(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) هذه الحقيقة لا تكاد تقف دقيقة واحدة، تحدث وتكرر بلا توقف، فحيث ما تكون الحياة يكون الموت، وعلى الرغم من هذه الحقيقة الجلية، إلا أن الإنسان يفجع والعين تدمع والقلب يحزن على فراق حبيب أو قريب أو إنسان له أثر في حياته، وفي يوم الجمعة 23-11-1432ه انتقل إلى رحمة الله الأستاذ الفاضل والمربي الكبير الأديب محمد بن عبدالله بيهان أحد منسوبي وزارة التعليم العالي، بعد معاناة مع المرض، لقد رحل رحمه الله ذلك الوجه المشرق الوضاء المبتسم المحب للخير، لقد رحل الأديب اللبيب الرجل الكريم فقد عرفته رجلاً شهماً كريماً يتصف بصفات جميلة وخلال حميدة وحسن الأدب والإخلاص في العمل والتعامل ولا تراه إلا باسماً باشاً، هاشاً، وكان متمكناً في تخصصه اللغة العربية رائداً من روادها متميزاً في أسلوبه أثناء الكتابة واسع الاطلاع وهذا يدل على غزارة علمه وعمق بحثه وكان أثناء مرضه صابراً محتسباً شاكراً لربه راضياً بقضاء الله وقدره، رغم ما يقاسيه من الآلام المبرحة لقد عرفته باراً بوالديه عطوفاً عليهم سائلاً عن أحوالهم مهتماً بشؤونهم وخاصة والدته أمد الله في عمرها ومما قال رحمه الله شعراً في هذا المجال: أمد إليك بالله كفي وقلبي قيل كفي بالضراعة بأن تمنن عليّ ببر أمي وتجعل برها خير البضاعة يا لها من كلمات مضيئة في بره بوالدته هذه هي بعض مشاعر وخواطر مختصرة مما عرفته عن المرحوم محمد بيهان من خلال علاقتي به أكثر من عشر سنوات في العمل وازدادت رسوخاً وقرباً في السنوات الأخيرة، ها أنت يا أبا عبدالله ترحل عن هذه الدار الزائلة الفانية {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} فذرفت الدموع وتوجعت قلوب محبيك وعارفيك وكل من تعامل معك. وفي الختام أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان وأن يبارك في ذريته ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) . (*) وزارة التعليم العالي