المملكة تشارك في "مؤتمر RSA السيبراني الدولي" بالولايات المتحدة الأمريكية    الأمين العام للأمم المتحدة: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطأ استراتيجي    مدرب الهلال: الجانب البدني حسم مواجهة الأهلي    الرياض: القبض على شخصين لترويجهما مادة الحشيش وأقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    إمهال المدن الترفيهية حتى 31 يوليو لتصحيح أوضاعها    «إثراء» يدعم 15 فيلماً سعودياً متأهلاً في الدورة العاشرة لمهرجان أفلام السعودية    أمير تبوك يستقبل مدير الخدمات الصحية بوزارة الدفاع    الآسيوي يوقف لابورت ويحيى وكانتي وحمدالله    اعتبارا من 2 يونيو.. تطبيق عقوبة مخالفة أنظمة وتعليمات الحج    انطلاق أعمال مؤتمر المنظمة الدولية للدفاع المدني 2024 بالرياض    مطار الملك خالد الدولي يدشّن مسارا جويا مباشرا إلى بكين بواقع 3 رحلات أسبوعية    "ملتقى التشجير" يختتم فعالياته بتوقيع 10 مذكرات تفاهم وعقود استثمار في القطاع البيئي    روشن 31.. الهلال "الحسم أمام الحزم" واشتعال صراع البقاء    الريال وبايرن ميونيخ.. صراع التأهل لنهائي الأبطال    انخفاض مبيعات النفط يهبط بأرباح أرامكو 14%    إطلاق خدمة "أجير الحج" للعمل الموسمي    العُلا تنعش سوق السفر العربي بشراكات وإعلانات    أمير الرياض يقلد مدير جوازات المنطقة رتبته الجديدة    انعقاد الطاولة المستديرة الثالثة ضمن الحوار الإستراتيجي الثاني للتنمية والمساعدات الإنسانية بين المملكة وبريطانيا    الرحيل الثقيل لرائد الشعر الحداثي    4.7 ألف طالب ينضمون ل"فصول موهبة"    نائب أمير الشرقية : صعود القادسية سيضيف لرياضة المنطقة المزيد من الإثارة    أمير الشرقية يستقبل ضيوف الاثنينية و يدشن مقر الجمعية التعاونية الاستهلاكية    تطوير المدينة تستعرض مواقع التاريخ الإسلامي في معرض سوق السفر 2024    استثمارات مليارية وفرص وظيفيّة كبيرة بملتقى المستثمرين الباكستاني- السعودي    اهتمام عالمي بصعود القادسية إلى دوري روشن السعودي    أمير تبوك يستقبل المواطنين في اللقآء الأسبوعي    الجبيل الصناعية تستضيف دوري FIRST2024 بمشاركة 260 طالب وطالبة    تعليم الطائف يحقق المركز الأول في دوري الفيرست ليغو 2024    المملكة توزع 6.500 سلة غذائية للمتضررين شرق خان يونس    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المصلى المتنقل خلال مهرجان الحريد    الأرصاد: لاتزال الفرصة مهيأة لهطول الأمطار بعدد من المناطق    مالكوم: حققنا فوزاً ثميناً.. وجمهور الهلال "مُلهم"    "آيفون 15 برو ماكس" يحتل صدارة الأكثر مبيعاً    وزير الدفاع يرعى تخريج طلبة الدفاع الجوي    ولي العهد يعزي رئيس الامارات بوفاة الشيخ طحنون    حظر ممارسة النقل البري الدولي بدون بطاقة التشغيل    «الدون» في صدارة الهدافين    لصان يسرقان مجوهرات امرأة بالتنويم المغناطيسي    استقبل أمين عام مجلس جازان.. أمير تبوك: المرأة السعودية شاركت في دفع عجلة التنمية    مؤتمر لمجمع الملك سلمان في كوريا حول «العربية وآدابها»    عقوبات مالية على منشآت بقطاع المياه    هل تتلاشى فعالية لقاح الحصبة ؟    اختبار يجعل اكتشاف السرطان عملية سريعة وسهلة    وزير الحرس الوطني يستقبل قائد القطاع الأوسط بالوزارة    أبو الغيط يحذّر من «نوايا إسرائيل السيئة» تجاه قطاع غزة    افتتح المؤتمر الدولي للتدريب القضائي.. الصمعاني: ولي العهد يقود التطور التشريعي لترسيخ العدالة والشفافية    اختتام "ميدياثون الحج والعمرة" وتكريم المشروعات الفائزة والجهات الشريكة    اكتشاف الرابط بين النظام الغذائي والسرطان    إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.. وصول التوأم السيامي الفلبيني «أكيزا وعائشة» إلى الرياض    بكتيريا التهابات الفم تنتقل عبر الدم .. إستشاري: أمراض اللثة بوابة للإصابة بالروماتويد    الحرب على غزة.. محدودية الاحتواء واحتمالات الاتساع    أكذوبة «الزمن الجميل» و«جيل الطيبين»..!    السعودية وبريطانيا تبرمان اتفاقية لإنقاذ جوعى الصومال    وحدة الأمن الفكري بالرئاسة العامة لهيئة "الأمر بالمعروف" تنفذ لقاءً علمياً    هيئة الأمر بالمعروف بنجران تفعّل حملة "الدين يسر" التوعوية    في نقد التدين والمتدين: التدين الحقيقي    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الداخلية: ما يعانيه أطفال الشعب السوري الشقيق يستوجب منا مد يد العون والمساعدة
