أكد الشاعر حسن السبع «أن التخطيط والإعداد للنشاطات الثقافية مهمة جماعية، لا تنجز بشكل فردي، فالتخطيط حصيلة آراء وتصورات واجتهادات متعددة. معنى ذلك أن تفعيل دور الأندية الأدبية لا يمكن أن يتم بمعزل عن جمهورها من الأدباء والمثقفين. لكن التواصل بين تلك الأندية والمثقفين لا يتحقق إلا إذا شعر المثقف بأنه عضو مؤثر في تلك المؤسسات الثقافية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن. ولكي لا نقع في التعميم، لا بد من الإشارة إلى أن أداء الأندية الأدبية ليس واحداً. كما تختلف الظروف من منطقة إلى أخرى. ذلك أن مؤسساتنا الثقافية تعتمد على المبادرة الفردية. وفي غياب خطة عمل واحدة وآلية محددة لإدارتها، تلعب المبادرة الفردية دوراً كبيراً في التفاوت بين أداء هذا النادي أو ذاك. وإذا تجاوزنا تلك التباينات، فقد يكون عزوف الأدباء والمثقفين عن المشاركة في الجمعيات العمومية لتلك الأندية نتاجاً للآلية التي تدار بها تلك الأندية». وقال السبع: «إن الأديب أو المثقف بشكل عام شخص انتقائي، وفي هذه الأيام التي تتعدد فيها القنوات والمنابر الثقافية خصوصاً، أصبح مستهلك الثقافة والباحث عن المعرفة قادراً على المفاضلة والاختيار. ولن تستطيع النوادي الأدبية أن تصمد في وجه المنافسة، أو تشجع الأديب أو المثقف بشكل عام على الانخراط في إدارتها، والمشاركة فيها بفعالية، ما لم تراجع نوعية نشاطاتها، وطرق تواصلها مع الأدباء والمثقفين. إلا أن هذا لا يبرّئ ساحة بعض المثقفين، ولا يبرّر بعض المواقف السلبية الميَّالة للنقد من أجل النقد وحده»، مشيراً إلى أن هنالك سبباً آخر يسهم في عزوف بعض المثقفين عن المشاركة إدارياً «هو اللوائح الإدارية والمالية، وكذلك شروط عضوية الجمعيات العمومية. وقد نُوقشت بنود تلك اللوائح من قبل أعضاء سابقين في مجالس الإدارة، لكن الاقتراحات والتعديلات المتعلقة بهذا الشأن لم تر النور». وبعد: فقد أثبتت تجارب الانتخابات السابقة أن المرشح الذي «يستميت» للفوز برئاسة أو عضوية مجلس الإدارة ليس جاداً في خدمة الشأن الثقافي. وأن التشبث بالموقع الإداري والإصرار عليه يوحي للمتأمل بدلالات مختلفة، كما يثير أكثر من علامة استفهام.