المدير الجليدي: هو الذي تتسم مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته بالجمود. وبالتالي فإن سلوكياته من أقوال وأفعال وتصرفات لا تختلف كثيراً عن مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته. يصنف هذا المدير بأنه غير اجتماعي ويشار إليه بأنه غير عاطفي. فهو لا يقيم للمشاعر والعواطف وزناً ولا لظروف ومشكلات الموظف شأناً. لا يحب الحوار ولا تبادل الآراء والأفكار. ولا يرغب في عقد الاجتماعات سواء مع الأفراد أو الجماعات. ولا حضور الندوات والمؤتمرات بل يفضل البقاء في المكتب في كل الأوقات. يوصف هذا المدير بأنه قليل الكلام. وينعت بأنه بطيء في اتخاذ القرار. تشعر بالضيق والحرج من عدم استجابته السريعة عندما تتحدث معه في شأن من شؤون العمل. كما تشعر بالضغط عندما تطلب منه أن يبت في أمر عاجل حيث تتسم ردود أفعاله بالبرود وتوجيهاته بالركود. يحب العمل بطريقة متأنية فهو ليس في عجلة من أمره فالذي لا ينتهي اليوم يمكن أن ينتهي غداً والذي لا ينتهي غدا ينتهي بعد غد وهكذا. لا يتأثر هذا المدير بما يجري من حوله فهو لا يعنيه أو لا يخصه فهو كمن يغرد خارج السرب كما يقال. أما التطوير والتغيير فهذا لا يفكر فيه إلا مجبراً عليه. ينفر منه الموظفون الذين لديهم دافعية عالية للإنجاز فطريقته لا تمكنهم من تنفيذ المهام الموكلة إليهم بالسرعة المطلوبة كما لا تتيح لهم بلوغ أهدافهم وغاياتهم خاصة الذين لديهم طموح أو همم عالية. وبالمقابل فإن الموظفين الكسالى والمسوفون ومن على شاكلتهم قد يجدون في طريقة هذا المدير مجالاً رحباً في تأخير الأداء وقلة الإنتاجية وعدم الاهتمام واللا مبالاة. ولا شك أن طريقة هذا المدير قد تقلل من وقوع الأخطاء والهفوات في العمل نتيجة عدم السرعة في تنفيذ الأعمال أو في اتخاذ القرارات. أما مواقف هذا المدير مع الموظفين فهي مخيبة للآمال حيث إن الطيور تذهب بأرزاقها وتهضمها قبل أن يتفاعل مع مطالب الموظفين. وقد تراهم ينظرون إلى زملائهم في الإدارات الأخرى بأنهم محظوظون وأنهم مع مديرهم خائبون. وباختصار شديد فإن المدير الجليدي لا يناسب أن يكون مديراً في هذا العصر الذي يتسم بالسرعة وثورة المعلومات فهو ينطبق عليه المثل الشهير «أحر ما عندي أبرد ما عنده». ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا المدير؟ وللإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نستخدم عددا من الطرق والأساليب للتعامل مع هذا المدير منها: - استخدم معه الاختصار ما أمكن أثناء المناقشة والحوار. - وجه له أسئلة محددة لتحصل على المعلومات. - اكسب ثقته ليفوض إليك بعض الصلاحيات. - رتب أفكارك وتأكد من معلوماتك قبل مقابلته. - ذكره بالأعمال المتأخرة لديك أولا بأول ورغبتك في إنجازها. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله [email protected]
