ودّعت وافدة من الجنسية اليمنية الفصل الأخير من معاناتها النفسية، وتنفست الصعداء ونسائم الحرية، وتجددت آمالها في الحياة بمجرد عودتها الأسبوع الماضي إلى أحضان أسرتها من طريق منفذ الوديعة الحدودي، في أعقاب نجاتها من القصاص وإخلاء سبيلها من سجن جازان العام. وعاشت النزيلة (أ . م) لحظات استثنائية من الفرح والسعادة والارتياح أثناء استقبالها وفداً نسائياً من لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم)، نقل لها البشرى والتهنئة بتخلصها نهائياً من كابوس الإعدام الذي ظل يلازمها على مدى ست سنوات، منذ إيقافها على خلفية اتهامها بقتل مواطن سعودي بإحدى محافظات المنطقة. وأوضحت رئيسة القسم النسائي باللجنة عائشة الزكري، أن القضية شهدت محطات مختلفة ومرت بمراحل طويلة ومثيرة بين إجراءات التحقيق وجلسات التقاضي، والتي تخللها عدد من الدفوعات والمرافعات والاعتراضات من ورثة المجني عليه، وإصرارهم على المطالبة بالقصاص ليحسم الموضوع في النهاية بصدور حكم قضاة المحكمة العامة في جازان بالأكثرية بصرف النظر عن دعواهم ودرء القصاص عن المتهمة، تماشياً مع ظروف وملابسات الواقعة، وجرى المصادقة على مضمونه من محكمة الاستئناف والمحكمة العليا وتأييده بالأمر السامي، بإنفاذ ما تقرر شرعاً حيالها وإطلاق سراحها وإبعادها لبلادها لاكتساب الحكم الصفة القطعية. وأعربت النزيلة قبيل مغادرتها عن شكرها وتقديرها للمسؤولين بالإدارة العامة للسجن العام في مدينة جازان ومشرفات عنبر النساء، على حسن التعامل والرعاية الكريمة، وحرص الجميع على تأهيل النزيلات واستثمار أوقاتهن بالأنشطة والفعاليات المفيدة، مثمنة اهتمام رئيسة وعضوات القسم النسائي بلجنة (تراحم) بوضعها، ومتابعتهن لقضيتها منذ بدايتها حتى حانت ساعة الفرج.