في ذكرى مرور عام على الحرب الاسرائيلية ضد قطاع غزة، قتل الجيش الاسرائيلي ستة فلسطينيين، ثلاثة منهم اغتيالاً وسط منازلهم وأمام عائلاتهم في نابلس شمال الضفة الغربية، وثلاثة آخرين قصفاً عند السياج الالكتروني الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة، ما أثار المخاوف من عودة موجة العنف بعد تهديد فصائل المقاومة بالرد. كما أثار قلق السلطة الفلسطينية من مسعى اسرائيلي الى تقويض الاستقرار الامني والاقتصادي في الضفة هروباً من استحقاقات عملية السلام. وأفاق الفلسطينيون صباح امس على أخبار عملية عسكرية نفذتها قوات اسرائيلية فجراً في البلدة القديمة في نابلس اسفرت عن استشهاد غسان ابو شرخ (40 عاما) ورائد السركجي (40 عاما) وعنان صبح (31 عاما) الذين خرج في تشييعهم اكثر من 20 الف فلسطيني، في مشهد غاب طويلا عن مدينة نابلس. وقالت مصادر فلسطينية ان ابو شرخ والسركجي ناشطان في «فتح» ولم يكونا على لائحة «المطلوبين» لاسرائيل، مضيفة ان صبح ناشط في «كتائب الاقصى» التابعة لحركة «فتح»، وكان حصل على عفو من اسرائيل بموجب اتفاق مع السلطة الفلسطينية. غير ان ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي قالت انه تم استهداف «الارهابيين الثلاثة الذي ارتكبوا اعتداء بسلاح ناري أودى الخميس بحياة مستوطن» قرب نابلس، مضيفة انه «استنادا الى معلومات محددة قدمها جهاز الامن الداخلي (شين بيت)، طوقت قواتنا ثلاثة منازل في نابلس كانوا تحصنوا فيها، وقمنا بالقضاء عليهم». وجاءت العملية لافتة شكلاً ومضموناً، فهي استهدفت بشكل معلن واستعراضي مدينة كبرى في الضفة الغربية خاضعة للسلطة الفلسطينية وبعد عامين من الهدوء النسبي، كما استهدفت ناشطين في «فتح» اقتحمت منازلهم واغتالتهم باطلاق الرصاص على رؤوسهم وصدورهم وأمام عائلاتهم، في رسالة بأن اسرائيل سترد بشكل حاسم على اي استهداف للمستوطنين، وبأن الرد سيكون الاغتيال من دون مقدمات او تحذير او تردد. غير ان الرئاسة الفلسطينية رأت بعداً إضافياً للتصعيد الاسرائيلي هو محاولة جر الفلسطينيين الى دوامة العنف للخروج من دائرة الضغوط الدولية في شأن العملية السلمية، وفي الوقت نفسه استدراج ردود فعل تؤدي الى انهيار الوضع الامني الفلسطيني. هذا الموقف ايضاً انعكس في موقف رئيس الحكومة سلام فياض الذي قال ل «الحياة» ان «السلطة تفهم هذه العملية في سياق محاولة اسرائيلية لضرب الوضع الامني الداخلي لتبرير هروبها من استحقاق العملية السلمية». وناشد الشعب الفلسطيني «عدم الانجرار الى المربع الذي تسعى اسرائيل الى جره اليه، وهو مربع العنف». من جانبها، حملت حركة «حماس» الاحتلال اسرائيل مسؤولية عمليتي القتل، كما اتهمت في بيان السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية ب «التواطؤ» مع اسرائيل من خلال التنسيق الامني، واصفة ما جرى في نابلس بأنه «جريمة حرب» تستدعي تفعيل دور المقاومة. من جانبها، هددت فصائل المقاومة بالرد القاسي على اسرائيل في الوقت المناسب، ولمح الناطق باسم «كتائب الاقصى» بتنفيذ عمليات في اسرائيل، مشددا على انها «فتحت ابواب جهنم عليها». وتزامناً مع عملية نابلس، استشهد ثلاثة فلسطينيين عندما اطلق جنود الاحتلال الاسرائيلي النار عليهم قرب الجدار الفاصل بين بيت حانون واسرائيل باستهدافهم بصاروخ من طائرة استطلاع اسرائيلية. وذكر مصدر امني في غزة ان الشهداء «عمال كانوا يبحثون عن خردة في المنطقة لبيعها»، في حين تردد انهم كانوا يحاولون التسلل الى اسرائيل تحت جنح الظلام بحثا عن فرصة عمل. غير ان ناطقة اسرائيلية قالت انهم كانوا «يخططون لارتكاب اعتداء في اسرائيل». واشارت مصادر محلية الى ان قوات الاحتلال تركت الجرحى ينزفون حتى الموت، ولم تسمح لسيارات الاسعاف بالوصول اليهم، ما يعد «جريمة حرب» في نظر القانون الدولي الانساني.