بعد إدارتي أشهر موقع الكتروني بالوطن العربي يعنى بالفنون البصرية وخصوصا التشكيلية منها وجدت تفاعلا ونشاطات متعددة من مؤسسات المجتمع المدني بشتى أقطار الوطن العربي فكان منها المؤسسات الوليدة التي تبحث عن ذاتها في بداية مشوارها وأخرى ذات الأنشطة العادية أو ذات الطابع الممل (مشي حالك) - إن جاز التعبير-أو من كان منها ذلك النشط الفاعل بتنوع نشاطاته سواء كان فكريا أو فنيا... ... وهنا أود أن أتوقف عند تجربة رابطة التشكيليين الأردنيين فهيا دون منازع تعمل بمفهوم الجودة العالية بالرغم من إمكانياتها المتواضعة إلا أنها تفوقت على نظرائها في باقي الدول العربية وهذا التفوق يأتي على أسس بنيت عليه الرابطة في تحقيق أهدافها فليست مثل ذلكم الذين يتملقون ويتبجحون بأهداف من باب الهرطقة الإعلامية وحسب بل إنها أي الرابطة وجدت من اجل الأرض والإنسان ولو أخذنا بعضاً من الأهداف الأساسية التي سعت الرابطة بكل جوارحها على تحقيقها منها مجازا العمل على تنمية مقومات الحركة الفنية التشكيلية وتطويرها في الأردن حتى تأخذ دورها الفاعل بين الحركات الفنية التشكيلية العربية والعالمية و العمل على تنمية الوعي الفني، والجمالي لدى المواطنين عن طريق نشر الثقافة الفنية، وتشجيع النقد الفني والدراسات والأبحاث، ورعاية الموهبة الناشئة ومتابعتها. و إقامة وتعزيز الصلات الفنية الوطيدة مع التجمعات الفنية العربية والعالمية المماثلة بما يخدم حركة الفن التشكيلي العربي وتطورها ضمن الأهداف المشتركة وحسب إحصائية العام 2012 أقامت الرابطة 39 نشاطاً ما بين معارض تشكيلية وورشات وملتقيات ومهرجانات ومشاركات خارجية، فضلاً عن الدورات الموجهة للأطفال ولمعلمي وزارة التربية والتعليم، وندوات فكرية وعلمية وفنية بالإضافة إلى مشاركة أعضاء الرابطة في الندوات وتحكيم المعارض والبيناليات. ناهيك على أنها تمتلك إدارة فاعلة بقدرتها الإدارية وتتميز بقراءة المشهد التشكيلي بعمق فلسفي وتتابع التطور الحاصل في هذا الحراك على المستوى العالمي والعربي والمحلي الأردني فهي نموذج للإدارة الناجحة. الشاهد هنا لا تنجح أي إدارة للتجمعات المدنية ذات الاختصاص إلا بأناس يؤمنون بفكرتها حد النخاع وتكون عكس ذلك بإدارة أناس لا يمتون لهذا الفكر أو ذاك الفن بصلة فالنوادي الأدبية وجمعية الثقافة ابلغ صورة للتدهور المشهد الأدبي والثقافي والفني بالسعودية. [email protected] twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي
