ما إن يبدأ العد التنازلي لانطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب.. حتى تبدأ أسئلة الزوار والناشرين حول جملة من المحاور تتصل بالأسعار والمساحة المخصصة لدور النشر وآليات المشاركة وضوابطها.. وكذلك بعض الممارسات التي يشهدها المعرض من فئات محددة حول الكتب المعروضة.. إلى جانب أنشطة الطفل وغيرها من الفعاليات المصاحبة للمعرض.. الجزيرة حملت بعضاً من تلك التساؤلات واستفهمت مدير معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور صالح معيض الغامدي.. فكان هذا الحوار: * كم عدد دور النشر المشاركة في المعرض لهذا العام؟ - الدور التي طلبت المشاركة هذا العام 1030 دارا تقريبا، لكن عدد الدور التي سيتاح لها المشاركة حوالي 600 دار ما بين ناشر ووكيل. وعدد العناوين يزيد عن 200 ألف عنوان. * سحبت بعض الكتب في معارض الأعوام السابقة، هل سيعاد نفس السيناريو هذا العام؟ * وأين الرقابة على الكتب قبل وصولها المملكة؟ - لا يسحب أي كتاب إلا إذا كان مخالفا لثوابتنا الإسلامية والوطنية أو أدخل بطريقة غير نظامية، وما سحب حقيقة عدد قليل جدا، وكل الكتب المشاركة يتم اعتمادها من الجهات المسئولة في الوزارة. * تشتكي دور النشر من تجاوزات بعض المتشددين (المحتسبين) حول بعض الكتب التي لا تتفق مع توجهاتهم المحافظة.. السؤال: ما دور إدارة المعرض في هذه الجوانب؟ - هناك آلية محددة وواضحة للاعتراض على أي كتاب في المعرض، وهناك جهة رسمية في الوزارة مسئولة عن تلقي هذا الاعتراضات والشكاوى والنظر فيها والتعامل معها، ويستطيع زوار المعرض - بغض النظر عن تصنيفاتهم - إبداء ملحوظاتهم لهذه اللجنة وستتولى النظر فيها وإجراء اللازم. * يشتكي زوار المعرض من ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بأسعارها في معارض الكتب الأخرى.. ما هي آلية الوزارة في ضبط حركة البيع في المعرض؟ - أسعار الكتب واضحة ومعلنة للجمهور وعلى رواد المعرض التأكد من قائمة الأسعار المعلنة عند الشراء، وتحرص إدارة المعرض على أن تلتزم دور النشر بالأسعار المعلنة، وهناك لجنة تتولى مراقبة ذلك . * يتساءل الجمهور عن إمكانية تمديد فترات الزيارة إلى الثانية عشرة ليلاً نظراً لكون المعرض حدث مهم والكثير يحرصون على الاستفادة منه؟ - نعتقد أن الوقت المعتمد الحالي من 10 صباحا إلى 10 مساء وقت كاف، ولم يسبق أن تلقت إدارة المعرض مثل هذا الطلب، وإدارة المعرض على كل حال ستنظر في كل المقترحات التي تتلقاها حول المعرض وجوانبه التنظيمية وتدرسها بكل عناية واهتمام. * دأب المعرض منذ تولي وزارة الثقافة والإعلام مهام الإشراف عليه على استضافة بعض الدول كضيف شرف. السؤال/ ما هي معايير اختيار هذا الضيف؟ - اتخاذ ضيف شرف من التقاليد المرعية في معارض الكتب العربية والدولية، ويحرص معرض الرياض الدولي للكتاب على استضافة دولة كل عام، ويراعى في اختيار ضيف الشرف عدة أمور، لعل من أهمها : 1- الروابط التاريخية والثقافية التي تربط بين المملكة العربية السعودية والدولة المستضافة. 2- تنوع التجارب الثقافية والحضارية للبلدان، ففي كل عام يتعرف رواد المعرض على ثقافة مختلفة من خلال ما يعرض في الجناح الخاص بالدولة المستضافة أو من خلال الفعاليات الثقافية التي تشارك بها هذه الدولة في البرنامج الثقافي العام للمعرض. 3- رغبة الدول ذاتها في المشاركة في المعرض، فنظرا للشهرة الواسعة والسمعة الجيدة التي حققها معرض الرياض الدولي للكتاب تسعى كثير من الدول إلى أن تكون ضيف شرف في هذا المعرض. وضيف شرف المعرض هذا العام دولة السويد. * يقال بأن معرض الرياض الدولي للكتاب يأتي في درجات لاحقة تفصله عن أن يكون في الصدارة العربية.. أين موقع المعرض عربياً من حيث المحتوى والتنظيم والحركة البيعية؟ - مع احترامي لما يقال بهذا الشأن، فهذا غير صحيح، فمعرض الرياض الدولي قد حقق شهرة واسعة وإقبالا كبيرا، كما قد حقق تطورا لافتا مما جعله قبلة عدد كبير من دور النشر العربية والأجنبية، وكذلك من الزوار، فقد احتل في بعض الدراسات التي أجريت بهذا الخصوص المركز الثاني بعد معرض القاهرة بشكل عام، أما في الجوانب التسويقية فاعتقد أنه يأتي في الصدارة. * يرى البعض أن وجود مكتب للهيئة في المعرض يعد أحد أشكال الوصاية.. ما هي طبية مشاركة مكتب الهيئة في المعرض؟ وهل تباشر الهيئة سحب الكتب أو تنظيم مسائل تتعلق بالمعرض دون العودة لإدارة المعرض كونها المعنية بالإشراف العام من خلال وزارة الثقافة والإعلام؟ - مشاركة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست وصاية، بل هي مشاركة إيجابية وفاعلة ضمن مشاركات الجهات الرسمية الأخرى، واله يئة تقوم بدور بناء في إنجاح المعرض كل عام، وتعمل الهيئة والجهات الحكومية الأخرى وإدارة المعرض كفريق واحد مهمته الرئيسة خدمة رواد المعرض ونشر الثقافة والفكر في بلادنا في هذه التظاهرة الثقافية الوطنية المهمة التي تقام كل عام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله. وهناك تنسيق كامل ودائم ومستمر بين الهيئة وإدارة المعرض في كافة الشؤون. * ينتقد البعض عدم اهتمام إدارة المعرض بجانب الطفل والمرأة ضمن أنشطة وبرامج المعرض .. ما تعليقكم ؟ - الطفل محل اهتمام القائمين على المعرض، ويحرص دائما على أن يحظى باهتمام بالغ في فعاليات المعرض الثقافية العامة أو المخصصة للطفل ذاته، وإدارة المعرض تسعى جاهدة إلى الارتقاء ببرامج الطفل في المعرض عاما بعد عام، وقد أعد برنامج حافل للطفل هذا العام تشرف عليه إحدى الزميلات المتخصصات وسيكون إضافة مميزة هذا العام إن شاء الله، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالدور التي تنشر للطفل وإفساح المجال لها بالمشاركة بأعداد وفيرة. أما المرآة فهي مشارك فاعل في لجان المعرض المختلفة، وفي برنامجه الثقافي إعدادا وتنفيذا ومشاركة، وفي فعالياته الأخرى المتنوعة . * لماذا لا تتضمن فعاليات المعرض الثقافية عروضاً مسرحية.. وأخرى موسيقية وفنية.. وذلك بوصف هذه الأجناس فعلاً ثقافياً أصيلاً؟ - المعرض يتطور عاما بعد عام، وسينظر دائما في إمكانية إضافة أنشطة ثقافية جديدة ومبتكرة تتناسب مع طبيعة هذا المعرض وكونه معرضا للكتاب وليس مهرجانا فنيا. *وعدت الوزارة منذ بدء إشرافها على المعرض بتسهيل إجراءات المشاركة لدور النشر في المعرض ومع هذا تشتكي دور النشر من صعوبة الإجراءات.. ماذا أنجزتم حول هذه الوعود؟ - إجراءات مشاركة الدور في المعرض أصبحت الآن إجراءات سهلة وميسرة جدا، فالدور من خلال موقع المعرض الالكتروني تستطيع تسجيل طلب المشاركة وإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بذلك الكترونيا. * تشتكي بعض دور النشر من مضايقات تتعلق بعدم إتاحة فرصة المشاركة في المعرض.. إلى جانب ضيق المساحة المخصصة لها - مما يؤثر في عملية استيعاب جميع إصدارات الدار.. ) السؤال: ما معايير قبول المشاركة في المعرض.. وهل هناك تحفظ على قبول بعض الدور؟ - من حيث المبدأ، ليس هناك أي تحفظ على أي دار، ولكن المشاركة تحكمها أمور عدة لعل من أهمها المساحة المخصصة للمعرض، فهي مساحة محدودة مقارنة بعدد الدور الراغبة في المشاركة، كما أن عدد الكتب المنشورة ونوعيتها يكون عاملا حاسما في تحديد مشاركة الدار من عدمه. ومن العوامل الأخرى إعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من الدول للمشاركة في المعرض. وتعطى كذلك آراء الجمهور القارئ اهتماما واضحا في قبول مشاركة بعض الدور.