رعى حفل يوم التضامن مع الأطفال السوريين الذي وجه بإقامته الملك
نشر في الجزيرة يوم 27 - 02 - 2014

بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وأصحاب السمو الأمراء، رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملات الإغاثية السعودية، مساء أمس الأول، حفل يوم التضامن مع الأطفال السوريين الذي وجه بإقامته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - استجابة للحالة الإنسانية الصعبة وما يعانيه الأشقاء في سوريا من أوضاع مأساوية قاسية وبخاصة الآلاف من الأطفال الذين فقدوا سبل الحياة الكريمة.
ولدى وصول سمو أمير منطقة الرياض، وسمو وزير الداخلية إلى مقر الحفل بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض، افتتحا معرض اللجان والحملات الإغاثية السعودية، حيث تجول الجميع في المعرض واطلعوا في بداية الجولة على جناح «الوفاء لأهل العطاء» الذي خصص لإبراز جهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - في العمل الإنساني والإغاثي والخيري، والجوائز العالمية التي منحت له - رحمه الله - منها جائزة المانح المتميز المقدمة من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ( الأونروا ).
كما شاهد الجميع في المعرض أجنحة لجان الحملات الإغاثية السعودية في عدد من دول العالم التي أبرزت أعمال وبرامج ومشروعات اللجان في تلك الدول، شملت المشروعات الإسكانية والمشروعات التنموية والبرامج والمشروعات التعليمية ومشروعات إعمار بيوت الله والبرامج والمشروعات الصحية، والبرامج الإغاثية، إضافة إلى البرامج والمشروعات الاجتماعية، والمبالغ الإجمالية التي صرفت على تلك البرامج.
وشاهد الجميع كذلك مجسمات لمشروعات البرامج الإيوائية والإسكانية التي قدمتها اللجان الإغاثية السعودية في عدد من دول العالم.
عقب ذلك بدأ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آي من القرآن الكريم.
ثم شاهد الجميع فيلمًا عن يوم التضامن مع الأطفال السوريين.
فألقيت كلمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «اليونسيف» ألقاها المدير الإقليمي للمنظمة الدكتور إبراهيم الزيق قدم خلالها لمحة عامة عن الشراكة طويلة الأمد مع اللجان الإغاثية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله -.
وقال الدكتور الزيق : إن اليونسيف تتطلع الآن إلى إنشاء صندوق ائتمان باسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بمسمى صندوق الأمير نايف العالمي للأطفال، نظير جهود سموه رحمه الله - في العمل الإنساني والإغاثي المشهود له في شتى بقاع العالم.
وأثنى على دعم المملكة العربية السعودية المتواصل، وتعهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بصفة شخصية في دعم برامج تسهم بشكل ملحوظ في إنقاذ حياة العديد من أطفال العالم، تأسياً بخطى والده الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -
بعد ذلك قدم الدكتور إبراهيم الزيق باسم أطفال العالم درعًا لسمو وزير الداخلية عرفانًا لدعمه ومؤازرته.
بعدها ألقيت كلمة وزارة الشؤون الاجتماعية، ألقاها معالي وزير الصحة، وزير الشؤون الاجتماعية بالنيابة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أوضح فيها أن وزارة الشؤون الاجتماعية تدرك تماماً حجم الجهود المبذولة من المملكة قيادة وشعباً لإغاثة الأشقاء السوريين، وتشعر بفخر واعتزاز تجاه هذا الموقف النبيل الذي يتناسب مع الدور الريادي للمملكة وتصدرها للعمل الإنساني على مستوى دول العالم.
