بعد الحمل والولادة يطرأ على المرأة الكثير من التغيرات التي قد تكون سبباً في تراجع رغبة الزوج، ولكن أخطر التغيرات التي تطرأ على المرأة بعد الولادة على الإطلاق هي اتساع المهبل وارتخاء عضلاته. إذ إن عدد السيدات اللاتي تعانين من هذا الأمر ليس بهين فهناك نسبة كبيرة من النساء السعوديات وأكثر من 30 مليون امرأة في أمريكا، ولا يخفى على أحد ما لتلك التغيرات من أبعاد اجتماعية، هذا وقد أظهرت عددا من الدراسات الطبية زيادة نسب ترهلات المهبل عند المرأة الخليجية نتيجة لعوامل بيئية. وعن تلك المشكلة وأبعادها وطرق علاجها كان لنا هذا اللقاء مع طبيبات النساء والولادة بمجموعة د. سليمان الحبيب الطبية وهن الدكتورة هبة سرحان، الدكتورة هادية الجميل، الدكتورة ساجيلا نورين. ترميم المهبل عمليات ترميم المهبل تعد علما واسعا تتطلب معرفة كاملة حول مكونات هذه المنطقة من عضلات واتجاه هذه العضلات والتغذية الدموية والحسية (الشرايين والأوردة والأعصاب الحسية)، لذلك تشتمل عمليات ترميم المهبل أربع حالات وهي الترفيع الذي يكون عبارة عن فصل عضلات المهبل من الأعضاء الملاصقة وهي المستقيم عند الترميم الخلفي, والمثانة ومجرى البول في حالة الترميم الأمامي ورفع المثانة. إضافة إلى إزالة الترهل في المهبل وشد عضلات المهبل ولمها مع بعضها عن طريق الخياطة. شد عضلات العجان وأيضاً شد عضلات العجان في حالة ترميم الجدار الخلفي للمهبل (العجان) هو المنطقة الموجودة بين فتحتي المهبل والشرج ويتكون من أكثر من ثماني عضلات، كثيرا ما تتأذى وترتخي بسبب الولادة المتكررة والطرق الخاطئة لمساعدة خروج الرأس. وكذلك إزالة الجلد الزائد ثم خياطته بصورة متناسقة وبهذا يكون الترميم كاملاً. أسباب جراحات الترميم أهم أسباب ترميم المهبل وجود خلل في عملية الإخراج بسبب ترهل الجدار الخلفي, إضافة إلى صعوبة إكمال عملية التبول في حالة ترهل الجدار الأمامي للمهبل وهبوط المثانة. وفي بعض حالات ترهل الجدار الأمامي للمهبل ومع هبوط المثانة تتغير وضعية عمق المثانة الطبيعية فتهرب قطرات من البول عند العطس أو الكحة وهو ما يسمى بstress incontinence وفي هذه الحالة يتم إجراء أنواع خاصة من الفحوص لاستبعاد أسباب أخرى كثيرة لهذه الحالة لا مجال هنا لذكرها، ثم تجرى عملية الترفيع إذا لزم الأمر. أسباب اجتماعية أما عن الأسباب غير الطبية فهي ثانوية وأغلبها اجتماعي، أو نتيجة لمضاعفات في خياطات التوسيع الذي يتم أثناء الولادة، حيث تحتاج المريضة لشد عضلات العجان وتصحيح الخياطة السابقة بعد علاج الالتهابات التي قد تكون مصاحبة لتلك الولادة. ترهل المهبل يزداد بتكرار الولادة وتختلف العمليات المهبلية من مريضة لأخرى بحسب الفئة العمرية (ولو أنه قد نجد حالات ترهل شديدة في فئة عمرية صغيرة وهذا يرجع لنوعية الأنسجة)، ولكن المعروف أن الترهل يزيد بزيادة عدد الولادات وبالتالي مع زيادة العمر. وكل مريضة يجب أن تؤخذ على حدة ويتم تشخيصها بدقة وتحديد ما تحتاج إليه قبل العملية. زيادة الثقة بالنفس إن إجراء هذه العملية يخلص المريضة من مشكلات كثيرة ولها نتائج إيجابية من