توعَّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع جريمة تفجير المسجد في القديح سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه الذي يستحقه». وشدد على أن «جهودنا لن تتوقف يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين، والقضاء على بؤرهم». وكشفت وزارة الداخلية السعودية أمس أن تنظيم «داعش» لديه مخطط لتقسيم المملكة إلى خمسة قطاعات، يترأس كلاً منها «أمير» للتنظيم. وأكدت أن التنظيم يستهدف بوجه خاص رجال الأمن السعوديين، ثم إحداث فتنة طائفية، واستهداف المقيمين، فضلاً على أهداف بعيدة المدى: عسكرية، وأمنية، واقتصادية. (للمزيد) وأوضح مسؤول كبير في الوزارة أمس أن التقسيم المذكور لا يهدف بالضرورة إلى تقسيم السعودية إلى خمس دويلات، بل هو تقسيم لتنظيم عمل خلاياه الميدانية. وذكرت وزارة الداخلية السعودية أمس أن «داعش» يجند الأطفال بتحريضهم ب«ابدأ بقتل أبيك أو أخيك لأنهم عساكر». وشددت الوزارة على دور المواطن والمقيم في العمل الأمني، واصفة إياهما بأنهما شريكان أساسيان في ذلك. وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في برقية إلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، أمس (الأحد): «لقد فجعنا جميعاً بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح، مخلفة ضحايا أبرياء. ولقد آلمتنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم، الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية. إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم. ونرغب إليكم نقل تعازينا الحارة لأهلنا في القديح من أسر المتوفين - نسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جنته - ونقل تمنياتنا ودعواتنا للمصابين بأن يمن الله عليهم بالشفاء العاجل. حفظ الله بلادنا وشعبنا من كل مكروه». وأكدت وزارة الداخلية السعودية أمس، أن تنظيم «داعش» يخطط لتقسيم السعودية إلى خمسة قطاعات لوجستية وتنفيذية، لتقسيم أعماله الميدانية والحركية. وذكرت أنه يسعى إلى استهداف الأقارب، سواء أكانوا يعملون في القطاعات العسكرية، أم غيرها. وأفاد العميد بسام عطية المختص بمكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية السعودية، في مؤتمر صحافي في الرياض أمس، بأن مهمات العمل داخل قطاعات «داعش» في السعودية تمثلت بتوزيع العناصر البشرية في كل قطاع وتعيين أمير «داعشي» لكل منطقة، وتأسيس المأوى والمخابئ، ورصد المواقع ذات الأهمية والعسكرية، والأمنية، والحيوية، والأجانب، والشيعة. إضافة إلى توفير السلاح. وأوضح أن «داعش» وضع أهدافاً داخل القطاعات الخمسة هي: رجال الأمن، والفتنة الطائفية، والمقيمين، والأهداف البعيدة المدى العسكرية، والأمنية، والاقتصادية. وكشف عطية أن خلية «داعش» التي ضبطت أخيراً في السعودية قبل أربعة أشهر، وخططت لاغتيال خمسة ضباط، بعضهم من أقارب أفرادها. لكن رجال الأمن أسقطوا الخلية وأفشلوا مخططها. وأشار إلى أن زعيم الخلية عبدالملك البعادي (20 عاماً) جنَّد 23 شخصاً من أصدقاء وأقارب، غالبية أعمارهم لا تتجاوز 16 عاماً. وتواصل البعادي مع شقيقه الموجود في سورية ضمن تنظيم «داعش». وذكر أن اثنين من قتلة قائد إحدى دوريات أمن المنشآت شرق الرياض الجندي ماجد عائض الغامدي قبل أسبوعين حضروا حفلة زفاف بعد ارتكابهما الجريمة. وزاد أن جريمة قتل الغامدي كادت أن تفشل، إذ إن عناصر الخلية كلهم كانوا يرغبون في ارتكابها، لكنهم اختلفوا على ما إذا كان قتل الغامدي حلال بينما تصويره حرام. وأوضح العميد عطية أن خلية «داعش» السعودية تقوم بتجنيد الأطفال بالتحريض بمقولة: «أبدأ بقتل أبيك أو أخيك لأنهم عساكر». وذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن «داعش» يستدرج الأطفال في شبكة «الإنترنت»، بإعطائهم صورة مغلوطة عن الموقوفين، مشدداً أن من يحرص على تصوير العمليات هم القيادات الإرهابية ل«داعش». وأعلن أن ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، وجه بمراجعة الإجراءات الأمنية في الأماكن التي قد يستهدفها الإرهاب، لافتاً إلى أن المساجد في الوقت الحالي آمنة، لكنه قال: «إن الوزارة لا تستبعد أن يستهدف «داعش» المساجد».