هناك مثل متداول في الولاياتالمتحدةالأمريكية مفاده «إذا أردت أن تطور بلدا فمد له خط سكة الحديد» وقد سألت عن تاريخ هذا المثل فجاءت الإجابة أنه يرجع إلى بدايات النقل عبر القطارات البخارية في الولاياتالمتحدة في القرن التاسع عشر الميلادي عندما رأى الناس الأثر الإيجابي للنقل على البلدان التي تمر بها القطارات من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتجارية وغيرها. وأعتقد أن هذا المثل لا يقتصر على بلد بعينه بل يشمل جميع البلدان في جميع القارات. كما أنه لا يقتصر على القطارات وحدها بل يشمل جميع أنواع النقل المختلفة. ولقد عمت الفرحة أهالي منطقة القصيم وغيرها من المناطق الشمالية الأخرى بصدور أمر خادم الحرمين الشريفين بربط منطقة القصيمبمكةالمكرمة بطريق سريع يسير مع طريق الحج القديم الذي يربط شمال الجزيرة العربية وشرقها إلى مكةالمكرمة. ولا شك أن الفرحة اكتملت بعد أن أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن ماجد نائب أمير منطقة القصيم بصدور التوجيهات بأن يطرح الجزء الأول من الطريق مع مسجد الميقات في ميزانية الدولة لهذا العام 1432-1433ه. وتشير خريطة طريق القصيممكةالمكرمة السريع المزمع إنشاؤه بأنه سوف يلتقي مع طريق القصيمالمدينةالمنورة السريع الذي يمتد أيضا إلى مدينة ينبع الصناعية على البحر الأحمر.ولكي تعم الفائدة وتكتمل الصورة فإنني أقدم اقتراحا إلى وزارة النقل بأن تدرس إمكانية مد طريق مكةالمكرمةالقصيم السريع باتجاه الشرق إلى مدينة الجبيل الصناعية على الخليج العربي ابتداء من مركز أم سدرة شرق منطقة القصيم. ولا شك أن هذا الربط سوف يخدم المناطق الوسطى والشرقية ودول مجلس التعاون بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. كما سوف يربط مدينة الجبيل الصناعية على الخليج العربي بأختها مدينة ينبع الصناعية على البحر الأحمر بطريق مباشر سريع مستقيم يخفف الضغط الكبير على طريق الدمامالرياضمكةالمكرمةجدة السريع «40 شرق غرب السريع». كما سوف يشكل هذان الطريقان محورين متوازيين يخترقان المملكة من الشرق إلى الغرب من الخليج إلى البحر. إن الطرق هي عصب الحياة وتأتي الطرق السريعة على رأس هذه الطرق من حيث الأهمية والأولوية. ولا يختلف اثنان بأن المملكة مقدمة على نهضة تطويرية غير مسبوقة في جميع المجالات كما تشير كثير من التوقعات والإحصائيات المحلية والدولية. كما سوف يصاحب هذه النهضة زيادة في أعداد السكان نتيجة حتمية لهذه المؤشرات. إن وزارة النقل لها جهود مشهودة ومشكورة في إنشاء الطرق بدعم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لعل أن يكون هذا الطريق من أولوياتها.والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. - عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة