أصدر الزميل محمد بن عبدالعزيز الفيصل كتابه (عودة سدير مستودع الأسرار) ويتناول هذا الكتاب بلدة عودة سدير التي تقع في السفوح الشرقية من طويق وفي الجانب الغربي من العتك الكبير حيث تشغل مساحات واسعة من وادي سدير (الفقي قديماً)، وتبعد عن مدينة الرياض سبعين ومائة كيل من الناحية الشمالية الغربية. ويتكون هذا الكتاب من مقدمة وفصلين رئيسين الأول بعنوان: «عودة سدير تراث وتاريخ»؛ ويتناول «عودة سدير» من عدَّة جوانب أبرزها الموقع الجغرافي تليه إضاءة على العلوم والمعارف القروية من حساب وطب وبالذات بالزراعة وكيف كانت الحياة المعيشية قبل توحيد المملكة على يد جلالة الملك الموحد عبدالعزيز طيب الله ثراه حيث كان الناس يبذلون جهداً كبيرا في حفر الآبار, ومن ثم استخراج المياه منها وتوزيعها على النخيل في البلدة، ومن ثم معاناتهم في حفظ هذه الثمار ليقتاتوا منها عاماً كاملاً ويقايضوا بها الرز والسكر والشاي والملابس وباقي احتياجاتهم الحياتية، وعن طريقة بناء البيوت الطينية وكيف كان الناس يتشافون ويعالجون أنفسهم في السابق قبل وجود المستشفيات والمراكز الصحية التي وفرتها حكومتنا الرشيدة، كما يحوي هذا الفصل لمحة موجزة عن أبرز المعالم الطبيعية من وديان وشعاب وكهوف. أما الفصل الثاني بعنوان «سر غيلان» فيحتوي على دراسة تخص المواقع الأثرية في «عودة سدير»، وهي: جماز ومسافر والقرناء وقصر غيلان التاريخي حيث يعد الأخير أشهرها وأبرزها، حيث قمت بتوصيف هذه المواقع الأثرية, وإيراد صور لها، وسردت معلومات تفصيلية عنها واسترشاداً برأي العلماء والأساتذة المتخصصين في المجال، وقد قمت بدعوة مجموعة من علماء الآثار لزيارة هذا الموقع وبعد هذه الزيارة زودوني مشكورين بآرائهم ومرئياتهم وقاموا بتفنيد المعلومات حول هذه المواقع وقد نشرت هذه الآراء في هذا الكتاب ومن أبرز هؤلاء: أ.د. عبدالعزيز الفيصل، وأ.د.عبدالعزيز الغزي رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الآثارية ورئيس قسم الآثار بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، وأ.د. أحمد الزيلعي عضو مجلس الشورى وأمين عام جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأستاذ التاريخ والآثار بجامعة الملك سعود، وأ.د. سليمان الذييب أستاذ التاريخ والكتابات العربية القديمة بجامعة الملك سعود، ويحوي هذا الكتاب مجموعة من الصور الملونة لأبرز المواقع الأثرية بعودة سدير. وسبب إصدار هذا الكتاب هو عدم وجود كتاب متخصص في آثار «عودة سدير» يفصل القول في آثارها وتاريخها، ويحوي هذا الكتاب قرابة الثلاثين صورة فتوغرافية لأبرز المعالم الأثرية في العودة، كما يشمل على صور زيارة علماء الآثار إلى هذه المواقع، وصور أخرى للمقارنة بينها وبين مواقع أثرية أخرى في تيماء والخرج. فهذا الكتاب هو محاولة جادة لإثراء الساحة الفكرية والثقافية بإصدار جديد ونوعي بما يتماشى مع توجه هيئة السياحة والآثار في دراسة المواقع الأثرية في هذا الوطن، وتتجلى أهمية هذا الإصدار في فكرته العامة حيث يسجل بالحرف والصورة زيارة ميدانية موثقة لعدد من المواقع الأثرية فهو يحوي مجموعة من الآراء القيمة، ومما يزيده أهمية إشادة الأساتذة المتخصصين في مجال التاريخ والآثار بفكرته وطرحه حيث يعد أول كتاب يلقي الضوء على موقع أثري بهذه الصورة والطريقة الحديثة التي تعطيه حيادية وقيمة علمية بما يحويه من رؤى متنوعة ومتعددة, ونأمل أن يكون إضافة جادة إلى المكتبة السعودية.