وقال : إن من تمام فضل الله علينا أن جعلنا أبناء وطن كريم استمد بنيانه من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وأنعم علينا بقادة اتخذوا كتاب الله شرعا ومنهجا وتحملوا أعباء الأمة وهمومها مقتنعين بأن من واجبات المملكة أن تتفاعل بكل إمكاناتها وطاقاتها مع اغلب القضايا التي تهم الأمة وتوظف مركزها وقوتها الدوليين لصالح الشعوب العربية والإسلامية.
ونوه بتبني القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا لتقديم العون والمساندة لهم وخصوصا في فئة الأطفال باعتبارهم أكثر المتضررين من ويلات الدمار والأخطار، ليؤكد أن هموم الأمة هاجس من هواجس قادة هذه البلاد - حفظهم الله - وأن التضامن مع الإنسان العربي والإسلامي هو مسألة أصيلة لديهم ولا يمكن المساومة عليها كما يعكس حرص المملكة على تنفيذ قرارات جامعة الدول العربية بالتضامن مع أطفال سوريا وتأكيدها للتواصل على رفع معاناتهم والتخفيف من ألامهم.
واختتم كلمته بالشكر لأصحاب السمو الأمراء والمعالي والفضيلة على دعم هذه الحملة سائلا الله العلي القدير أن يوفق القائمين على هذه الحملة إلى ما فيه الخير والسداد وأن يرفع عن إخواننا السوريين البلاء.
إثر ذلك ألقى معالي مستشار سمو وزير الداخلية رئيس اللجان والحملات الإغاثية السعودية الدكتور ساعد العرابي الحارثي، كلمة أكد فيها أن البعدان العقدي والإنساني يحكمان أفعال المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا، ليس فقط في الداخل، ولكن في الخارج, مؤكدًا أن ما حل بالأمة، كارثة طبيعية كانت، أو بفعل البشر، إلا وكانت المملكة العربية السعودية حاضرة تغيث المحتاج، وتساعد المنكوب أينما كان, انطلاقا من عقيدتها الإسلامية، وقيمها الإنسانية، وأخلاقها السامية، وهي بذلك لا تبتغي إلا رضا الله، ونصرة المنكوب، وإقالة عثرة المحتاج.
وقال الدكتور الحارثي: « من هذا المنطلق الإنساني الذي يستهدي بالقيم والمبادئ الإسلامية كانت دعوة قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين, وسمو ولي عهده الأمين, وسمو النائب الثاني حفظهم الله الى الشعب السعودي للوقوف إلى جانب الأشقاء في سوريا, فأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بإقامة الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا.
وأشار أنه امتدادا لعطاءات هذه الحملة المباركة، نتشرف الليلة بوجودكم في هذا الملتقى الإنساني.. لوحة تتوحد فيها المشاعر من مملكة الخير، وشعب العطاء للوقوف مع أمتنا في يوم التضامن مع الأطفال السوريين.
وقال الدكتور الحارثي:» لقد بادر الشعب النبيل بالتجاوب مع الحملة منذ انطلاقها فكانت الاستجابة بعطاءات كريمة، تدفقت عبر جسور جوية وبرية وأخرى بحرية بإشراف ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا، راعي حفلنا هذا، حيث وجه أن تكون تلك المساعدات عاجلة وسريعة لتخفيف المعاناة وتضميد الجراح ورعاية النازح ومواكبة الاحتياج كمًا ونوعًا والعمل على مباشرة التوزيع من خلال مكاتب الحملة وتكثيف الشراكات في دول الجوار لمواساة الأشقاء السوريين.
وقال معالي مستشار وزير الداخلية رئيس اللجان والحملات الإغاثية السعودية : لقد تعددت وتنوعت أشكال الدعم الإنساني والجهد الإغاثي ليستجيب لواقع الأسرة السورية وليلامس احتياجاتها اليومية بالتعاون مع المؤسسات الإنسانية الدولية والإقليمية الفاعلة في الأعمال الإغاثية للأشقاء السوريين خارج وداخل سوريا من خلال البرامج الإغاثية والمشروعات الإنسانية في الغذاء والإيواء والصحة والكساء والتعليم بكلفة تجاوزت 565 مليون ريال، ولازالت الحملة تواصل جهودها بفضل الله ثم بالتوجيهات السديدة وبدعم وعطاء الشعب الكريم.
