أكدت مصادر عسكرية مصرية مقتل 24 مجنداً مصرياً، وإصابة 3 آخرين حالتهم خطيرة، في هجوم لمسلحين مجهولين بشمال سيناء، نصبوا كميناً لحافلتي نقل جنود، وأطلقوا عليهما قذائف صاروخية. وقالت المصادر إن الهجوم وقع صباح أمس الاثنين، عندما كانت السيارتان في طريقهما لقرية بالقرب من مدينة رفح الحدودية بشمال سيناء. وأضافت بأن المجندين في قطاع الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية كانوا قادمين من رفح في طريقهم للعريش، وأن المسلحين كانوا في انتظارهم على الطريق الدولي العريش - رفح، وأمطروهم بقذائف الآر بي جي، في مذبحة مروعة، لم يتعرض لها جنود مصريون في سيناء من قبل. وأشارت المصادر العسكرية إلى أن قوات كبيرة من الجيش والشرطة انتشرت في المنطقة عقب الحادث، وتم نقل الجثث إلى مستشفى العريش العام، وجارٍ التعرف عليها، في الوقت الذي أغلقت فيه قوات الشرطة والجيش مداخل ومخارج سيناء، وبخاصة في منطقتي رفح والشيخ زويد، وسط تحليق لطائرات الآباتشي في سماء المنطقة للوصول إلى مرتكبي الحادث الإرهابي. من جانبها قالت مصادر أمنية إن المسلحين الذين قتلوا ال(24) جندياً مصرياً قاموا بإيقاف المركبتين اللتين كانتا يستقلونهما، وأنزلوهم منهما، وقاموا بإيقافهم صفًا واحدًا، وأطلقوا عليهم الرصاص والأعيرة الثقيلة. من جهته قال اللواء محمد علي بلال، نائب رئيس أركان الجيش المصري السابق، إن منفذي العملية الإرهابية بمنطقة «أبو طويلة» بشمال سيناء أمس هم عناصر إرهابية وجهادية مدربة جيداً على الأعمال الإرهابية ومسلحون تسليحاً ممتازاً. وأضاف بلال بأنه على الشرطة والقوات المسلحة في سيناء أن توجد بشكل أكبر، وأن تعيد النظر في تكتيكات المواجهة بأكثر دقة وحرفية؛ حتى لا تعطي هذه الجماعات فرصة الاستمرار في الأعمال الإرهابية. واستبعد بلال أن تكون العملية لها علاقة بما حدث من مقتل 38 من الإخوان المسلمين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أثناء ترحيلهم إلى سجن أبو زعبل، قائلاً: «الإرهابيون يقومون بمثل هذه العمليات في أوقات كثيرة ومختلفة، وبناء على توقيتات مختلفة وخطط جيدة، وتستهدف عناصر يتم اصطيادها بسهولة دون أن تتأثر هي». وكان مسلحون مجهولون قد أطلقوا الرصاص أمس على حافلتين بمنطقة أبو طويلة بشمال سيناء على الطريق الدولي «العريش - رفح»، يستقلهما جنود أمن مركزي، كانوا في طريقهم لأداء إجازاتهم؛ ما تسبب في مصرع 24 جندياً وإصابة 3 في حالة خطرة. وكان 38 متهماً من عناصر الإخوان المسلمين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي قد لقوا مصرعهم إثر إصابتهم بحالة اختناق نتيجة استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، وذلك أثناء محاولة هذه العناصر الهروب الجماعي من المحبوسين احتياطيًا والمرحلين من مديرية أمن القاهرة إلى منطقة سجون أبو زعبل. وكان عدد من المحبوسين احتياطياً من عناصر تنظيم الإخوان قد حاولوا الهرب أثناء تسليمهم لمنطقة سجون أبو زعبل، البالغ عددهم 612 محبوساً، واحتجازهم أحد ضباط قوة التأمين، وتمكنت القوات من تحرير الضابط على قيد الحياة عقب إصابته بإصابات بالغة، وتم نقله إلى المستشفى لعلاجه. وأوضح مصدر أمني أنه قد نتج من استخدام القوات للغاز للسيطرة على الموقف حدوث حالات اختناق لعدد من المحبوسين؛ ما أسفر عن مصرع 38 منهم. وقررت السلطات المصرية إغلاق ميناء رفح البري أمس الاثنين أمام حركة العبور من الجانبين، وذلك بعد مقتل 24 جندياً مصرياً من جنود الأمن المركزي بمنطقة رفح الحدودية. وأكدت مصادر أمنية مصرية أنه تم إخطار الأجهزة العاملة في الميناء بالإغلاق بدءاً من أمس، ولحين ورود أوامر أخرى، مضيفة بأنه تم أيضاً إغلاق الطريق الدولى «العريش- رفح» المؤدي إلى ميناء رفح البري عقب الهجوم الإرهابي على جنود الأمن المركزي. من ناحية أخرى قررت الجهات الأمنية كافة بشمال سيناء وقف الإجازات كافة للجنود في شمال سيناء، في إطار العمل على حمايتهم من استهداف الإرهابيين للجنود وهم في طريقهم لقضاء الإجازة أو عائدون منها.
