في منطقة جازان، ينطبق المثل العربي القائل «ليس من رأى كمن سمع»، فعلى بُعد حوالى ساعة ونصف الساعة بالسيارة شمال مدينة جازان، وفي مساحة تزيد على 100 كيلو متر مربع بجوار ساحل البحر الأحمر، بدأت جحافل معدات أرامكو وفرق العمل التابعة لها ولمقاوليها تتصاعد في تحويل الصحراء الوادعة عبر خطة محكمة إلى قلعة من قلاع التنمية الصناعية والاقتصادية التي تجلب الخير للمنطقة، وفقاً للسياسات الوطنية الطموحة، مستحدثة مجموعة من المشاريع والتقنيات والبرامج المتطورة، التي من بينها ما يتم تنفيذه للمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط. وزار عددٌ من أعضاء الإدارة العليا والتنفيذية في أرامكو السعودية منطقة جازان هذا الأسبوع للالتقاء بالموظفين، وتفقُّد العمليات القائمة، ومعاينة سير العمل في المشاريع الجديدة الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية المتوازنة من خلال الإسهام في خلق آلاف الفرص الوظيفية والتدريبية للمواطنين السعوديين. وتشمل المشاريع الجديدة مصفاة وفرضة جازان، وهي منشأة تمتلكها أرامكو السعودية بطاقة تكرير تفوق 400 ألف برميل يومياً من النفط الخام بغرض تزويد العملاء المحليين والدوليين بالوقود. كما ستُجهَّز مصفاة جازان بميناء حديث ومحطة لتوليد الكهرباء بطاقة 4 غيغاواط، وهو ما سيجعل المصفاة مكتفية ذاتياً، كما ستوفر هذه المحطة الطاقة لشركات التصنيع والخدمات المملوكة محلياً. وأحدُ المؤشرات الدالة على مدى ضخامة مشاريع الشركة في جازان هو أنها ستحتاج إلى 1.7 مليون متر مكعب من الخرسانة، إضافة إلى 300 ألف طن من الحديد المسلح لتشييد المشاريع الرئيسة هناك. وزيارة هذا الأسبوع التي كانت بقيادة رئيس الشركة كبير إدارييها التنفيذيين المكلّف أمين حسن الناصر، والنائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق عبدالرحمن فهد الوهيب، هي الثانية التي يجريها أعضاء إدارة الشركة خلال الشهرين الماضيين، في دلالة على أن منطقة جازان تحتل أولوية قصوى لدى إدارة الشركة. وأوضح الناصر أن منطقة جازان مهمة جداً ومشاريع أرامكو السعودية في جازان أيضاً مهمة جداً، ليس فقط لأن نطاق المشروع على درجة هائلة من الضخامة والتعقيد الهندسي واللوجستي بما في ذلك بناء مصفاة عملاقة ومحطة كهرباء ضخمة ومتطورة وتأسيس بنية تحتية لمدينة اقتصادية وتطوير صناعة ذات بُعد إقليمي، بل أيضاً لأننا نعمل مع قطاعات مختلفة وشركاء عدة لاستحداث آلاف فرص العمل المرتبطة بالتدريب للمواطنين، وفق نماذج مميزة تطبقها أرامكو السعودية للمرة الأولى، وستكون هي طريق المستقبل. واستهل أعضاء فريق الإدارة الزيارة بجولة في مستودع منتجات البترول في جازان، إذ جرى إطلاعهم على أحدث المستجدات المتعلقة بالتشغيل، وعقد رئيس الشركة المكلّف من مكانه في مستودع منتجات البترول في جازان اجتماعاً عبر الهاتف مع موظفي أرامكو السعودية في نجران، وعبّر لهم خلاله عن تقدير الشركة لعملهم في دعم الجهود الوطنية خلال هذه الظروف الحساسة. وفي موقع المشروع، اطّلع الوفد الذي ضم أيضاً نائب الرئيس للسلامة والأمن الصناعي محمد الزهراني، ونائب الرئيس لإدارة المشاريع فهد الهلال، ونائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية ناصر النفيسي، والمدير التنفيذي للتكرير وتجزئة سوائل الغاز الطبيعي عمر بازهير، على آخر المستجدات التي قدمها المدير العام لإدارة المشاريع في منطقة جازان فؤاد العزمان، والمدير العام لمجمع مصفاة جازان سليمان البرقان. وجدّد الناصر دعوته للموظفين لإيلاء السلامة أولوية قصوى، وقال إن الشركة تتعاون مع جميع المستفيدين في المنطقة لتوفير بيئة عمل تتميّز بالسلامة والأمن، وخطط لمواجهة الحالات الطارئة. وبيّن أن موظفي أرامكو السعودية الذين يعملون في جازان يُسهمون بشكل فاعل في جدول الأعمال الاقتصادي الوطني المتمثّل في إيجاد القيمة وجلب الفرص في جميع أنحاء المملكة، وإنه يحق لهم الفخر بما يقدمونه للشركة وللسعودية.