سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تركي الفيصل: وجود هؤلاء الخبراء والمهتمين بقضايا السلام وجلوسهم معنا لمواجهتهم بالتطور والتنمية في المملكة في ندوة عن الولايات المتحدة الأمريكية عقدت أمس الأول بمشاركة خبراء في مجال السلام الدولي.. التغيرات الجديدة في العالم العربي
في ندوة أقامها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات تحت عنوان (الولاياتالمتحدةالأمريكية والتغيرات الجديدة في العالم العربي) والتي حضرها عدد من المسؤولين بوزارة الخارجية والسلك الدبلوماسي وعدد من رجال الإعلام في الوطن العربي والتي شاركت فيها جيسيكا مايتوس رئيسة مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي الأمريكية ونائب رئيس المؤسسة معالي الأستاذ مروان المعشر وتوماس كارو ثرر نائب رئيس المؤسسة للدراسات. وقد افتتح حلقة هذا النقاش معالي د. نزار عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية بكلمة رحب فيها بالحضور شاكراً مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية على عقد هذه الندوة في المملكة وبمشاركة نخبة من هؤلاء المختصين في القضايا الدولية والعلاقات الدولية. وقال معاليه: إن المملكة تتابع هذه التغيرات والأحداث التي حصلت في العالم العربي وأن المملكة تدعم الحقوق المشروعة والكرامة لشعوب هذه المنطقة وأن أي حكومة تعتبر هذه المطالب غير شرعية فإنه محكوم عليها بالزوال، وأن المملكة ضد الحروب الأهلية والنزاعات الدموية وتدهور لأوضاع في هذه البلدان. وأكد معاليه بأن على هذه الدول التي فيها مشاكل مع شعوبها أن تحترم حقوقها ومطالب شعبها لأنه إذا انهار الأمن ودبت الفوضى في أي بلد فإنه لا استقرار فيه، مؤكداً بأن المملكة ترفض العنف لأن العنف تدفعه الشعوب. وأبان د. مدني بأن المملكة تعارض أي تدخل من أي قوى خارجية وترفض أي محاولات لتسليح طوائف أو فرق في أي بلد عربي، مشيراً إلى أن المملكة ترفض أي تدخل في شؤون أي بلد عربي وتريد أن تحل المشاكل من خلال الحوار وسماع الرأي وتلبية المطالب وحماية البلاد من أي فوضى، موضحاً إلى أن المملكة تسعى لأفضل العلاقات مع الدول العربية.. وأبان بأن مجلس التعاون الخليجي يساند ويعاضد الجامعة العربية للحلول السلمية التي شهدتها الدول العربية وأن هذا الدعم تقدمه المملكة لكل بلد عربي ولأي طرف يريد أن يحل المشكلة بالطرق السلمية.. واختتم كلمته بأن أملنا أن نشهد الأمور تعود إلى البلاد العربية بالطمأنينة والاستقرار وأن تركز على تنمية شعوبها. مروان المعشر بعد ذلك ألقى معالي الأستاذ مروان المعشر كلمة قال فيها: إن هذه الندوة تأتي في وقت مهم بما يحصل من تغيرات في الوطن العربي، وأن هذه الأحداث تستحق التفكير السليم، وأنه حان الوقت لتغير نظام التعليم في هذه البلدان، لتعليم يدعم التسامح والحرية ونظام الحقوق والواجبات، والتطلع إلى تخريج كفاءات عالية لأنه مع هذا التعليم لا يمكن أن نصل إلى نتائج تخدم المجتمع بهذه الطريقة.. ولا يمكن لأي شعوب مقموعة محبطة أن تجد لها مكانا إلا من خلال إستراتيجية تعليمية جديدة بعيدة عن العنف. وقال المعشر: إن المعارضة لابد أن تكون واعية وأن الأحزاب الإسلامية سيكون لها مكان في السلطة إذا كانوا ديمقراطيين والضمان الحقيقي لأي سلطة أن تشارك كل الأطراف من الأحزاب في السلطة لبناء البلد على أسس قوية مبنية على احترام الشعوب وتحقيق