استعان الكوري الجنوبي سيمون لي بتجربته الحياتية لإطلاق مشروعه في الترجمة، مستعيناً بمساعدين من حول العالم. وسيمون لي (32 سنة) الذي يمتلك مهارة لغوية، ويهوى تعلّم اللغات، يتحدث ستاً منها، أبرزها: الكورية، الإنكليزية، الفرنسية، العربية (العامية والفصحى)، واليابانية. ولد لي في دولة الكويت عام 1983، وانتقل مع أسرته إلى المملكة المتحدة بعد أربع سنوات، ثم إلى الولاياتالمتحدة والسعودية، قبل أن يعود في نهاية المطاف إلى وطنه الأم كوريا الجنوبية. وساعد تنقل لي، في المراحل الأولى من حياته، على إجادته اللغات التي اكتسبها. وقال لي الذي أسس شركة تعنى بالترجمة عبر مراسلين في مقابلة مع «موقع هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) إنه «سيواصل تعلّم مزيد من اللغات وإتقانها، ليتمكن من توسيع نطاق نجاحه»، من خلال شركته الإلكترونية غير التقليدية التي تحمل اسم «فليتو»، وتعمل عبر شبكة الإنترنت على تقديم خدمات الترجمة إلى مختلف لغات العالم تقريباً. وأفاد لي بأنه استلهم فكرة إنشاء تلك الشركة خلال فترة دراسته في جامعة سيول حيث اشتهر بين أصدقائه بأنه متعدد اللغات، وكان يساعدهم في أداء واجباتهم في اللغات الأجنبية. وأنشأ لي شركة «فلاينغ كان» التي باءت بالفشل عام 2007. وقال إن فكرتها كانت صائبة، لكن التوقيت لم يكن مناسباً بعد. وأشار إلى أن «فليتو» التي أطلقها في أيلول (سبتمبر) 2012، حققت نجاحاً كبيراً، وأصبح لديها الآن حوالي 5 ملايين مستخدم حول العالم، وتدر دخلاً سنوياً صافي أرباحه 2.1 مليون دولار أميركي. و«فليتو» لا توظّف مترجمين على نحو مباشر، مثل غالبية شركات الترجمة الاحترافية التقليدية حول العالم، بل تعتمد على توجيه الدعوة إلى أفراد الجمهور عموماً، ممن يعرفون أكثر من لغة كي يعرضوا خدماتهم في مجال الترجمة عبر موقع الشركة الانترنت وعبر تطبيقها الإلكتروني في الهواتف النقالة. وعلى رغم الصعوبات التي واجهتها في بداية انطلاقتها، فإن الشركة تؤمن العمل لحوالي مليون مترجم حُر في 170 دولة حول العالم، يقدمون خدمات ترجمة عبر الإنترنت من وإلى 17 لغة على الأقل. ووفقاً لنظام عمل الشركة، فإن كل مترجم يحصل على أجر متفق عليه سلفاً عن كل قطعة يترجمها، وفي بعض الأحيان عن عدد الكلمات التي تتضمنها القطعة، وهو الأجر الذي يجري تحويله إلكترونياً إليه في أي مكان في العالم، بينما يتحصل لي على نسبة معينة تذهب إلى إيرادات شركته التي تحقق ازدهاراً في شكل لافت، من دون أن يرى موظفوها بعضهم بعضاً إلا من خلال وسائط التواصل الاجتماعي. ولا يرى لي في خدمات الترجمة الإلكترونية التي تؤمنها مواقع مثل «غوغل» تهديداً لنشاطات شركته، إذ إن الخدمات الآلية لن تكون في دقة الترجمة البشرية ذاتها. وتتلقى الشركة تقريباً 70 ألف طلب ترجمة يومياً عبر الإنترنت، وتلبى الطلبات عبر شبكة المترجمين الموزعين حول العالم في مقابل نحو 10 سنتات أميركية حداً أدنى عن كل 25 حرفاً. أما في مقر الشركة الرئيسي في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، فلا يعمل سوى 34 موظفاً بدوام كامل تحت إشراف لي. وصل إجمالي عدد طلبات الترجمة التي تلقتها الشركة ونفذتها عبر موقعها الالكتروني نحو 11 مليوناً و419 ألف طلب.