وأشار إلى أن هذا اليوم يأتي تواصلا للوقفة الإنسانية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين مع الأشقاء السوريين للتخفيف من أثر هذه الكارثة الإنسانية حيث هناك مئات الآلاف من الأطفال السوريين يعيشون في أوضاع مأساوية فقدوا فيها ذويهم وأصبحوا في وضع مأساوي خطير يحتاجون فيه إلى الرعاية الغذائية والطبية والاجتماعية والتعليمة.
وأوضح أن الحملة الوطنية تواصل جهودها لترسخ أنموذجا رائدا لتفاعل المملكة العميق مع احتياجات الشعب السوري الشقيق ورفع الدكتور الحارثي الشكر للقيادة الرشيدة وما هيأته للناس من أبواب الخير للعطاء وأتاحت لهم قنوات التضامن والإخاء موصلا الشكر لسمو وزير الداخلية، ولكل من أسهم وأنفق في هذه الحملة.
إثر ذلك ألقى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض، وبسمو وزير الداخلية، والحضور، مشيرًا إلى أنه في هذه الليلة المباركة يلتقي الجميع في يوم التضامن مع الأطفال السوريين والتعاون مع هذا الشعب المكلوم المظلوم الذي تسلط الأعداء عليه فهدموا بناءه وقضوا على كل أخضر ويابس ففعلوا من الجرائم ما فعلوا سائلا الله السلامة والعافية.
وأشار سماحته إلى أن المؤمنين من أخلاقهم التعاون فيما بينهم وسد بعضهم حاجة بعض يقول جل وعلا : « وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ «، وهذه الآية تطلب منا نصر أخواننا وحب الخير لهم والمساهمة معهم في كل ما يسهل مهمتهم ويقضي حاجاتهم.
وقال : إن الله جعل الإيمان رابطة بين أهل الإيمان قال تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» وقال جل وعلا: «وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا «.مشيرا إلى أن هذه الإخوة الصادقة تطلب منا البذل والعطاء والمساهمة في كل خير مستشهدا بقوله تعالى : « مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ «، وقول تعالى : « الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ».
وأشار سماحته إلى أن الإنفاق في هذا السبيل مخلوف إن شاء الله وإعطاء شيء من الزكاة لهؤلاء أمر مطلوب لأنه شعب منكوب شرد عن بلده، ويجب على المسلمين أن يقفوا صفا واحدا في سبيل دعم إخوانهم وهذا أمر مطلوب شرعا، مؤكدا أن المسلم في بذله لا يرجوا رضا الخلق، بل يرجوها من عند الله قال تعالى : « إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا « فالمؤمن يبذل ما يبذل لا يريد عرض الدنيا بل يريدها عند الله منزلة رفيعة يوم القيامة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُسْلِمٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ «.
وقال سماحة المفتي : ليس هذا الموقف بغريب على المملكة العربية السعودية، فالدولة تقدم المساعدات لكل مسلم وتعينه وتضمد الجراح وتنصر المسلم وتبذل المعروف له، وقال : « إن هذه البلاد التي أنعم الله بها بنعم ليس لأحد عليها منّة رأت بفضل الله عليها أن تجود بخير لا تمّن به على أحد بل تريد به وجه الله والدار الآخرة، قال تعالى :» ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَة أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ «.
وسأل الله تعالى أن يجزي القائمين على نصرة الشعب السوري خيرا، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وسمو وزير الداخلية، وكل من أسهم في دعمهم بجهود مباركة لإغاثة الشعب السوري، ونصرة قضيتهم، والسعي لتخفيف معاناتهم وحلّ مشاكلهم.
بعدها ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملات الإغاثية السعودية كلمة رحب فيها بالحضور.
وقال : إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن أكون معكم في هذه المناسبة المباركة، مناسبة التضامن السعودي مع أطفال الشعب السوري الشقيق، وهي المناسبة التي وجه بإقامتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أعزه الله ورعاه - في إطار دعمه السخي ورعايته الكريمة ونصرته الأخوية لأبناء الشعب السوري، هؤلاء الأخوة الذين حل بهم أسوأ كارثة في التاريخ المعاصر، ويأتي هذا الملتقى وفق ما دأبت عليه المملكة العربية السعودية من مواقف إنسانية مشرفة يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وتوجبها الأخوة الإنسانية، وتستدعيها ظروف واحتياجات من يحتاجون إلى العون والمساعدة من أبناء المجتمع الإنساني دون مفاضلة أو تميز.
