يُقال إن النساء يشعرن بالسعادة عند صرف المال أكثر من الرجال، ويُعيد من يقول ذلك السبب لدراسات وتحاليل نفسية بعضها غير دقيقة،مبررها ارتفاع «هرمون» نهم الشراء عند حواء، ومطالبها الحياتية اليومية المتزايدة والمتجددة،وتركيبتها النفسية، وإحساسها أن صرف المزيد من المال الذي «يجمعه الرجل» يُشعرها بالأمان أكثر، يبدو أنه مجرد إحساس!!. الرجل في الغالب وعند معظم المجتمعات هو الجالب للمال، وهو المسؤول أيضاً عن تدبر شئون الأسرة، وهنا حكمة جعل القوامة له على المرأة، وإن كانت «صور مغايرة» بدأت تظهر لرجال يعتاشون بمال نسائهم!! إلا أن القوامة أيضاً ستبقى عنده لأنه هو المسؤول الأول عن جلب المال!!. في كل الأحوال،متى ما كان المال وسيلة وليس غاية فهو جالب للسعادة لكلا الطرفين بكل تأكيد،سواء أدخر أو صرف!!. لكن السؤال المطروح من هو الأكثر سعادة «من يجمع المال أم من يصرفه»؟!.. إذا قلنا إن من يجمع المال ويدخره أكثر سعادة ممن يصرفه!!؛ فهذا يعني أن كل الأغنياء سعداء!! وهو كلام غير صحيح.. فنحن نجد الكثير من الأغنياء محرومين من الاستمتاع بثرواتهم!!. وإن قلنا من يصرف المال أكثر سعادة ممن يجمع ويدخر!!.. فهو كلام ومنطق غير دقيق أيضاً، بدليل أن هناك كثيرين يشعرون بالندم عند صرف المال ولا يشعرون بذلك إلا بعد فوات الأمر!!. إنها فلسفة يصعب تحليلها!! فالكل يطرد خلف جمع المال، ومن ثم يفرط في صرفه دون أن يشعر بالسعادة!! من «لا يملك المال» يعتقد أنه سبب «تعاسته» في هذه الدنيا!! ومن «يملك المال» لا يرى فيه مصدراً «للسعادة» مطلقاً!! المال عصب الحياة.. وإلا لماذا نعمل؟! ما الذي يخرجنا من منازلنا كل يوم؟!.. أليس هو جني المال بشتى صورة؟! السؤال الأهم هل المال الذي تقبضه كمرتب أو تجنيه من أرباح يجلب لك بالفعل أيّ «صورة من صور السعادة اليوميه»؟! إذا لم تحصل على إجابة شافية فأنت ممن «ينتحرون ببطء» في هذه الحياة!!.. فهناك «أناس» يركضون طوال عمرهم خلف «سراب جمع المال»، ليحققوا أحلامهم وقد «فاتهم» التوقف للحظة «ليشعروا» بالسعادة!!. ينتهي بهم «المطاف» وهم يركضون دون أن «يسعدوا بأحلامهم» أن تحققت أو أن يكونوا «سعداء» حتى وقت جمع المال!!.. المال جالب «للسعادة» وطارد لها في نفس الوقت!! فقط أعرف في أي «اتجاه» أنت تسير!!.. وعلى دروب الخير نلتقي.