رحلت عن الدنيا وما أقساه من رحيل، رحلت عن الحياة بكل بهرجها وألوانها الزهية الفانية، رحلت يا سلطان العطاء والعالم يموج بصخبه وأهواله، رحلت يا أبا خالد وأسلمت نفسك الطاهرة لباريها والكون كله يضج ويمور ويتقلب.. رحلت عن أحبابك وأبنائك وإخوانك، رحلت عن القريب والبعيد والصديق والرفيق، رحلت إلى ربك يا سلطان بن عبدالعزيز والدمع يجري بفقدك، والنفس ترضى بما قدر الله وكتب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، في غير جزع ولا اعتراض على ما كتب ربنا وقدر. ماذا عساي أن أكتب، وماذا عساي أن أقول عنك يا أبا خالد، وكيف سأكتب بمداد يمتزج بالألم، ويختلط بالدموع.. وكيف سأقنع أوراقي بأن تبدأ معي فتح صفحات ماضيك وذكرياتك، وكيف يدرك عقلي الحديث عنك بصيغ الماضي وأفعاله، وبماذا أبدأ وكيف أجد طريقاً للنهاية وأنا أعلم أن لا نهاية في الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير الراحل/ سلطان بن عبدالعزيز..؟؟. ولكن: هذي هي الدنيا وهذا حالها تفنى ويبقى الواحد المتفردُ أعزي فيك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأخ الأكبر والأب الحاني والملك المتواضع، أعزي فيك الأخ الوفي والصديق الحميم، والرفيق الأصيل والأمير الشهم سلمان بن عبدالعزيز، أعزي فيك إخوتك وأبناءك البررة، أعزي أسرتك الكريمة، أعزي كل فرد من أبناء مملكتنا الحبيبة، أعزي كل من أحب سلطان في العالم كله. لك الحمد يا ربي على ما قدرت، لك الحمد يا ربي على ما كتبت وأمضيت، لك الحمد يا رب قلت وقولك الحق: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، لك الحمد يا خالقنا ويا مقدر آجالنا وأعمارنا، أسألك يا حي يا قيوم يا رحيم يا غفور أن تغفر لسلطان بن عبدالعزيز وأن ترحمه رحمة واسعة، وأن تجعل ما أصابه من مرض وتعب كفارة له، وأن تجبر يا جبار مصاب الجميع بفقده، وأن تلهمنا الصبر والسلوان، وأن تجزيه خير الجزاء على ما قدم لدينه ووطنه والمسلمين. مذيع الأخبار ومقدم برامج بالتلفزيون السعودي
