.. تجربة الشاعر عبد العزيز خوجة ثرية متنوّعة، فعلى مدى سنوات طويلة قدّم الكثير.. وكتاب «جماليات القصيدة القصيرة في شعر عبد العزيز خوجة» الذي ألّفه أ. عبد الله السمطي، يسلّط المزيد من الضوء على جماليات شعر عبد العزيز خوجة .. وقد اشتمل الكتاب على: خواص البنية القصيرة.. والإيقاع والتكثيف الدلالي.. وتشكيلات المعنى.. ومختارات شعرية.. ويقول المؤلِّف: عبد العزيز خوجة يسعى لإنتاج شعريته وابتكار نصوصه القصيرة، وفق هذه المعطيات التي تلعب فيها الجملة المكثفة دوراً بادهاً في تلقّي ما تهبه المخيلة وما تنتجه الصورة، وما يشكّله المعنى. وتحت عنوان (آفاق أولية) قال المؤلف: حين نلامس نصوص الشاعر عبد العزيز خوجة القصيرة نتوسّم لأول وهلة هذا الأفق التعبيري الذي يقلّنا إلى عوالم هذه النصوص وفضاءاتها. ففي هذه النصوص يهبنا الشاعر نوعاً من الاختزال والكثافة من حيث اختيار الجمل القصيرة، والتفعيلات القصيرة، ومن حيث إنتاج الموضوع الشعري الذي يعتمد على موقف عابر أو وصف شيء ما، أو وصف حالة تعبيرية مفردة، أو لحظة شعرية فلاشية. وأشار المؤلِّف إلى نص للشاعر خوجة بعنوان محال فيه يقول: لماذا أحب .. وألهث خلف السراب وأعرف أن طريقي مُحال وأن طريقي يباب وقال أ. السمطي: النص القصير هنا عبارة عن دفقة شعرية، ومضة بارقة، فهو يتشكل من صيغة سؤال، عطفت على جملته الأولى التي تتشكل من أداة استفهام سببية، وفعل مضارع، ثلاث جُمل أخرى عبر حرف عطف، وأداة الاستفهام هنا هي الأداة الدلالية الأولى المشهرة حيال القارئ. )) وفي نص بعنوان «الحلم المسافر» يؤكد الشاعر ارتباطه بالحلم، وارتباط الحلم بتجربة الحب، وهو يشير إلى أنه لم يعاند الحلم/ الحب أبداً، لكن أسر الحب له وقع مغاير مختلف، مع ذلك لن يجد الحلم المسافر مكاناً آخر للطهر غير الذات الشاعرة التي تتجلّى في القصيدة: يا حلمي يا من غادرني يبحث عن قلب آخر عن أفق أرحب ما عاندتك يا حلمي أبداً لكني في قيد آسر أتعثر في خطوي أتغرب
