انتهت حلقات المسلسل الرمضاني (ساهر الليل وطن النهار) الذي عرض على بعض القنوات الكويتية والخليجية بمشاركة نخبة من نجوم الكويت والخليج والوطن العربي عن قصة تحرير الكويت. لقد نال هذا المسلسل مشاهدة عالية ولكنه افتقد إلى بعض الحقائق التي لم ولن يتناساها الشعب الكويتي الشقيق، هذه الحقائق التي غابت عن مؤلف المسلسل إن (كان قاصدًا أو جاهلاً للحقيقة) فليس له أو للقنوات التي عرضت المسلسل ومن ضمنها قناة (تحمل الهوية السعوديَّة) أي عذر أو أي منطق أو أي سبب بحذف الدور الكبير الذي شاركت به حكومة وجيش وشعب المملكة العربيَّة السعوديَّة في قصة التحرير؟. والحديث عن غزو الكويت يأخذنا إلى ذلك اليوم الأسود في الثانية صباحًا بالتوقيت المحلي الثاني من أغسطس عام 1990م، حين تدفقت القوات العراقيَّة الغاشمة عبر الحدود إلى الكويت وسيطرت على الكويت العاصمة. بعدها في 4 أغسطس أعلنت عن تأسيس (جمهورية الكويت) سيَّرت شئونها حكومة كويتية مؤقتة برئاسة العقيد في الجيش الكويتي (علاء حسين) واستمرَّت الحكومة حتَّى 8 أغسطس، حيث أعلن حاكم العراق صدام حسين ضم الكويت للعراق، واعتبارها المحافظة التاسعة عشرة للعراق وعيّن (عزيز صالح النومان) محافظًا للكويت. إلا أن القرار لم تعترف به الأممالمتحدة وطالبت العراق بالانسحاب من الكويت. استمر الاحتلال العراقي للكويت سبعة أشهر، وخلاله كان للكويتيين الأبطال دورٌ كبيرٌ في مقاومة الجيش العراقي، ففي 24 فبراير سنة 1991م قام الجيش العراقي الحاقد بمهاجمة بيت كان يضم (19) من المقاومة الكويتية، الذي عرف لاحقًا باسم (بيت القرين) وقتل أثناء الهجوم العراقي البغيض (12) فردًا من المقاومين بينما دمر البيت بشكل جزئي، وحاليًّا تفتخر الكويت، حيث حوَّلت هذا البيت إلى (متحف لعرض أحداث الغزو والتحرير). ثمَّ قامت حرب الخليج الثانية بعد هذه الحادثة، بين العراق وتحالف دولي ضم (32) دولة بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية أسفرت عن انتصار قوات التحالف وتحرير دولة الكويت في يوم 26 فبراير عام 1991م. نعم.. انتهى مسلسل (ساهر الليل وطن النهار) بعد أن استمر عرضه تقريبًا (30) ليلة، ولكن إنكار الحقائق لم تنته، والتاريخ لن يسامح من يشوَّهوا حقائقه، فقصة تحرير الكويت واضحة كوضوح الشمس، ودور المملكة العربيَّة السعوديَّة- حكومة وجيشًا وشعبًا لا ينكره إلا النذل والحقير. ونحن قد أطلعنا على الكثير من الدراسات والبحوث وحتى الكتب التي قام بتأليفها كتاب وأدباء وسياسيون كويتيون لم ينسوا أو تناسوأ أن المملكة ودول الخليج قاطبة كان لهم الدور الكبير بعد الله في التحرير. مُجرَّد نذكر.. أن الذكرى تنفع المؤمنين.. ونذكر للحقيقة وللتاريخ أن شعبنا الشقيق في الكويت الحبيب لن ينسى أو يتناسى جهود المغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز-طيَّب الله ثراه- وكذلك الجيش السعودي وشعب المملكة العربيَّة السعوديَّة في التحرير. أنا متأكَّد أن الكويتيين الأشقاء الذين فقدوا شهداءهم في سبيل التحرير يتذكرون الآن أرواح شهداء الجيش السعودي، ويتذكرون بكلِّ راحة استضافة المملكة قاطبة (حكومة وشعبًا) النازحين من الأشقاء أبناء الوطن الواحد. أنا لا أذكر بما قدمته المملكة من أجل التذكير فقط، ولكنها حقيقة التاريخ الذي لن يسامحنا إذا غيبنا الحقائق وطمسنا الوقائع. و»ساهر الليل وطن النهار» كانت محاولة إبراز كفاح ونضال الشعب الكويتي الأبي الذي آمن بالقول: إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر وأنجلي الليل وانكسر القيد وتحررت الكويت الشقيق، وبتحررها عادت الكويت لتسهم مع أشقائها الدول الخليجية والعربية والإسلامية وحتى العالمية في استتباب الأمن والأمان والسلام العالمي.. عشت ياكويت بإدانة الخليج وجوهرة العرب وأغنيَّة العالم.. ياكويت الحلوة ياكويت.. أنا مثلك والله ما رأيت! [email protected] الرياض