الناحية الصحية والنفسية. ومن أهم النتائج التبول بصفة طبيعية وأيضا عدم صعوبة الإخراج, إضافة إلى ذلك اختفاء الإحساس بالثقل وبروز المهبل عند الكحة والعطس أو حتى عند عملية الإخراج، وأيضا يساعد على تضييق المهبل ومنع دخول وخروج الهواء عند المشي أو القيام بالتمارين الرياضية, ومن هذا المنطلق تزداد الثقة بالنفس وترتفع الحالة المعنوية للعلاقة الزوجية, وهو مطلب ضروري لكل امرأة. نصائح هامة ولكن من الضروري هنا التأكيد على أن هناك بعض النصائح التي تساعد على تجنب ترهلات المهبل سواءً قبل العملية أو بعدها تتمثل في ممارسة تمارين كيجل، والسباحة والأيروبك، والعمل دائماً على الوصول إلى الوزن المثالي وتجنب السمنة والبدانة. أهم فوائد الجراحة التجميلية النسائية فيما تعد عمليات تجميل المهبل أو تضييق المهبل أحد أكبر الفوائد الطبية للجراحة التجميلية النسائية نظراً لما تعاني منه كثير من الزوجات والأزواج أيضا من الاتساع الطبيعي للمهبل بعد الولادات المتكررة. تأثير الهرمونات على رخوية الأنسجة حيث إن اتساع المهبل قد يكون إما بسبب كثرة الولادات أو قد تكون نتيجة تأثير الهرمونات على رخوية الأنسجة, إذ إن الولادات المتكررة تمدد جدران وعضلات المهبل ومع التقدم بالعمر يقل حجم القضيب المنتصب للرجل بسبب نقص إفراز هرمون التيستوستيرون. إعادة الوضع الطبيعي وتلك العملية ليست جديدة فهي من العمليات التي يجريها جراحو النساء والولادة منذ سنوات كثيرة لإصلاح التلف في عضلات الحوض بسبب الولادة، ولكن تم تحوير العملية وطريقة إجرائها لتلبية رغبات النساء الكثيرات في العودة لوضع المهبل الطبيعي قبل الولادات للتمتع بحياة زوجية أفضل. من عمليات اليوم الواحد ولقد تقدمت الطرق لإجراء العملية لدرجة أنها أصبحت تجرى كعمليات اليوم الواحد بل ويتم إجراؤها في العيادات المجهزة لهذا الغرض وتخرج المريضة في نفس اليوم ويمكن أن تمارس جميع الأنشطة العادية ما عدا الجماع حيث تتطلب العملية اجتنابه لمدة ستة أسابيع على الأقل. الحل الأكثر فاعلية وتعد عملية تضييق المهبل هي الحل الأكثر فاعلية لهذه المشكلة. وهي عملية جراحية تهدف إلى شد عضلات المهبل والأنسجة الداعمة له للزيادة من قوة عضلات المهبل وقدرتها على الانقباض. ويطلق على عملية تضييق المهبل التجديد المهبلي Vaginal Rejuvenation ونسبة نجاح العملية تبلغ % 98 من الحالات. تقصير حجم العضلات وحديثاً يتم تضييق عضلات المهبل والأنسجة المحيطة عن طريق تقصير حجم عضلات المهبل وضمها بواسطة خيوط جراحية ذاتية الامتصاص Dissolvable Sutures. ويؤدى ذلك إلى جعل المهبل أضيق وتزداد شدة وقوة العضلات وبالتالي يكون الاحتكاك أثناء العلاقة الزوجية أكثر فيزداد الشعور بالمتعة الجنسية. الخبرة ضرورية ويرجع السبب في الترهلات إلى الولادة أكثر من مرة إذ إن الولادة على أيدي طبيبات لسن ذوات خبرة دائماً ما تشوه مهبل المرأة فتجعله متسعاً لدرجة تعوق الزوجين عن الاستمتاع في علاقتهما الخاصة. إذ إن خبرة الطبيب القائم على الولادة تمكنه من إغلاق عملية «شق العجان» (توسعة صغيرة تساعد على الولادة) بطريقة جيدة.
