صدر مؤخرا الجزءان الحادي عشر والثاني عشر من السنة السادسة والثلاثين من مجلة العرب التي تصدر كل شهرين عن دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر التي أسسها علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر «رحمه الله» والتي تعنى بتاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري. وجدير بالذكر ان هيئة تحرير مجلة «العرب» مكونة من: أ.د. احمد بن محمد الضبيب رئيسا لهيئة التحرير وكل من أ.د. عبد العزيز بن ناصر المانع وأ.د. عبد العزيز بن صالح الهلابي وأ.د. عبد الله بن صالح العثيمين، اعضاء في هيئة التحرير. اما بالنسبة لفهرس هذا العدد فقد حوى الموضوعات الآتية: م الموضوع المؤلف ص 1 التصحيف في أسماء المواضع (39) الشيخ حمد الجاسر 483 2 المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (2) أ.د. احمد بن محمد الضبيب 493 3 هوامش حول كتاب «رحلات حمد الجاسر» (5) د. هلال بن ناجي 510 4 تفرد الزبير بن بكار برواية اشعار أخلت بها الدواوين (2) أ.د. عبد الله بن سليمان الجربوع 517 5 حصاد القرن العشرين من تحقيق التراث (2) أ.د. ابتسام مرهون الصفار 530 6 رحيل علامة الجزيرة ومؤرخها الكبير الشيخ حمد الجاسر الشيخ اسماعيل بن علي الاكوع 547 7 مكتبة العرب: صدور ثلاثة كتب في «غريب الموطأ» أ.م.ض 559 8 فهارس السنة السادسة والثلاثين 563 وهذه نبذة عن الموضوعات التي حواها العدد، منها ما صدرت به المجلة، وهي مقالة للشيخ حمد الجاسر بعنوان «التصحيف في اسماء المواضع الواردة في الاخبار والأشعار» حيث اشار الشيخ الى اسماء اكثر من موضع في جزيرة العرب تبين له انها محرفة، وان بعض المواقع لم تضبط حدودها او اختلف في ضبطها وبعضها الآخر يوجد تباين في تحديد المسافات بينها. فأتت مقالة الشيخ تصحح كثيرا من أسماء المواضع التي اصابها تحريف. وحوى العدد ايضا قراءة في عمل الشيخ حمد الجاسر بعنوان «المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية» بقلم الاستاذ الدكتور احمد الضبيب، رئيس هيئة تحرير مجلة «العرب» ذكر فيه ان من اهم انجازات الشيخ حمد الجاسر الجغرافية على الاطلاق هي تصديه لكثير من الاخطاء الواردة في كتب الأقدمين والمحدثين في هذا المجال، ومحاولته تصحيح معظمها حيث بنى الشيخ «رحمه الله» ذلك على دراسات اشبه بالانثروبولوجية التي تستهدف الموقع وعلاقته بالسلالات التي سكنته وهذا يعتمد على المعلومات التاريخية والشفهية والدراسة الميدانية، مثال على ما ذكر في مقالته مما كتب الشيخ حمد الجاسر هو : «وذكر البكري في معجم ما استعجم اسم توازن جبل باليمن والاصل توارن بالراء لا بالزاي، ولا يزال الموقع معروفا وهو ليس باليمن بل في غربي جبل أجا من بلاد طيء). كما حوى العدد موضوع «هوامش حول كتاب رحلات حمد الجاسر» بقلم الدكتور هلال بن ناجي، يتحدث فيه عن رحلات الشيخ حمد الجاسر واطلاعه على بعض المخطوطات منها ماهو موجود في مدينة باريس في الدار الوطنية مثل رسالة البدور المسفرة في نعت الاديرة صنفها شمس الدين محمد بن علي بن محمود الخطيب الدمشقي سنة 753ه وايضا كتاب «الخيل والبيطرة» لمحمد بن يعقوب وغيرها مما قام الشيخ حمد الجاسر بالاطلاع عليه، وتحقيق بعضها، او تصحيح بعض المعلومات التي وردت فيها ففي كتاب «الخيل والبيطرة» استقر في اذهان جمهور الدارسين والعلماء ان مؤسس المنهج التجريبي وواضعه عالم غربي، والصواب ان العرب هم مبتكروا هذا المنهج. *** وقد احتوى العدد ايضا على موضوع عن «تفرد الزبير بن بكار برواية اشعار اخلت بها الدواوين» المطبوعة، ومنها قصيدة محمد بن بشر في رثاء هند بنت مروان بن الحارث بن عمرو بن سعد بن معاذ الانصاري، وهي من عشرين بيتا مطلعها: بكت ان رأت أطلال هند تبدلت بها ساكنا جارات هند فظيرها فأحزن من لم يبك هندا وهيجت