وأردف سموه قائلا : إن ما يعانيه أطفال الشعب السوري الشقيق من أوضاع صعبة في ظل ظروف في غاية القسوة وحصار شديد وآلة حرب ظالمة يستوجب منا مد يد العون والمساعدة لهم والمساهمة في إنقاذ حياتهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية، وسوف تواصل الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا جهودها بإذن الله برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وبدعم ومؤازرة الشعب السعودي الكريم «.
وحمد سموه الله على ما تحقق لهذه الحملة من إنجازات، متطلعا إلى الأكثر، والأفضل إن شاء الله حتى يعود للشعب السوري أمنه واستقراره وتتحقق بحول الله وقدرته تطلعاته وآماله.
وفي ختام كلمة سمو وزير الداخلية قال : أشكر لكم حضوركم وتضامنكم مع أطفال الشعب السوري الشقيق كما هو معهود فيكم ومنكم، سائلا الله العلي القدير أن يجزل لكم الأجر والمثوبة إنه ولي ذلك والقادر عليه «.
وخلال الحفل ألقيت رسالة من السفير الفرنسي لدى المملكة برتران بزانسنو، إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على اللجان الإغاثية السعودية فيما يلي نصها :
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، أرجوكم تجدون بطيه مساهمة شخصية متواضعة لدعم حملتكم لنصرة أطفال سوريا ضحايا الحرب، إنني أهنئكم بنشاطكم النبيل، وأريد أن أنضم إلى قفزة وحب الشعب السعودي تجاه الذين يتألمون بالغ الألم جراء بربرية نظام دمشق، إنني على يقين أن حملتكم ستكلل بالنجاح الذي تستحقه، أرجوكم ياصاحب السمو قبول التعبير عن وافر تقديري واحترامي وعن تعاطفي العميق.
ثم فتح باب التبرعات، حيث قدمت تبرعات نقدية، وعينية من عدد من الجهات الحكومية والشركات، والمؤسسات، ورجال الأعمال، والمحسنين.
حضر الحفل عددٌ من أصحاب السمو، والمعالي، ورجال الأعمال، والإعلام، وعددٌ من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى المملكة.
وتهدف إقامة هذا اليوم الإنساني لتقديم العون والمساندة الوطنية لتغطية حاجة الآلاف من الأطفال السوريين الذي يعيشون في ظروف مأساوية صعبة لسد احتياجاتهم والإسهام مع المجتمع الدولي الإنساني في الحد من تدهور الحالة المعيشية للأطفال السوريين النازحين داخل سوريا واللاجئين في دول الجوار.
يُشار إلى أن الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا فتحت المجال لتقديم التبرعات العينية والنقدية عبر حسابها لدى البنك الأهلي التجاري رقم (SA 231 00000 201 88888 000100) وعبر مستودعاتها في كل من الرياض، وجدة، والدمام، والقصيم، والحدود الشمالية، كما أتاحت الحملة خدمة التبرع عبر الرسائل النصية على الرقم الموحد لشركات الاتصالات (5565 ) كما تعد الحملة الوطنية السعودية لنصرة الاشقاء في سوريا من أوائل الحملات الإغاثية التي بادرت منذ بداية الأزمة بمد يد العون والمساعدة للأشقاء السوريين اللاجئين في كل من الأردن ولبنان وتركيا، حيث افتتحت مكاتب إقليمية في هذه الدول لإيصال المساعدات التي قدمها الشعب السعودي لتخفيف معاناة إخوانهم وأشقائهم السوريين، حيث سارعت الحملة بتقديم الخدمات الغذائية والإيوائية والصحية والإغاثية للنازحين السوريين داخل سوريا واللاجئين السوريين في دول الجوار.
وسيرت الجسور الإغاثية البرية والجوية لمباشرة توزيعها بشكل مباشر وبلغ عدد البرامج الإغاثية التي نفذتها الحملة أكثر من (86) برنامجاً إغاثياً ومشروعاً إنسانياً في مواقع تجمعات اللاجئين السوريين في كل من الأردن ولبنان وتركيا بتكلفة إجمالية تجاوزت أكثر من (565) خمس مئة وخمسة وستين مليون ريال، أسهمت ولله الحمد في تخفيف جزء من معاناة الأشقاء السوريين في ظل هذه المحنة الإنسانية العصيبة التي تمر بهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.