بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST). توعية مجتمعية ولأن التوعية المجتمعية تمثل دوراً مهماً في رعاية الموهوبين وإشاعة مناخ وثقافة الموهبة والإبداع في ربوع الوطن، عمدت «موهبة» إلى الاهتمام بجانب التوعية للتعريف بالمشروع، باعتباره بوابة العبور لمستقبل مبدع ومشرق، وشمل ذلك المزج بين استخدام الإعلام والزيارات الميدانية وإقامة ورش عمل. ففي جانب استخدام وسائل الإعلام، لجأت إدارة المشروع إلى نشر الأخبار والتقارير والأنشطة والفعاليات المتعلقة بالمشروع في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، كما سعت إلى الاستفادة من اتساع أفق فضاء الإعلام الجديد بالنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وإرسال رسائل عن طريق البريد الإلكتروني والجوال، مستفيدة في ذلك من قاعدة بيانات «موهبة» عن موهوبي وموهوبات الوطن، إلى جانب القيام بزيارات ميدانية للمدارس، وتوزيع النشرات على الطلاب والطالبات والمعلمين وأولياء الأمور والمهتمين، لزيادة الوعي بأهمية الموهبة واكتشافها في وقت مبكر ومن ثم رعايتها. أرقام وإحصاءات: قطع المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين خطوات في سبيل تحقيق أهدافه، وهو ما تؤكده الأرقام في الجدول المرفق: وشهد المشروع تطوراً ملحوظاً منذ بدايته، حيث سجل زيادة تجاوزت 64 في المائة في عدد المرشحين و74 في المائة في عدد المختبرين، و111 في المائة في عدد المقبولين، مقارنة بعام 2011م.