أكد الدكتورأحمد الحريري المعالج النفسي والباحث في الشؤون النفسية والاجتماعية أن الجميع ينتظر نظام الصحة النفسية ليس فقط لتحقيق خدمة تليق بالمريض والمراجع النفسي ومقتضيات الجودة الشاملة في القطاع الصحي بل أيضا لتوظيف مؤهلات علمية غابت عن التخصص العلاجي النفسي والاجتماعي رغم كفاءتها بسبب عدم استيعاب نظام الصحة النفسية المطبق حالياً لها وتهميش تخصصات فنية العمل العلاجي والتأهيلي النفسي في أمس الحاجة لها مشيرا إلى أنه وفي الوقت الذي تُخرج فيه أقسام علم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في الجامعات أخصائيين نفسيين واجتماعيين نجد أن أبواب التوظيف أمامهم موصدة ليس لأن تخصصاتهم لا تلبي احتياجات السوق كما يظن بعضهم بل لأن نظاماً وظيفياً لم يستوعبهم في الخدمة أساساً هذا النظام بناه أشخاص لم يروا إلاّ أنفسهم من خلاله، ولم ينظروا إلى غيرهم من المتخصصين سواءً كان ذلك بحسن نية أو بسوء نية فلا فرق فالنتيجة واحدة... ومضى الدكتور الحريري قائلا راح بعض أخصائيي علم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية يهيم على وجهه بشهاداته وخبراته يبحث عن عمل في غير تخصصه منهم من عمل في كبائن الهاتف لفترة وبعضهم عمل في الحراسات الأمنية وبعضهم ما زال ينتظر وفي أحسن الأحوال عمل كثير منهم في غير تخصصه وفي المقابل تجد أخصائيين نفسيين غير سعوديين يعملون بكل ثقة في المملكة العربية السعودية وأهلا بهم (البيت بيتك) لكن كيف استوعب كمتخصص معالجاً نفسياً لا يجيد ولا يتكلم اللغة العربية ونحن نعرف جميعاً أن العلاج النفسي والتشخيص يتعلق باللغة وبالثقافة والهوية المحلية , وأضاف لقد قدمت شخصياً للجنة المعنية في مجلس الشورى تصورا عن تطوير نظام الصحة النفسية يتضمن أكثر من (65) ملاحظة على النظام القديم لا أعرف ما أخذ منها وما لم يتم الأخذ به لكني متأكد تماماً أن صياغة أي نظام للصحة النفسية يجب أن يساهم فيه عدة تخصصات لها علاقة مباشرة بالتأهيل والعلاج النفسي مثل :(الممرض النفسي والأخصائي النفسي والطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي وأخصائي الخدمة الاجتماعية وأخصائي العلاج بالعمل ومرشد التعافي وأخصائي العلاج بالفن التشكيلي وغيرها من التخصصات ذات العلاقة ولا مانع من مساهمة العميل الأول بالطبع المريض النفسي في وضع تصوره عن النظام الذي يقدم لخدمته إذا كان مؤهلاً لذلك) وتابع الدكتور الحريري وإذا لم توضع آلية لتشمل كل هذه التخصصات فأعتقد أن أي نظام للصحة النفسية يبقى نظاماً ينقصه الكثير من الأبجديات, وليست المسألة بهذه الصعوبة أبداً كل ما نحتاج إليه نية صادقة وانتماء كامل للوطن وليس من الصعوبة أن يُحكّم النظام من كل التخصصات ذات العلاقة وتضع بصمتها المهنية عليه وإلاّ في النهاية سوف نجد أشخاصا يعملون مكان أشخاص آخرين، ومؤهلون لا يجدون عملاً لهم وهذا ما حدث خلال الفترة السابقة ,وليته لا يحدث خلال الفترة القادمة, ومن السهل الاطلاع على النظم العالمية كيف تسير ونسير مثلها وأردف الأخصائي النفسي قائلا: المجتمع السعودي في