شيع أمس من مسجد لالا باشا في شارع بغداد في دمشق اللواء رستم غزالي رئيس شعبة الأمن السياسي السابق الذي أعلنت وفاته صباح الجمعة في مستشفى الشامي في العاصمة السورية. وأفيد بأن شخصيات أمنية وعسكرية من النظام السوري حضرت التشييع، فيما شهدت المنطقة تشديداً أمنياً كبيراً. وقد تم دفن الجثمان في مقبرة الدحداح بشارع بغداد. وكانت «فرانس برس» نقلت عن مصدر في عائلة رستم غزالي تأكيدها وفاته الجمعة بعد أكثر من شهر على إدخاله المستشفى للعلاج في دمشق. وكان غزالي أقصي من منصبه إثر شجار مع مسؤول استخباراتي آخر ونقل إلى المستشفى للعلاج بعد فترة قصيرة من هذا الشجار في بداية شهر آذار (مارس). وقال المصدر نفسه رافضاً كشف اسمه: «توفي الجمعة في الساعة السابعة صباحاً في مستشفى في دمشق وسيدفن السبت في العاصمة السورية». ولم تتضح أسباب نقل غزالي إلى المستشفى. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قرر مطلع الشهر الماضي إقالة غزالي ورئيس الاستخبارات العسكرية اللواء رفيق شحادة من منصبيهما إثر خلاف عنيف بين الرجلين. وقال مصدر أمني رفيع المستوى يومها ل «فرانس برس» إن اللواء غزالي «تعرض للضرب على أيدي رجال شحاده»، مضيفاً أن الخلاف مرده إلى رغبة غزالي في خوض المعركة ضد المتمردين في منطقته درعا في جنوب سورية. لكن شحادة «أبدى معارضة شديدة حيال مشاركة غزالي في المعارك» التي يخوضها الجيش السوري مدعوماً من «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني. واللواء غزالي كان يعتبر من أقوى رجال نظام الأسد الذي تولى السلطة عام 2000 خلفاً لوالده حافظ الأسد. وفي العام 2002، تم تعيين غزالي رئيساً لجهاز الاستخبارات السورية في لبنان حيث كان يتدخل في كل شؤون هذا البلد الداخلية. وقد أكد العديد من الشهود أنه أحد المشتبه في تورطهم في التحضير لاغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري العام 2005. وفي تموز (يوليو) 2012، تم تعيينه رئيساً لجهاز الأمن السياسي، أي بعد أكثر من عام من بداية التمرد ضد نظام الأسد.