مطالبها.. ومن خلال تداول سلمي للسلطة وأن الإصلاح لابد أن يكون في إطار متكامل من الجانب التشريعي والسياسي وأن توفير مطالب الشعوب أمرٌ لابد منه، وعلى الأنظمة أن تكف عن اضطهاد شعوبها وتوفير الوظائف والخبز والسكن للمواطن إذا أرادت هذه الأنظمة أن تبعد شعوبها وبلادها عن الفوضى وأن الإصلاح في هذه البلدان يعتمد على الأرقام والخطط المحسوبة والملموسة حتى تصدق الشعوب كلام قيادات هذه الشعوب لأن هناك في العالم العربي 70% من السكان هم من الشباب وأن أي عمل غير ذلك محكوم عليه بالفشل؟ واختتم المعشر كلمته بالقول: إن العالم العربي سوف يستغرق وقتاً طويلاً في الإصلاح والاستقرار وعلينا أن نعيد حساباتنا مع شعوبنا لأنا أمام جيل حتى لو مات من أجل الوطن.. ونأمل أن نصل إلى مجتمع عربي تسوده الديمقراطية والشفافية والوضوح وإعطاء الحقوق.. وقال إن هناك أنظمة قد انتهى عهدها.. وهناك أنظمة أصبحت تعمل وتستجيب لمطالب شعوبها وهي جادة في الإصلاح والتطوير والاستماع إلى شكاوى شعوبها وما تعانيه الشعوب وأن الإعلام قد لعب دوراً مهماً في ما حدث في العالم من متغيرات وأن التحديات التي تواجهنا هو ما يخص الإسلام السياسي نحن لا نفهم هذه المسائل بقدر ما تفهمها شعوب هذه الدول، وقالت إن ما يحصل في سوريا وإيران يدعو للحيرة والقلق، وأن أمريكا دائماً تحذر من أن إيران تعمل في الخفاء على إنتاج قنبلة نووية قبل 15 عاماً وأن هذا التوجه خطير وهو يمثل خطاً أحمر للولايات المتحدةالأمريكية ولا يمكن تجاوزه، وأن هناك قلقا في الأوساط الأمريكية إلى متى تتحمل أمريكا هذا النظام.. وهناك دعوات من جهات أخرى بأن البرنامج النووي الإيراني لا زال متأخراً.. وهذا الجدل.. هل سوف تدخل إسرائيل وحدها لضرب المفاعلات النووية وهذا فيه انعكاسات وتداعيات.. وتطرقت إلى علاقات أمريكا مع باكستان وتأثرها بما يحدث من مشاكل هناك وفي العالم العربي، لذا على أمريكا أن تواصل دعمها ومساندتها للأنظمة العادلة. السيدة جيسيكا بعد ذلك تحدثت السيدة جيسيكا مايتوس رئيسة مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي الأمريكية فقالت إن هذا التوجه من قبل مركز الملك فيصل للدراسات لطرح مثل هذه القضايا هو أمر مرحب به وجيد، ونحن نقدر لهذا المركز مثل هذا العمل.. وأن مثل هذه الأحداث التي حصلت في العالم العربي لم تكن أمريكا تتوقع مثل هذه المفاجأة وتطرقت إلى مواضيع كثيرة لما يحصل من صراعات ونزاعات في العالم وما يحصل من مشاكل في العراق وإسرائيل وفلسطين وأفغانستان وسوريا وإيران، وأن مثل هذه الأحداث والصراعات لابد أن يكون لها انعكاسات على هذه الشعوب.. وقالت بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ولما لها من ثقل عليها مسؤوليات والتزامات دولية لحل هذه الخلافات. توماس كاروترز بعد ذلك ألقى نائب رئيس المؤسسة للدراسات كلمة قال فيها: إن التحولات التي شهدها العالم العربي جاءت نتيجة للاستبداد والقمع التي مورست على الشعوب ونرى بأن روسيا والصين تراقبان الأوضاع لكنهما لم يريا ولم يشاهدا تحركات الشارع وما يعاني منه وهما في حيرة من أمرهما.. وأن المشاكل ليس في الاقتصاد، بل في الأنظمة المستبدة. وتطرق إلى سقوط العديد من الأنظمة في الاتحاد السوفيتي وآسيا وافريقيا، مشيراً إلى أن هناك معارضة تملك ديمقراطية واضحة وعلى الدول العربية أن تستفيد من الأنظمة في كثير من دول العالم وليس