اعتقادي مثل أي مجتمع بشري آخر ليس ملائكياً كما يعتقد بعضهم , ولكنه ليس شيطانياً كما يتهمه بعضهم له ماله وعليه ما عليه, ولكني على يقين أن المجتمع السعودي بقياداته الحكيمة وبشبابه المتعلم قادم على تطور سريع سوف يشار له بالبنان وسوف تكون أبجديات الصحة النفسية من صميم جودة حياته وتطور وازدهار معيشة أفراده، وما يحدث من ازدياد للعيادات والمستشفيات النفسية فليس بالضرورة كثرة الأمراض النفسية , ولكن قد يكون ذلك عائداً على ارتفاع مستوى الوعي بأهمية الصحة النفسية وزيادة الخدمات العلاجية ووفرتها وتناول الإعلام لها, وسوف يزيد هذا الحراك الاجتماعي الواعي خاصة عندما تتجدد الدماء في المنظمات والهيئات المعنية وتتوحد الصفوف لخدمة الوطن والأخذ به إلى العالم الأول في أسرع وقت ممكن, ونبذ الذاتية والاتجاهات الإقليمية أو الأفكار العنصرية التي تعتبر من منغصات الصحة النفسية التي أصبحت مهددات استقرارها كثيرة كان من أهمها استخدام وتعاطي المخدرات والتطرف الفكري والإرهاب بوجوهه القميئة (التكفيرية والتفجيرية)، ونحن مع ذلك في أمس الحاجة لدراسات مسحية تتبعية لمعرفة مستويات الصحة النفسية في المملكة العربية السعودية وكيفية الحفاظ عليها وتنميتها باستمرار، ومضى الدكتور الحريري للامانة لا يقف على خدمة المريض الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي فقط ولكن على الأقل هذا ما تعارف عليه كثير من الناس إلى الآن إلاّ أن هناك متخصصين آخرين يخدمون المريض لا تقل أهميتهم عن هذين المتخصصين والمريض يحتاج لكل الطاقم العلاجي بلا استثناء ولا يحتكر خدمة المريض تخصص على حساب تخصص وتقدر حاجة المريض لأي متخصص من خلال فريق علاجي يسهم كل متخصص بدوره سواءً بطريقة مدير الحالة Case Manger-CM أو بطريقة لجنة التقييم المتعددة التخصص ات Malty Evaluation Committee-MEC التي يعرض عليها المريض أول مرة أو بطريقة الملف المتحرك Mobile file-MF حيث يلتزم كل متخصص بوضع بصمته العلاجية على ملف المريض...عموماً تطبيقات الجودة الشاملة في مجال التشخيص والعلاج النفسي كثيرة ولكن الأكيد أن المركزية شيء لا يطاق في وحسب معلوماتي من الممكن أن يفتح الأخصائي النفسي عيادة نفسية للاستشارات النفسية ولكن أيضاً ساهمت وزارة الشئون الاجتماعية وزارة التجارة بالسماح للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين بفتح مراكز استشارات نفسية واجتماعية بعد أن كانت وزارة الصحة متشددة في ذلك وأشار الدكتور الحريري إلى أن مهنة العلاج النفسي من أكثر المهن التي تجنى عليها الآخرون يتهم بعضهم الأطباء النفسيين بكثرة صرف الأدوية النفسية وغيرهم من الأطباء يصرفون أدوية نفسية أكثر من الأطباء النفسيين أنفسهم , ويتهم بعضهم الأخصائيين النفسيين أنهم متغربون وغير مفيدين وغيرهم يبيع الوهم باسم العلاج النفسي وتحت الكثير من المسميات, ولم يذكر نظام الصحة النفسية الذي اطلعت عليه أي شيء اسمه البرمجة اللغوية العصبية، وأعتقد أنه لا يجب ذكر أي معرفة ليست منهجية لها أساليبها الإحصائية ولا تدرس في الجامعات المرموقة.