تتضمن كل وظيفة سواء كانت وظيفة حكومية أو وظيفة تابعة للشركات والمؤسسات الخاصة أسراراً معينة وهذه الأسرار قد تتعلق بعمل الوظيفة نفسها أو بعمل الجهة أو المؤسسة التي يعمل بها الموظف أو بأحد رؤسائه أو بالمراجعين. فبعض الوظائف تتسم بطبيعة اجتماعية، وبعض الوظائف تتسم بطبيعة مالية، ولذا فإن على الموظف ألا يفشي بسر من أسرار هذه الوظائف إلا لمن لهم علاقة بعمله والذين يشاركونه في أداء عمل الوظيفة المسؤولية كرؤسائه وزملائه، فعلى الموظف ألا يتحدث في مجالسه الخاصة والمجالس التي تجمعه مع أصدقائه عن تلك الأسرار لأن الإفشاء بها سوف يضر بالمصلحة العامة إن كانت الوظيفة حكومية وبصاحب المؤسسة أو الشركة إن كانت الوظيفة خاصة. ومن أجل ذلك فإن المحافظة على أسرار الوظيفة تعد من أهم الواجبات الملقاة على عاتق الموظف وهو ما يعني أن الموظف في حالة قيامه بإفشاء أي من أسرار وظيفته لمن ليس له علاقة بها يعد قد ارتكب مخالفة تتطلب إحالته للتحقيق ومن ثم توقيع العقوبة المناسبة عليه. وذلك من أجل زجره حتى لا يعود إلى مثل التصرف الذي قام به وأدى إلى معاقبته وكذلك ردع غيره من القيام بإفشاء أسرار الوظائف التي يشغلونها. ومن أمثلة الوظائف التي تتضمن أسراراً وظيفية والتي يمكن أن نشير إليها هنا ما يلي: * وظيفة (الطبيب) فشاغل هذه الوظيفة يطلع على أسرار تتعلق بالمريض الذي كان قبل عرضه للكشف الطبي يحرص على كتمانها، فمن واجب الطبيب عدم التحدث عن هذه الأسرار حتى للمقربين إليه. * وظيفة (موظف البنك) الذي يطلع بحكم عمله على أرصدة العملاء والذين يحرصون على عدم معرفة هذه الأرصدة، فمن واجب موظف البنك كتمان ما يطلع عليه وعدم إفشائه لأصدقائه أو غيرهم. * الوظائف التابعة لأقسام الشرطة أو السجون، فمن الواجب على الموظف حفظ أسرار أصحاب القضايا أو المسجونين سواء أسماءهم أو نوع قضاياهم وعدم التحدث بذلك أمام الآخرين ممن ليس لهم علاقة بهذه الأمور. * الوظائف التي لها علاقة بالقوات المسلحة وقوى الأمن. * الوظائف المتعلقة بدراسة زيادة الرواتب أو منح البدلات والمكافآت أو فرض رسوم أو إلغائها قبل انتهاء الدراسات حولها والإعلان رسمياً عنها. * الوظائف المتعلقة بالامتحانات الطلابية أو المسابقات الوظيفية قبل الإعلان رسمياً عنها. * الوظائف المتعلقة بالإحصائيات المتعلقة بعدد السكان قبل أن تعلن في القنوات الرسمية. * الوظائف المتعلقة بالأمور السرية في مكاتب كبار المسئولين. * الوظائف المتعلقة بالمركز المالي للمؤسسات الأهلية التي يعمل فيها الموظف، فعلى الموظف الذي يعمل في مجال هذه الوظائف ألا يتحدث بذلك أمام الآخرين. * وبشكل عام على الموظف ألا ينقل ما يحدث في الجهة التي يعمل بها سواء حكومية أو أهلية من إشكالات أو معوقات أو صراعات بين القياديين، بل الواجب عليه إن كان يستطيع ذلك أن يسعى بجهده لحل هذه الإشكالات أو الخصومات. وأخيراً نود الإشارة إلى أن السر في العمل الوظيفي سواء في القطاع الحكومي أو الخاص قد يفقد في يوم من الأيام سريته لدى الموظف وبالتالي لا يؤاخذ الموظف في حالة تحدثه به وذلك في الحالات التالية: * إذا انتشر السر وأصبح شائعاً بين الناس. * إذا صدر قرار من صاحب الاختصاص حول مضمون الدراسة السرية حول موضوع معين. * إذا سمح صاحب الشأن بالسر في إفشائه. * إذ كان إفشاء السر يحول دون ارتكاب جريمة جنائية. هذا والله ولي التوفيق ،،، [email protected]