على رغم الرسالة القيّمة التي يقدمها برنامج «خطى التغيير» عبر «يوتيوب» فإنه لم يسلم من النقد الجماهيري، ولاسيما أن متابعي البرامج الإلكترونية في المملكة اعتادوا على الكوميديا والرياضة. ولم تثن تلك الانتقادات، التي طاولت «خطى التعبير»، مقدمه شادي باداود عن السير قدماً في مهمته التثقيفية والتوعوية. وقال مقدم برنامج «خطى التغيير» شادي باداود ل«الحياة»: «المفاهيم التي يناقشها البرنامج قد لا تروق لكثير من جمهور «يوتيوب» في ظل تنامي عدد مشاهدي برامج التسلية والكوميديا، وهذا لا يعني بالضرورة ضعف البرنامج والرسالة التي يقدمها أو عدم نجاحه، بل على العكس، إذ تمكن من الوصول إلى شريحة مهتمة بالفكر والتثقيف وفهم الواقع والأمور بطريقة مغايرة عن المعتاد، وهذه الشريحة من المشاهدين قد تتسع مع استمرار البرنامج على نهجه ورسالته الواضحة وقالبه الفني المحدد». وأضاف أن عدد المشاهدات حتى الحلقة الرابعة بلغ 42 ألف مشاهدة، كما ناقشت الحلقات السابقة مواضيع عدة، مثل داء الأمم، والتعايش والمسؤولية، وثقافة الاختلاف. وذكر أن البرنامج والقائمين عليه واجهوا منذ انطلاقه انتقادات عدة، تمثلت بالمحتوى وأحياناً بطريقة العرض أو إيصال المعلومة، مشيراً إلى أن هذه الأمور يتم التعامل معها إيجاباً، «كنا نستمع بآذان صاغية، وعملنا على تصحيح الأخطاء وتطوير العمل». وتابع: «من المؤسف أن هناك من كان يسعى للنيل الشخصي منّا، ووضع التعليقات الجارحة والمسيئة إلى الذات، على رغم سمو رسالة البرنامج وأهدافه. نحن نرحب بالنقد البناء والمباشر، ولن نصغي أبداً إلى المسيئين، بل سنظل نواصل العمل الذي بدأناه، إحساساً منا بالمسؤولية والدور المهم الذي يجب على كل فرد في المجتمع أن يقوم به تجاه من حوله من أفراد وجماعات، في مشاركتهم المعرفة والثقافة التي من شأنها أن تسهم في تعزيز التغيير الإيجابي، وخصوصاً مع تزايد الوعي الشبابي الذي تشهده السعودية من خلال مناشط الشباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية». وعن ردود الأفعال على البرنامج، التي لمسها فريق العمل، أوضح باداود أنها كانت متباينة، لأن فكرة البرنامج تختلف عن البرامج الموجودة في الساحة، إذ إنه يناقش المفاهيم وليس الظواهر، كونها أولى خطى التغيير. وأضاف أن برنامج «خطى التغيير» انطلق بناء على فكرة واضحة تكمن في مناقشة المفاهيم الحياتية التي من شأنها أن تلعب دوراً في التغيير المجتمعي بأسلوب عصري يخاطب عقول الشباب بعيداً عن النمطية والتقليدية في الطرح، ويسعى لأن يلهم الشباب للتفكر في مفاهيم لم يفكروا بها من قبل، ويدعوهم إلى النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة بوصف ذلك أحد أهم استراتيجيات التغيير. وعن مدى منافسة «خطى التغيير» في ساحة «يوتيوب» قال باداود: «أود أن أوضح أن لكل محتوى جمهوراً محدداً وفئة معينة تبحث عن إشباع حاجاتها الفكرية من خلال الطرح الذي يقدمه أي برنامج، ولاسيما أن التنوع في برامج «يوتيوب» يُعد مطلباً ضرورياً في المرحلة الراهنة لإثراء الساحة».