الغرب.. وقال: إن هناك في العالم العربي دول غنية ولديها عوامل من النجاح تجاه شعوبها وبلدانها.. وتساءل ماذا يحدث بعد عشر سنوات في هذه الدول هو ما لا نعرفه.. تصريح مدير فرع كارنيجي في بيروت وقال د. بول سالم مدير مركز فرع كارنيجي في بيروت بأن هذه المؤسسة العالمية للسلام الدولي تقع في خمس قارات حول العالم ومن بينها الشرق الأوسط وموقعها بيروت وسمو الأمير تركي الفيصل هو في المجلس التوجيهي والاستشاري.. وقد طلب سموه أن يكون الاجتماع في الرياض هذه السنة.. وقد حضر إلى هذا الاجتماع مجموعة من الخبرات في الاختصاصات الدولية ونحن نقدر لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات هذا الاجتماع في هذا البلد الذي نحترمه ونكنّ له كل تقدير، وأضاف بأن هذه المحاضرات سوف تلقي الضوء على السياسات الأمريكية في الدول العربية وما يحدث من تغيرات في بعض الدول.. بما يسمى بالربيع العربي أو الثورات العربية وسوف تنصب هذه الندوة في طرح العديد من الأسئلة والقضايا التي تتعلق بقضايا الشعوب والأنظمة. تصريح الأمير تركي الفيصل ل(الجزيرة) وقال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بأن الهدف من هذا الاجتماع من خلال حضور هؤلاء الخبراء والمهتمين في مجال القضايا الدولية والسلام الدولي، وأن هذه الندوة تجمع كوكبة من مسؤولي مؤسسة كارنيجي للسلام الدولية للتباحث حول النظرة الأمريكية لمنطقتنا العربية، وأكد سموه بأن أسلم طريقة للايضاح والفهم أن يأتوا إلينا ونجلس على طاولة واحدة ونطرح كل الآراء وأن يسمعوا منا ويشاهدوا بأنفسهم ما يدفع بأهل المملكة لمواجهة تحديات التنمية والتطور والعلاقات الخارجية مع أمريكا ومع غيرها. وأشار سموه بأنه لن يصدر عن هذه الندوة توصيات وإنما طرح قضايا مهمة تتعلق بما يحدث في العالم العربي ونظرة المجتمع الدولي لمعالجة مثل هذه القضايا.. وهي ندوة فكرية للتدارس في بعض القضايا الهامة وسوف يضع لما تم مناقشته في ملخصات سوف تنشر على موقع مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية. طرح الأسئلة وعقب ذلك تم طرح الأسئلة على المشاركين في هذه الندوة فقد طرح أحد المشاركين سؤالاً على معالي الأستاذ مروان المعشر: متى سوف يغادر بشار الأسد السلطة وهل من حل لهذه القضية. أجاب المعشر: أستطيع أن أقول بأن بشار سوف يغادر السلطة ولكن متى هذا غير معلوم.. النظام فقد شرعيته، النظام يعيش على أمل شعب كره النظام وانتهت علاقاته بشعبه بمجرد قتلهم في الشوارع وفي البيوت.. بشار الأسد فقد شعبيته حتى عند الدول العربية وأصبحت شعبيته في الحضيض. وحول سؤال للسيدة جيسيكا مايتوس رئيسة مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي حول التهديدات الإيرانية بغلق مضيق هرمز قالت: لا أعتقد بأن إيران جادة في ذلك التهديد ولا أظن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسمح لإيران بالعبث في المياه الدولية وذلك العمل بالنسبة لأمريكا خط أحمر.. وقالت إذا سقطت سوريا سوف تفقد إيران شريكا، وإذا هددت إيران بمثل هذه التصريحات فإنها لا تستطيع وسوف تبقى إيران تحت طاولة العقوبات.. وحول سؤال عن الخاسر من إيران وإسرائيل مما يحدث في المنطقة أجاب د. المعشر: الدولتان خاسرتان خاصة إذا لم يكن هناك حل عادل للدولة الفلسطينية وإسرائيل إذا استمرت سوف تدفع الثمن ولكن عليها أن تجد حلاً عاجلاً لمشكلتها مع الفلسطينيين.