أشاد وزير الخارجية السعودي عادل ابن أحمد الجبير بالعلاقات المتينة التي تربط المملكة العربية السعودية بالمملكة الأردنية الهاشمية ووصفها بالمتميزة، مشيراً إلى أن العلاقات قائمة منذ الأزل على أسس متينة من المحبة والتعاون الأخوي الوثيق بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين وشعبيهما بتوجيهات مباشرة من قيادتي البلدين. وفق ما نشرت «وكالة الأنباء السعودية» (واس). وأوضح في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عُقد في عمّان مساء اليوم (الخميس) أن مباحثاته مع نظيره الأردني تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى بحث تطورات الأحداث في كل من سورة والعراق واليمن. وقال الجبيرإن «العلاقات بين البلدين لا تحكمها الشكليات وإنما تحكمها المصالح المشتركة، فالزيارات مستمرة بين المسؤولين في البلدين، ولكن الأهم من ذلك هو أن الأردن حليف للمملكة وشريك في التحالف القائم لدعم الشرعية في اليمن وفي مواجهة التطرف والإرهاب وفي العمل القائم لدعم المعارضة السورية المعتدلة وفي دعم عملية السلام في المنطقة وفي التصدي لإيران وخططها العدوانية وفي الكثير من الأمور العسكرية والسياسية والأمنية». وبين أن الأردن دولة مهمة بالنسبة للمملكة وأن هناك استثمارات سعودية كثيرة في الأردن ومن المتوقع أن تزداد هذه الاستثمارات بإذن الله في المستقبل. وأشار وزير الخارجية إلى أن الحديث عن أي فتور في العلاقات بين البلدين بعيد عن الواقع تماماً. وقال في رده على سؤال حول علاقة المملكة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية «إن علينا الاعتماد على ربنا أولاً ومن ثم على أنفسنا في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة العربية، وإذا كان هناك تطابق في المصالح مع أميركا نعمل عليها وإذا لم يكن هناك تطابق نتشاور معها من أجل تحقيق الأهداف المرجوة». وأكد أن علاقات المملكة مع أميركا علاقات استراتيجية وتاريخية مهمة جداً للبلدين سواء كان في المجال الأمني أو العسكري أو الاقتصادي أو المجال السياسي، مشيراً إلى أن هناك شراكة استراتيجية قائمة ومستمرة تخدم البلدين فيما يتعلق بالتعامل مع الكثير من الموضوعات. وقال «نحن نتشاور مع الولاياتالمتحدة فيما يخص الأوضاع في لبنان وكيفية الوصول إلى انتخاب رئيس جديد، وكذلك نتشاور مع الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالإصلاحات التي يجب على الأشقاء في العراق أن يطبقونها للحفاظ على استقراره وأمنه واستقلاله من إيران». وبين أن الولاياتالمتحدة تدعم الجهود التي تقوم بها المملكة ودول التحالف في اليمن ونحن نقدر ذلك كثيراً. وأضاف قائلاً إن «سياستنا بالنسبة للعراق واضحة ونحن نؤيد الإصلاحات في العراق التي تحفظ حقوق جميع الطوائف، ونؤيد أن يكون هناك حكومة عراقية تضمن وحدة واستقرار العراق وتقلص وتبعد الهيمنة الإيرانية عنه». وبالنسبة لإيران اوضح الجبير أنه إذا كانت تريد إجراء أعمال شغب في المنطقة لن يكون ذلك على حساب المملكة التي تعمل على التصدي لإيران المشاغبة، وخير دليل على ذلك دعم المملكة للشرعية في اليمن وأن العمل الذي تقوم به المملكة هو التصدي للنفوذ الإيراني وأن وجود إيران بدأ يتقلص في بعض المناطق. وأعرب الجبير عن أمله في أن تكون علاقات إيران مع جيرانها العرب ومنها المملكة علاقات ايجابية ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون العلاقات، مبنية على أسس كثيرة وفي مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الآخر. ورداً على سؤال حول ما يقوم به تنظيم «داعش» من أعمال، قال إن «تنظيم داعش ارتكب أعمالا إجرامية وإرهابية ضد العرب ولم يرتكب أي عمل عدواني ضد إيران، ونحن لا ننظر للنزاعات القائمة على أنها طائفية وكلنا مواطنون نمتلك نفس المزايا والحقوق». من جهته رحب وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بوزير الخارجية السعودي بمناسبة زيارته للأردن، وقال «نحن في الأردن نقف مع المملكة في السراء والضراء، ولا يوجد ولم يكن هناك أي شيء ممكن أن يوصف بأنه توتر أو فتور في العلاقات،لأن هذه العلاقات متينة ومترسخة منذ القدم». ورداً على سؤال حول الأزمة السورية، قال جودة إن «بلاده تدعم الحل السياسي للأزمة السورية وأن هناك اتصالات دولية مع جميع الأطراف المعنية بهدف الوصول إلى تسوية سلمية لهذه الأزمة تضمن وحدة أراضي سورية ووحدة شعبها». وأكد ضرورة العودة إلى ما تم التوصل إليه في مؤتمر (جنيف 1) من أجل الوصول إلى مرحلة تنهي الوضع الحالي وتعيد سورية إلى وضعها السابق بحيث تكون جميع مكونات الشعب السوري حاضرة في المستقبل السوري. وحضر المؤتمر الصحافي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن الدكتور سامي بن عبد الله الصالح وعدد من المسؤولين الأردنيين في وزارة الخارجية الأردنية.
