إندلع حريق هائل في منطقة «التشاليح» الواقعة في محافظة جدة أمس، ما تسبب في خسائر كبيرة لملاك «سيارات الخردة» التي إلتهمتها النيران، الأمر الذي أستنفر الجهات الحكومية في المحافظة لإخماد الحريق، والإستعانة بطيران الأمن للحد من آثار الكارثة، خصوصاً أن هذه السيارات كانت مشبعة بالمواد البترولية، إذ سٌمع دوي إنفجارات متتالية بعد إشتعالها. في حين تريثت أمانة جدة في توضيح ملابسات حادثة الحريق، بعد أن وجهت الاتهامات إلى لجنة التعديات التابعة لها، منتظرة في الوقت ذاته تحقيقات الدفاع المدني في هذا الشأن. وأوضح المتحدث الرسمي باسم أمانة محافظة جدة محمد البقمي ل«الحياة» أن الأمانة لن تستبق الأحداث بخصوص الاتهامات التي تم توجيهها إلى لجنة التعديات التابعة لها بأنها المتسببة في حدوث الحريق بمنطقة التشاليح. وقال: «لا أعتقد أن هذا الشيء صحيح ولكن لا أريد استباق الأحداث، وهنالك الدفاع المدني الذي باشر الحادثة، ومن المؤكد أنه سيصدر بياناً يوضح فيه حقيقة وملابسات الحادثة». وأشار إلى أن الموضوع يتلخص في أنه صدر أمر بالإزالة من لجنة تم تشكيلها، وتضمنت جهات عدة من بينها أمانة جدة، أمن المنشأة، الشرطة، المرور، ومحافظة جدة، إذ تمت دراسة الموضوع ومن ثم صدر أمر بالإزالة برغم وجود بعض الأصوات المعارضة. «الدفاع المدني»: شكوك في وجود شبهة جنائية ... ولا إصابات كشف المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان ل«الحياة»، وجود شبهة جنائية في حادثة حريق مجمع السيارات (التشليح)، الواقع في شرق محافظة جدة، مضيفاً أنه جرى تسليم ملف الحادثة إلى شرطة المحافظة بعد أن شرع في التحقيقات الأولية بمشاركة الأدلة الجنائية وشعبة البحث والتحري، ووصول تلك التحقيقات الأولية إلى الشبهة الجنائية. وقال: «إن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، تابعا هذه الحادثة منذ اندلاعها إلى حين إخمادها، إذ أشرف مدير الدفاع المدني بالمنطقة اللواء فايز صبيان على عمليات الإطفاء التي شاركت فيها فرق من الجموم والعاصمة المقدسة». وأوضح أن الفرق التي باشرت حادثة الحريق تجاوزت 20 فرقة متنوعة التخصصات، عملت على الحد من انتشار الحريق في ظل وجود رياح سطحية ومواد قابلة للاشتعال بحكم مكونات تلك المواد التي ساعدت في انتشار الحريق في مساحة تصل إلى 20 ألف متر مربع. وأشار إلى أن الفرق المباشرة دعمت بفرق من العاصمة المقدسة ومحافظة الجموم، كما شارك طيران الأمن في عمليات إخماد الحريق من خلال تسليط المياه من على ارتفاعات مختلفة ومن زوايا عدة تجاوزت 10 طلعات استمرت مع جهود الفرق الميدانية، التي عملت من الصهاريج المتطورة في الحد من انتشار الحريق والسيطرة عليه من دون إصابات أو خسائر في الأرواح. وقال: «إن مركز الأزمات في إمارة المنطقة شارك بفاعليه وذيّل كثيراً من الصعوبات من خلال ربط جميع الجهات الحكومية المشاركة مع عمليات الدفاع المدني بميدان الحدث، بمشاركة الجهات المتمثلة بالشرطة، والمرور، والأمانة، إضافة إلى الهلال الأحمر، والكهرباء». وأضاف أنه تم استحداث منطقة إسناد غرب الموقع تمركزت بها صهاريج المياه التابعة للشركة الوطنية والمعدات الثقيلة والمعدات المساندة للدفاع المدني. ملاك التشاليح يشكون من عدم وجود الموقع البديل قال راكان الحربي (من المتضررين) ل»الحياة»:نحن محاربون من 35 عاماً في مهنتنا، وصدر قرار بالإزالة، ولكن قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بإيقافه إلى حين إيجاد البديل، إذ تشكلت لجنة في ذلك الوقت وتم اختيار موقع في صناعية عسفان قبل حوالى ثمانية أعوام، ولكن تفاجأنا الآن بقرار من محافظ جدة بالإزالة في 1 – 8- 1436ه، ونقل موقع التشاليح إلى أبو جعالة في بحرة، وهو موقع خال غير مجهز عبارة عن كثبان رملية. وبيّن أن سوء نقل لجنة التعديات للسيارات تسبب في تسرب البنزين من السيارات واشتعال الحرائق، محملاً لجنة التعديات مسؤولية الحرائق التي امتدت لمساحات كبيرة والتهمت الكثير من السيارات الموجودة في المنطقة. وأكد مبارك السفيري ( من المتضررين) ل»الحياة» أن لجنة التعديات طالبت أصحاب التشاليح قبل ما يقارب ال 15 يوماً بنقل سياراتهم إلى موقع أبو جعالة في مدة أقصاها 72 ساعة، مضيفاً: « أعداد السيارات بالألوف وهي بحاجة إلى ما لا يقل عن خمسة إلى ستة أشهر لنقلها، إضافة إلى أن الموقع غير مهيأ أساساً ليكون موقعاً للتشاليح». وأفاد بأن لجنة التعديات جاءت برفقة معداتها من ونشات وشيولات ودركترات للموقع، وبدأت في حمل السيارات بطريقة عشوائية ما تسبب في حدوث التماس في بعض السيارات وتسرب في مخازن الوقود الخاصة ببعض السيارات، الأمر الذي تسبب في اندلاع عدد من الحرائق في أماكن مختلفة من التشاليح.