لي الذكر دار قد تولت عصورها وكانت متى ما تفعل الخير لا تقل فعلت ولا يسمع لديه زفيرها وكانت تُري الجارات ان كثيرها قليل وتدعوه قليلا كثيرها وكانت ترى ان تعصي الزوج منكرا وان عصيت كانت قليلا نكيرها *** وتضمن العدد ايضا موضوعا بعنوان «حصاد القرن العشرين في تحقيق التراث في الجامعات العراقية»، وشمل اثنين وتسعين تحقيقا مثل «شعر قبيلة عبس» تحقيق خالد ناجي حمد السامرائي، ومثل «غاية الاحسان في خلق الانسان» للسيوطي، عبد الرحمن «ت 911ه» تحقيق نهاية حسوني صالح، ملحق بأطروحة «الدكتوراه» الموسومة ب«خلق الانسان: دراسة منهجية ولغوية» من كلية الآداب «جامعة بغداد» «1407ه». *** ومما حوته صفحات العدد موضوعا بعنوان «رحيل علامة الجزيرة ومؤرخها الكبير الشيخ حمد الجاسر» بقلم الشيخ اسماعيل بن علي الاكوع من صنعاء، ومما ذكر فيه «كتاب الجوهرتين العتيقتين الصفراء والبيضاء» للسان اليمن الحسن بن احمد الهمداني، المتوفى حوالي منتصف المئة الرابعة للهجرة، وكيف ان استاذنا الكبير الشيخ حمد الجاسر لما رأى هذا الكتاب العظيم لم يعط ما يستحقه من العناية التامة من تحقيق وتعليق، نهض بهذا الامر على خير وجه، واضاف اليه بحثا عن التعدين والمعادن في جزيرة العرب، وطبعه طبعة متميزة سنة 1408ه ذكر الشيخ اسماعيل الاكوع في موضوعه علاقته بالشيخ حمد الجاسر والذي وصف فيه كيفية استقباله لخبر وفاة الشيخ «رحمه الله» قائلا: لم اكد أفيق من اثر الصدمة بوفاة علامة اليمن القاضي محمد بن علي الاكوع في رجب 1419ه حتى فوجئت بنبأ وفاة علامة الجزيرة العربية ومؤرخها الشهير استاذنا الشيخ حمد الجاسر، الذي يعز له النظير فيمن عرفت من العلماء على كثرتهم، ذلك انه كان نسيجا وحده، وفريد عصره، اذ كان يجمع في اهابه من الصفات الحميدة ما لا توجد كلها مجتمعة في غيره، فهو كان حلو الحديث، دمث الاخلاق، سمح النفس، وكريمها، جم التواضع، حفيا بأصدقائه الذين يأنسون به، وفيا لهم، شديد النفور من الذين يفسدون الحياة الثقافية على حد قوله «كما ذكر كيفية تعرفه على الشيخ حمد الجاسر «رحمه الله» وذلك عن طريق قراءة اسمه على كتاب «اكتشاف جزيرة العرب خمسة قرون من المغامرة والعلم» للمستشرقة الفرنسية جاكلين بيرين 1918م 1990م نقله الى العربية قدري قلعجي، وقدم له حمد الجاسر، وكان هناك خطأ مطبعي في اسم الشيخ حمد الجاسر، حيث كتب «أحمد» الجاسر، وقد اخبره صاحب المكتبة الصغيرة التي كان فيها الكتاب ان الاسم الصحيح هو حمد الجاسر، وسأله عن صاحب هذا الاسم فقال له انه عالم مؤرخ من السعودية واشتاق لرؤيته، وتم له ذلك، وتلته عدة لقاءات قوت العلاقة بينهما فيما بعد. *** وختمت الموضوعات بمقالة بعنوان «صدور ثلاثة كتب في غريب الموطأ» بقلم الدكتور احمد بن محمد الضبيب وهي تعليق على «كتاب تفسير غريب الموطأ» لعبد الملك بن حبيب السلمي الاندلسي، المتوفى سنة 237ه، وهو اقدم هذه الكتب، وقد نشره الدكتور عبد الرحمن العثيمين، اعتمادا على نسخة نادرة اهديت مؤخرا الى مكتبة الحرم المكي الشريف «سنة 1417ه» اما الثاني فهو كتاب «التعليق علي الموطأ في تفسير لغاته وغوامض اعرابه ومعانيه «لابي الوليد هشام بن احمد الوقشي الاندلسي المتوفى سنة 489ه والثالث الاقتضاب في غريب الموطأ واعرابه على الابواب لابي عبد الله اليفرني التلمساني المتوفى سنة 625ه وقد حقق هذه الكتب جميعها ونشرها الدكتور عبد الرحمن العثيمين. واخيرا ختم العدد بفهارس السنة السادسة والثلاثين. وتجدر الاشارة الى أن للشيخ حمد الجاسر موقعا على الشبكة العنكبوتية العالمية «الانترنت» وعنوانها: http://www.hamadaljasser.com ويقدم هذا الموقع معلومات عن مؤسس المجلة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله والمجلة ذاتها مثل «فهارس الاعداد الاخيرة» وكذلك عن بعض كتبه.
