عاد سانتوس البرازيلي إلى التتويج بلقب دوري أبطال أمريكا الجنوبية «كوبا ليبرتادوريس» بعد نحو نصف قرن من الانتظار، والآن بات يحلم بالاحتفاظ بنجومه الكبار وبالفوز بلقب كأس العالم للأندية في ديسمبر المقبل، الذي يبدو المرشح الأول لحصده نادي برشلونة الأسباني بقيادة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي. وتقوم آمال سانتوس في العودة إلى «عصر ذهبي جديد»، على غرار العصر الذي عاشه في ستينيات القرن الماضي، على موهبة اثنين من نجومه الشبان هما المهاجم نيمار ولاعب الوسط باولو هنريكي جانسو. وقام اللاعبان بدور حيوي في فوز الفريق على بينيارول الأورجوياني 2-1 الأربعاء الماضي في إياب نهائي البطولة بمدينة ساو باولو. وكان جانسو، الذي عاد إلى الملاعب بعد 45 يوماً من الغياب بسبب الإصابة، هو «العقل المفكر» للفريق البرازيلي، بينما بدا نيمار رغم أنه لم يكن في أفضل مستوياته، حاسماً في نتيجة اللقاء بتسجيله الهدف الأول لفريقه. وغير هدف نيمار سير المباراة، بعد أن أجبر لاعبي الفريق الزائر على التخلي عن استراتيجيتهم الدفاعية واللجوء للهجوم بحثا عن التعادل، لذا تركوا المزيد من المساحات لسانتوس، الذي تمكن من تعزيز النتيجة في الدقيقة 69 عبر هدف لدانيلو. وقلص ممثل أوروجواي الفارق قبل عشر دقائق من النهاية بهدف أحرزه دورفال مدافع الفريق البرازيلي بالخطأ في مرماه. وانعكس الحماس الذي ولده في البرازيل اللقب القاري الذي حصده سانتوس - والذي كان الثالث له بعد لقبين بعيدين متتاليين عامي 1962 - 1963 في قفزات من السعادة للمعشوق الأول في تاريخ النادي النجم بيليه. وقال الأسطورة المعتزل 70 عاماً الذي كان السبب الرئيسي في اللقبين الماضيين لسانتوس في البطولة القارية «إنها سعادة غامرة. من الصعب علي أن أحرز البطولة كمشجع». لكن التحدي الأكبر الذي يواجه النادي البرازيلي في محاولته إحياء عصره الذهبي يتمثل في مطاردة كبار أندية أوروبا لأفضل لاعبين في صفوفه. فجانسو يلاحقه أكبر ناديين في إيطاليا ميلان وإنتر، فيما تؤكد العديد من التقارير وجود مفاوضات بين ريال مدريد ونيمار. وأقر موريسي راماليو المدير الفني لسانتوس بأن «برشلونة هو المرشح الأول للفوز ببطولة العالم للأندية، لكننا لا نستسلم بسهولة ونسعى إلى الكفاح. لو تمكنا من الحفاظ على تلك القاعدة وتعاقدنا مع لاعب أو اثنين آخرين فستكون لنا فرصنا. بيد أنني أعتقد بأن أوقاتا صعبة تنتظرنا، لأن ناديا يحصد الألقاب يعني وضع الأنظار على لاعبيه». بدوره أكد رئيس النادي لويس ألفارو أوليفيرا أنه يثق بقدرته على إقناع اللاعبين بالبقاء في النادي «ستكون صفقة جيدة بالنسبة لهما. إنهما قادران على أن يصبحا الأفضل في العالم إذا ما ظلا في سانتوس. لو كان الأمر بيدي، فسيبقيان». وأكد جانسو على الأقل رغبته في البقاء داخل النادي الذي بدأ فيه مسيرته «أعيش لحظة من السعادة، لأن فريقي الذي بدأ بشكل سيء الأدوار الأولى في كأس ليبرتادوريس، استعاد مستواه وأحرز اللقب. لدي تاريخ جميل في سانتوس وأتمنى أن استمر وأحرز الكثير من الألقاب هنا». بدوره لم يعلق نيمار على الشائعات التي تدور حول انتقاله إلى ريال مدريد، لكنه أكد شعوره بالسعادة إزاء ما تحقق، حيث فاز بأهم لقب للأندية في أمريكا الجنوبية وكذلك بلقب بطولة القارة لمنتخبات الشباب تحت 20 عاماً في سن التاسعة عشرة، وهو ما علق عليه قائلا «إنني بطل أمريكا الجنوبية مرتين». وسافر اللاعبان بصحبة زميلهما إيلانو إلى الأرجنتين، حيث ينضم الثلاثي إلى زملائهم في المنتخب البرازيلي، الذي يستعد لخوض بطولة أمريكا الجنوبية (كوبا امريكا)، حيث قد تتابع جماهير الكرة الفصل الأول من صراع نيمار - ميسي.